_بقلم/ محمد حماده السيد
الباحث في علم المصريات ومؤسس ومقرر فريق أحفاد الحضارة المصرية _
_هوارد كارتر أكبر لص لكنوز توت عنخ آمون
في ذكري مرور مائة عام علي إكتشاف المقبرة KV62 في وادي الملوك بمصر هي مقبرة توت عنخ أمون، التي اشتهرت لما وُجـِد فيها من كنوز.
المقبرة اكتشفت عام 1922 علي يد عالم الآثار هوارد كارتر، تحت ركام أكواخ عمال بنيت أثناء فترة الرعامسة وهذا يفسر نجاتها من أسوأ ناهبي القبور في ذلك الوقت.
كانت المقبرة مكتظة بالقطع الأثرية وفي حالة فوضى كبيرة. تمكن كارتر من تصوير أكاليل الزهور، والتي تفككت بمجرد لمسها. نظراً للحالة التي كانت عليها المقبرة، وتقنية التسجيل الدقيقة لكارتر، استغرق تفريغ المقبرة قرابة عشر سنوات، ونُقلت جميع محتوياتها إلى المتحف المصري في القاهرة.
في عام ألف وتسعمائة وثمانية حصل لورد كارنرفون أحد أثرياء النبلاء الإنجليز، على تصريح بالحفر في وادي الملوك بطيبة، غرب الأقصر، وكان عندئذ، أن طلب إلى هوارد كارتر والذي كان على صلة بسلطات مصلحة الآثار، أن يتولى الحفائر في طيبة. وقد كشف كارتر عن قبر تحتمس الرابع، وقبر يويا وتويا، ثم قبر حتشبسوت. واضطر إلى وقف الحفر عند بداية الحرب العالمية الأولى عام ألف وتسعمائة وأربعة عشر، ولكنه استأنف العمل عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر حتى أول نوفمبر عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين، إذ نقل الحفر إلى موقع قريب من مدخل قبر رمسيس السادس. ثم كان بعد ذلك بأيام أربعة، أن وقع العمال على أخدود مليء بالأنقاض وكسر الصوان، يؤدي إلى سلم منحوت في الصخر، ينتهي إلى مدخل مسدود مكسو بالملاط، مختوما بخاتم الجبانة الملكي. إذا بالحفائر تكشف عما لم يكن متوقعا، من أروع ما عثر عليه في مصر أو في غير مصر، بعدما ظلت مقبرة توت عنخ آمون مخبئة على مدى ما تجاوز ثلاثة آلاف عام.
في عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، أحد الهواة المتحمسين والذي كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية. لاحقا، أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب لكارنافون.
قام كارنافون بتمويل بحث كارتر عن الفرعون المجهول مسبقا توت عنخ أمون، والذي أكتشف من قبل كارتر، بعد عدة أشهر من التنقيب والبحث الغير مثمر، أصبح اللورد كرنارفون غير راضي عن النتائج وفشل استثماراته، وفي عام 1922، أعط كارتر موسم واحد أخير لإكمال أعمال التنقيب.
الرابع من نوفمبر عام 1922 بعد 15 عاما من البحث وجد كارتر مقبرة توت عنخ أمون "ك.ف62" حيث أفضل مقبرة وجدت على مر التاريخ لم تمس من قبل بوادي الملوك، أرسل برقية للورد كارنارفون للمجيء، في السادس والعشرون من نوفمبر لعام 1922، مع كارنارفون وأبنتة، وحضور أخرين، قام كارتر بعمل "الكسر الصغير" الشهير في الزاوية الشمال لمدخل المقبرة، وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة، حيث شوهدت الأثار الذهبية الخاصة بالمقبرة بالإضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت.
وحتى ذلك الحين لم يكن كارتر يعلم بعد هل هي "مقبرة أم مجرد مخبأ" ولكنه تأكد عندما شاهد ختم واضح بأحد الأبواب المحروسة بين تمثالين. عندما سـأله كارنارفون "هل وجدت شيء" قال نعم "أشياء مذهلة". King Tutankhamen's Tomb
للاسف لم يكن كارتر امينا عند تعامله مع المرقد الملكى حيث تعامل معه كانه ملكية خاصة بالإضافة إلى الهمجية قي التعامل مع مومياء الملك حيث قام بايقاد نار اسفل التابوت الذهبى الحاوى للمومياء لفصلها عنه حيث كانت ملتصقة به بواسطة الزيوت والراتنجيات وقام بفصل الراس عن الجسد فأصبحت المومياء سيئة الحفظ ومفككة وقام كذالك باقتحام المرقد الملكى هو ومموله كارنارفون وابنته. واختلاس الكثير من اللقايا الأثرية بدون اخطار الحكومة المصرية.
أدلة علي سرقة محتويات المقبرة :
كتب أستاذ علم المصريات السير آلان جاردينر سنة ١٩٣٤ يعاتب هوارد كارتر علي أنه أهداه تميمة أكد له أنها ليست من المقبرة المكتشفة ، ولكن بعد عرضها علي إنجلباخ المدير البريطاني للمتحف المصري في التحرير أكد أنها تنتمي لمجموعة التمائم الخاصة بتوت عنخ آمون وأنها مسروقة من مقبرته ، وسبب لجاردينر حرج شديد أمام مدير المتحف .
وأيضاً نشر الدكتور وسيم السيسى في كتابه "المسكوت عنه في التاريخ" أنه كانت هناك 5398 قطعة فى مقبرة توت، تمت سرقة كثير منها، مثل بوق إعلان الحرب الموجود الآن فى b.b.c هيئة الإذاعة البريطانية، والخاتم الذهبي لتوت في متحف المتروبوليتان في نيويورك.
ويشير الدكتور وسيم السيسى إلى أن أخطر المسروقات تتمثل في "البرديات" ويقول الكتاب إن "كارتر" بعدما عرفت سرقاته وتم منعه من التنقيب، قال بعد عامين من اكتشافه مقبرة توت عنخ آمون "إن لديه برديات تغير التاريخ اليهودي كله وقصة الخروج" لكنه بعدما حقق هدفه وعاد للتنقيب قال: "لقد أخطأت كانت ملابس توت الكتانية".
ولكن محاضرة ألقاها كارتر في أمريكا تؤكد أنه بالفعل سرق برديات كثيرة من المقبرة.
هوارد كارتر قبل اكتشافه مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون عثر علي ثلاثة مقابر ملكية أخري الغريب أنها كانت كلها فارغة!!
هل سرقت اثناء سرقة لصوص المقابر قديماً أم نهبها هوارد كارتر؟
لقد كان لكارتر علاقات مع أصحاب النفوذ وقد نال هوارد كارتر دكتوراة شرفية ودعاه الرئيس الأمريكي كالفن كوليدج لشراب الشاي معه.
ويشهد متحف اللوفر علي سرقة آثار توت عنخ آمون ، عندما زار كريستيان لوبن عالم المصريات لم يستطيع تصديق ما يراه حيث وجد تمثال صغير مصنوع من الخزف الأبيض عليه إسم توت عنخ آمون.
ظهرت قطع في ألمانيا فقد أقر مدير متحف في ولاية ساكسونيا أنه يملك عددًا من الخرزات الزرقاء ويشهد مدير المتحف أن هوارد كارتر وضعها في جيبه أثناء تفريغ المقبرة من محتوياتها ثم أعطاها لأحد مساعديه وعثر على هذه الخرزات المشكوك في أمرها في أحد المزادات
"تعزز طريقة كارتر مع ممتلكات أجنبية، شكًا أثاره في سبعينيات القرن الماضي توماس هوفينج مدير سابق لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، فباعتماده على ملاحظات سرية وثّق هوفينج حالات تخلى فيها كارتر وشريكه اللورد كارنارفون الإنجليزي عن نزاهتهما، وعلى سبيل المثال قدّما مشبكًا يظهر عليه الملك الصغير وهو يركب عربته هدية لملك مصر فؤاد الأول، كذلك تلقى عملاق النفط الأميركي إدوارد هاركنس خاتماً من الذهب"
كان القانون لكارتر في الحفائر قديماً ينص علي انه اذا نهبت المقبرة من لصوص المقابر فيحق له ان يأخذ نصفها وبعد سنوات حفر طويلة دامت ل٦ سنوات ويأس شديد من اللورد الممول لحفائر كارتر سافر كارتر له وقال أريد التمويل لعام أخر فقط ، يبدو أن كارتر كان علي علم بالمقبرة ومحتواياتها فكان يحاول كارتر جاهداً نهب المقبره حتي يقول أنها نهبت من قبل لصوص المقابر وانه له الحق في أخذ معظم محتواياتها
وفي دراسة حديثة تشير لها الباحثة ميرنا محمد إلى أن كنز توت عنخ آمون ضم 27 كفًا و427 سهمًا و12 كرسيًا صغيًرا و69 صندوقًا و34 عصا معقوفة هذا المشهد الذي شهدته طيبة في شهر نوفمبر من عام 1922 وجمع هوارد كارتر نحو 5 آلاف قطعة من غرف الدفن الأربع بما فيها قطع أثاث وجرار عطور وكشاشات ذباب وريش نعام، فقد كان القبر برمته حلمًا تلوّن باليشب واللازورد والفيروز.
وتؤكد الباحثة ميرنا محمد أنه لم يُفتضح أمر كارتر سوى مرة واحدة حين نقل خلسة تمثالًا نصفيًا ملونًا صغيرًا للملك الشاب إلى غرفة جانبية دون تسجيله ضمن الآثار لكن المحققين اكتشفوا التمثال في عربة للنبيذ، وفرضت مصلحة الآثار حراسة على المقبرة وقت اكتشافها ثم تصاعد النزاع بمنع كارتر من الدخول إلى موقع المقبرة، حتى إنه بعث برسالة إلى وزير الأشغال المصرى مرقص حنا في 17 فبراير 1924 محذرًا من خطورة غيابه عن موقع المقبرة، لكن الوزير رد موضحًا أن قرار منعه جاء بعد إغلاقه المقبرة وإضرابه ومعاونيه عن العمل، ونجح عالم الآثار في التنصّل من هذا الوضع الحرج ولم تخرج هذه الفضيحة إلى العلن.
وتضيف: "حيل كارتر نجحت بعض الشيء، فقد اختفى عددًا من القطع الصغيرة من مقتنيات الملك فمَن سرقها ومتى؟ وما هى هذه القطع؟ وأين انتهى بها المطاف؟ لا تزال هذه الأسئلة أحد الألغاز المحيرة في علم الآثار المصري"
أحد الأبطال وراء الحفاظ علي كنز توت عنخ آمون مرقس حنا باشا الذي لولاه لسرق معظم كنز توت عنخ آمون كان وزير الأشغال وقت إكتشاف المقبرة و كانت الآثار تتبع وزارة الأشغال وقتها وثار ثورة عارمة عندما منع هوارد كارتر ــ مكتشف المقبرة المصريين من دخول المقبرة بعد اكتشافها ، طبعاً النية كانت مبيتة لنهب الآثار التي لا يوجد مثلها علي الكوكب وأصغر وأقل تحفة تساوي ثروة طائلة أمر مرقس حنا باشا بفرض حراسة فوراً علي المقبرة وجعل ظباط مصريين يفتشون كل واحد يدخلها و يخرج منها حتي هوارد كارتر نفسه فثارت الجرائد العالمية الإنجليزية خاصة ثورة عارمة عليه في وقت كانت بريطانيا العظمي تحكم مصر والعالم كله عايزين مندوبيهم وصحفييهم الإنجليز يدخلوا ويخرجوا المقبرة براحتهم وسط الكنوز والتحف والدهب الملقاة في كل مكان
لم يهتم الباشا ولم يرضخ بل شدد الحراسة و منع دخول الأجانب إلا بتصريحات خاصة مختومة وتفتيش دقيق من الحرس المصري علي باب المقبرة وأمر مرقس حنا باشا بتسجيل كل أثر وكل تحفة في المقبرة رغم أنف كارتر وحفظها لمصر وللمصريين وكل مجموعة آثار وتحف تسجل تنقل تحت حراسة مشددة من الشرطة المصرية للمتحف المصري في القاهرة لضمان تأمينها وسلامتها