بِقلم / سُميه محمد عجم
كاتبة في التاريخ المصري القديم
عاشت المرأة المصرية القديمة في بيئة شجعتها على الانتاج و التعلم و ارتقاء المناصب ، و نجد الأمثلة اللانهائية شاهدة على عظمة نساء مصر ، و قد استنبطنا من هذه الأدلة وجود حرية الإمتهان و المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق ، و من هنا كانت نقطة انطلاقي حول شخصيتين مصريتين أثروا في العالم بعلمهم و شغفهم . .
- دعوني أبدأ بأول طبيبة في التاريخ | ميريت بتاح
اشتهرت ميريت بتاح بكونها أول سيدة تعمل في مجال العلوم الكيميائية على مر التاريخ ، كما تدرجت في المناصب حتى أصبحت رئيسة الأطباء و هذا ما يعادل لقب وزيرة الصحة في وقتنا الحالي !
عاشت طبيبتنا في عهد الأسرة الثالثة بالدولة القديمة و عاصرت الملک زوسر و أشهر رجال عصره : " إيمحوتب ، و حسي_رع "
عُثر على صورة لها بمقبرة ابنها أحد كبار الكهنة بسقارة بالقرب من الهرم المدرج و الذي حاول وضع اسمها في أحد خانات التاريخ ليتفاخر بها أحفادها فيما بعد ..
قامت بتحضير الأدوية و العقاقير و المستحضرات الطبية و التجميلية ، و ساعدت في تسهيل عمليات الولادة المتعسرة ، كما شخصت العديد من الأمراض المستعصية آنذاک و عالجتها
و تكريماً لها من الغرب عام 2016 كُتب اسمها على أحد فوهات كوكب الزهرة عن طريق الاتحاد الفلكي الدولي ( IAU ) ليُخلَد اسمها في التاريخ و بين المجرات
- بسشت | طبيبة النساء
كانت المشرفة العامة على الطبيبات و عاشت في عهد الأسرة الرابعة
عُثر على لوحة لها في مقبرة ابنها " اخيت حتب " بالجيزة و محفوظة حالياً بمتحف اللوفر ،
و تم اكتشاف مقبرتها أسفل مصطبة ابنها في عشرينيات القرن الماضي
و من هنا اختلف العلماء حول كون " ميريت بتاح " شخصية خيالية أخذت شهرة " بسيشت " و ألقت بها وراء الستار ، و منهم من طالب بتغيير اسم فوهة كوكب الزهرة . . ! لكن الأدلة الأثرية الموجودة تنفى هذا الرأي و تؤكد على وجود كلتا الطبيبتين في عالمنا الحقيقي من آلاف السنين
و إلى الآن لاتزال التقنيات وو الوصفات و الأدوات التي استخدمتها هاتين الطبيبتين تُدرس في المحافل الأوروبية ليستفيدوا من عظمة ماضينا !
رغم بساطة هذا المقال إلا أنه يعكس لنا أحد أهم الجوانب الاجتماعية و هو الاهتمام بالمرأة و حقوقها
فالمصري القديم لم يحتج لمنظمات حقوق المرأة لأنه قدر حقوقها منذ سالف الدهر فكلما تعمقنا في التاريخ أيقنّا أن للسيدات تأثير عظيم في الإنسانية