كتبت - أمنية صلاح
باحث دكتوراه فى الفنون القبطية
الحلقة الثانية عشرة
مسجد النبي دانيال
اختلف العديد من المؤرخين على أصل تسمية المسجد، وصدرت العديد من الأبحاث من أجل كشف علاقة نبى بني إسرائيل دانيال بالمسجد الإسلامى..
وقد انقسمت الآراء في هذا الشأن إلى رأيين:
أولهما:
ينسب الاسم إلى أحد العارفين بالله، وهو الشيخ محمد دانيال الموصلي، أحد شيوخ المذهب الشافعي الذي جاء إلى الإسكندرية فى القرن الثامن الهجري واتخذ منها مركز لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية، وظل بها حتى وفاته سنة 810 هجريا.
أما الرأي الثاني:
فيقول بأن المسجد على اسم النبي دانيال، نبى من أنبياء بني إسرائيل، والذي سُبي ثم عاش في بابل في عهد الملك نبوخذ نصر، مع أنه لم يثبت فى التاريخ أنه جاء إلى مدينة الإسكندرية.. فأصحاب هذا الرأي يُرجعوا سبب التسمية إلى وجود جالة يهودية كبيرة في مدينة الإسكندرية في العصر الروماني، فأطلقت بعض الأسماء على اسم أنبيائها.
ولقد تم تجديد مبنى المسجد أكثر من مرة، ولذلك لم يتم تحديد التاريخ الذي أنشئ فيه على وجه التحديد، أما تاريخ بناءه الحالي فيعود إلى عام 1822عندما تم تجديده فى عهد على باشا مبارك، ثم جُدد مرة أخرى عام 1850م في عهد والى مصر سعيد باشا.
ويقع الضريح بالجهة الشرقية بداخل مسجد النبى دانيال، ويتم الوصول إليه عن طريق باب، كما أن حجرة الضريح منخفضة عن مستوى الشارع بنحو 2.5 متر، ويتم النزول إليها عن طريق سلم خشبي، وكان يعلوه قبة. وكان مدخل الضريح في السابق في الجانب الغربى.
وقد كان المسجد ملحق بصهريج مياه مكون من طابقين – كأغلب مباني المدينة- أما المصلي الخاص بالنساء فيقع بالناحية الشمالية الغربية وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يوجد بها حاجز من الخشب.
مسجد أبو العباس المرسي
من أشهر معالم المدينة على الإطلاق، ويضم ضريح الشيخ "شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسي"، أحد أبرز شيوخ الصوفية على الطريقة الشاذليه، والذي يتصل نسب أسرته بالصحابي سعد بن عبادة.
عاش في الإسكندرية برفقة أستاذه أبي الحسن الشاذلي نحو أربعة عقود ودُفن في مقبرة باب البحر عام 1287م.. ولاحقًا بنى كبير تجار الاسكندرية مسجدًا - على الضريح – على الطراز الأندلسي الذي تميز بالقباب وكثرة الأعمدة التى تحمل السقف، والمئذنة شاهقة الارتفاع، بالإضافة أعمال الأرابيسك فى النوافذ والأبواب. ولقد احتوى المسجد على 16 عمود من الرخام والجرانيت، وكل عمود عبارة عن قطعة واحدة مثمّنة الشكل، أربعة أعمدة منها من الجرانيت الوردى، صُممت خصيصًا فى إيطاليا من أجل حمل قبة المسجد الواقعه فى الضلع القبلى منه. وقد صنفت القبة بأنها أجمل قبة مسجد في مصر.
references
- الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة، تاريخ الاسكندرية وحضارتها منذ اقدم العصور ، 1999
- حسين مؤنس، المساجد، عالم المعرفة، 1981
- سعاد ماهر، مساجد مصر وأولياؤها الصالحون, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1971.