د.عبدالرحيم ريحان

د.عبدالرحيم ريحان

مستشار عام لشئون الحضارة والتراث بمجموعة كاسل جورنال ورئيس اللجنة العلمية التاريخية بمجلة كاسل الحضارة والتراث

لحظات التجلى الأعظم ودك الجبل ونزول التوراة

"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" الأعراف 143.

نبى الله موسى لم يقل للمولى عز وجل: أرنى ذاتك. بل قال: "أرني أَنظُرْ إِلَيْكَ" كأنه يعلم أنه بطبيعة تكوينه يعرف أنه لا يمكن أن يرى الله، لكن إن أراه الله، فهذا أمر بمشيئة الحق وقدّم نبى الله موسى الطلب معلقًا بمشيئة الله وإرادته لأنه يعلم أنه غير معد لاستقبال رؤية الله

"قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ" هنا يعلل سبحانه وتعالى لموسى بعملية واقعية حيث أوضح: لن ترانى ولكن حتى أطمئنك أنك مخلوق بصورة لا تمكّنك من رؤيتى أنظر إلى الجبل، والجبل مفروض فيه الصلابة والقوة والثبات والتماسك فإن استقر مكانه، يمكنك أن ترانى، إن الجبل بحكم الواقع وبحكم العقل وبحكم المنطق أقوى من الإِنسان وأصلب منه وأشد، ولما تجلّى ربه للجبل "جَعَلَهُ دَكًّا" والدكُّ هو الضغط على شئ من أعلى ليسوَّى بشئ أسفل منه، والحق هو القائل: "كَلّا إِذَا دُكَّتِ الأرض دَكّاً دَكّاً" الفجر 21.

وبعد ذلك أراد الله أن يلفتنا لفتة تصاعدية ويبين لنا أن نبى الله موسى قد صعق لرؤية المتجلَّى عليه فكيف لو رأى المتجلِّى؟!! "فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسى صَعِقاً" وصعقه تُطلق ويراد بها الوفاة، ولكن هنا صعقة أخرى تعبر عن الإِغماءة الطويلة

"فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ" وتوبة نبى الله موسى هنا من أنه سأل الله ما ليس له به علم وأنَّ الله قد أعطاه بدون أن يسأل، لقد كلمه الله، فلماذا يُصّعد المسألة ويطلب الرؤية؟ ولماذا لم يترك الأمور للفيوضات التى يعطيها الله له ويتنعم بفيض جود لا ببذل مجهود؟ ويقرر نبى الله موسى ويقول "وَأَنَاْ أَوَّلُ المؤمنين"، أى بأنّ ذاتك- سبحانك- لا يقدر مخلوق أن يراها ويدركها، لقد شعر نبى الله موسى ببعض من انكسار الخاطر لأنه طمح إلى ما يفوق استطاعته وكأنه قد فهم ما أوضحه الحق له: لا تلتفت إلى ما منعتك ولكن انظر إلى ما أعطيتك.

وأعقب التجلى الأعظم نزول التوراة فى قوله تعالى "قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" الأعراف 144، ورسالاتى هنا هى فى مجموعها رسالة واحدة فكل باب من أبواب الخير رسالة.

"وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ" الأعراف 145، والكتْب هو الرقم بقلم على ما يكتب عليه من ورق أو جلد أو عظم أو أي شئ، وعندما يقول ربنا: "وَكَتَبْنَا" فالله لم يزاول الكتابة بنفسه، ولكن أرسله من الملائكة يكتبون بأمر من الحق، والألواح حيث كانوا قديمًا يكتبون على أى شئ مبسوط، وتبين لنا الآثار أن هناك كتبًا مكتوبة على جلود الحيوانات وعلى  الأحجار، وكان العرب يكتبون على القحف المأخوذ من النخل، وكذلك كتبوا على عظام الذبائح وصار كل مكتوب يسمونه لوحًا،  "مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" تتطلبه خلافة الإِنسان في الأرض فى الوقت المناسب له، وأوضح سبحانه أنه كتب فى الألواح الموعظة والتفصيل لمنهج الحياة

وبعد تلقى نبى الله موسى التوراة وحيدًا عاد إلى قومه فوجدهم قد عبدوا العجل ولامهم على ذلك ونفّذ أمر الله فيهم بقتل أنفسهم ومات منهم عددًا كبيرًا ثم أخذ سبعين رجلًا للاعتذار للمولى عز وجل وبعد واقعة الاعتذار وما حدث بها عرض عليهم التوراة والتى وجدوا فى تعاليمها مشقة عليهم وقالوا نحن لا نطيق هذا التكليف وفكروا ألّا يلتزموا به و ألّا يقبلوه. "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة 63، وهم يقولون إن الله كلفهم ما لا يطيقون، مع أن الله جل جلاله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، هذا هو المبدأ الإيمانى الذى وضعه الحق جل جلاله.

لذلك عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يصيب بفضله ورحمته بني إسرائيل رغم أنوفهم رفع فوقهم جبل الطور الموجود في سيناء وقال لهم تقبلوا التكليف أو أطبق عليكم الجبل تمامًا كما أهلك الله تبارك وتعالى الذين كفروا ورفضوا الإيمان وقاوموا الرسل الذين من قبلهم وإن الله جل جلاله لم يرغم أحدًا على التكليف ولكنه رحمة منه خيّرهم بين التكليف وبين عذاب يصيبهم فيهلكهم، وهذا العذاب هو أن يُطْبقَ عليهم جبل الطور، إذا المسألة ليس فيها إجبار ولكن فيها تخيير، وقد خُيِّرَ الذين من قبلهم بين الإيمان والهلاك فلن يصدقوا حتى أصابهم الهلاك، ولكن حينما رأى بنو إسرائيل الجبل فوقهم خشعوا ساجدين على الأرض، وسجودهم دليل على أنهم قبلوا المنهج، ولكنهم كانوا وهم ساجدون ينظرون إلى الجبل فوقهم خشية أن يطبق عليهم.

"وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وظنوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ ما ءاتيناكم بِقُوَّةٍ واذكروا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" الأعراف 171، (نتقنا) كأن الجبل وتد فى الأرض ونريد أن نخلعه فنحركه يمينًا ويسارًا حتى يمكن أن يخرج من الأرض، وهذه الحركة والزحزحة والجذب هى النتق والجبل كالوتد تماما يحتاج إلى هز وزعزعة وجذب حتى يخرج من مكانه، وهذه الصورة عندما حدثت خشعوا وسجدوا وتقبلوا المنهج.

بنود الميثاق هى عبادة الله جل وعلا وحده، والاحسان للوالدين ولذى القربى واليتامى والمساكين وقول الحسن للناس وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ  ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" البقرة 83 "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ" البقرة 84 وهى نفس التشريعات القرآنية.

ويواجه جبل موسى حاليًا جبل التجلى حيث وقف نبى الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلى وهو الجبل الذى تجلى له سبحانه وتعالى فدكه، ويقع جبل التجلى إلى الشمال الشرقى من جبل موسى

" الأيقونات بدير سانت كاترين" رسالة دكتوراه بكلية السياحة جامعة قناة السويس

نوقشت رسالة الدكتوراه صباح الاثنين 12 سبتمبر بكلية السياحة والفنادق جامعة قناة السويس بعنوان  " الأيقونات بدير سانت كاترين- دراسة فنية أثرية" والمقدمة من الباحثة نعمات حسين حسونة

وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتورة هبة الله محمد فتحى أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية  بقسم الإرشاد السياحى بالكلية مشرفًا ومحكمًا والدكتور خالد شوقى البسيونى أستاذ الآثار المصرية بقسم الإرشاد السياحى بالكلية مشرفًا ومحكمًا والدكتورة مفيدة حسن الوشاحى أستاذ الآثار المصرية والإرشاد السياحى بالكلية والدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء وزارة السياحة والآثار

والقت الباحثة الضوء على أيقونات دير سانت كاترين لأهميتها باعتبارها من أهم مقتنيات الدير التى تشمل الأيقونات والمخطوطات والأوانى الكنسية وهى خطوة جيدة حيث أن الدراسات البحثية فى الأيقونات اقتصرت على الأيقونات القبطية فى وادى النيل ولم تدرس أيقونات دير سانت كاترين بالشكل الكافى منذ دراسات وايتزمان التى نشرت عام 1966 واستفادت الباحثة من المراجع بشكل كبير والتمعن فى قراءتها وشرح المصطلحات والكلمات الجديدة فى الدراسة شرحًا وافيًا فى الهوامش لتيسر على الباحث فى الدراسة الحصول على المعلومات المطلوبة من أقرب الطرق

وقد واجهت الباحثة صعوبات للعمل فى ظروف كورونا وصعوبة الاتصال بالدير وقد أغلق الدير أبوابه فى هذه الفترة، ورغم ذلك قدمت الباحثة دراسة لها أهميتها من الناحية العلمية حيث تعد مرجعًا للباحثين فى الفنون الخاصة بمقتنيات دير سانت كاترين كما أنها تقدم ملامح معمارية وتاريخية عن سيناء ودير سانت كاترين فى وقت تقوم الدولة بتوجيهات من رئاسة الجمهورية بتنفيذ أعظم المشاريع السياحية فى تاريخ سيناء وهو مشروع التجلى الأعظم منذ انطلاق شرارته فى يوليو 2020 ، ويمكن أن تدخل الدراسة ضمن الترويج والتشيط السياحى للمشروع حيث أن المشروع يشمل دراسات أثرية وتاريخية ومعمارية وبيئية وكلها تصب فى صالح الترويج محليًا ودوليًا للمشروع

كما أن الدراسة تناولت فنون الأيقونات داخل  موقع مسجل تراث عالمى باليونسكو عام 2002  ذات الأهمية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى وتساهم الدراسة فى المحافظة على المعايير التى سجل عليها الممتلك تراث عالمى استثنائى

توصلت الباحثة إلى نتائج هامة عن نشأة الرهبنة فى مصر وتصديرها إلى الحبشة وإيرلندا والتأكيد على أن إحياء المواقع المقدسة بسيناء الخاصة بمسار نبى الله موسى ارتبط بالمسيحية وليست اليهودية فالمسيحيون هم من تبركوا بالمواقع الذى مر بها نبى الله موسى وبنى إسرائيل وبنوا بها الأديرة والكنائس كما عرضت الباحثة تاريخ أقدم خرائط رسمت للدير

وألقت الباحثة الضوء على أسباب الإتقان فى رسم الأيقونات البيزنطية مقارنة بالأيقونات القبطية وهى رعاية الدولة للفن بينما نشأ الفن القبطى برعاية الشعب والإنفاق عليه علاوة على عزلة الكنيسة القبطية بعمارتها وفنونها عن العالم المسيحى للخلافات المذهبية بكونها تمثل معارضة لباقى الكراسى البابوية

كما قامت الباحثة بتحليل أسباب لجوء الرهبان إلى سيناء والتى تمثل علاوة على توافر مصادر المياه ومواد البناء التبرك بالأماكن المقدسة من مسار نبى الله موسى كما رصدت الباحثة معالم الفن البيزنطى فى بلاد اليونان والفن البيزنطى فى الشرق وسمات كل فن وألقت الضوء على المدرسة الكريتية فى فن رسم الأيقونات والتى نتج عنها العديد من أيقونات دير سانت كاترين

مطلوب استنساخ أشهر الآثار المصرية المنهوبة وعرضها بمتحف الحضارة

 تمتلك مصر أكبر مصنع للمستنسخات الأثرية فى العالم لاستنساخ الآثار طبق الأصل مع حقوق ملكية فكرية لمصر عن استنساخ هذه الآثار

وفى إطار احتفالات مصر بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد وتصاعد الصيحات بحملة شعبية للمطالبة الرسمية والشعبية بعودة الحجر أطالب بانتهاز فرصة هذه الاحتفالية وكشف تفاصيل أهم الآثار المصرية المنهوبة بالخارج وكيفية خروجها وأحقية مصر فى عودتها ووسائل المطالبة باستردادها وذلك بقيام مصنع المستنسخات الأثرية بعمل مستنسخات من أشهر القطع وعرضها بمعلومات كافية لرواد متحف الحضارة واستخدام التكنولوجيا الحديثة بعرض معلومات كاملة عن كل أثر منذ اكتشافه حتى خروجه لتكون متاحة للإعلام المحلى والدولى للحديث عنها وكشف تغاضى المجتمع الدولى عن إدراج التراث المادى ضمن اتفاقية الملكية الفكرية الدولية وهى من العوائق الأساسية فى عودة الآثار المنهوبة كما أن الاتفاقات الدولية الخاصة باستعادة الآثار تشوبها الكثير من العيوب ومنها اتفاقية اليونسكو 1970 التى صادقت عليها باريس عام 1997 ووقعت عليها 143 دولة منها مصر وهى النص القانونى الدولى الوحيد لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتحف الفنية والمنظم لآلية عودة القطع الفنية التى تم الحصول عليها بشكل غير شرعى إلى بلادها الأصلية والتى تمنع الدول من المطالبة بالآثار التى نهبت قبل عام 1970 وقد خرجت أشهر الآثار المصرية قبل هذا التاريخ

ومن أشهر المتاحف العالمية التى تمتلك آثارًا مصرية متحف اللوفر والمتحف البريطانى ومتحف الأرميتاج بروسيا ومتحف بوشكين فى موسكو ومتحف برلين  وتورونتو ومتحف المتروبوليتان فى نيويورك وغيرها.

وأرى ضرورة  قيام المصنع بعمل مستنسخات رأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا وحجر رشيد بالمتحف البريطانى والمصنع قادر على صنعه ولسنا فى حاجة لإهدائه من أحد علاوة على تمثال حم - ايونو - مخترع التقنية الهندسية لهرم خوفو - بمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا وقناع الأميرة كا نفر وهو القناع المعروض في متحف لويزانا الأمريكية والزودياك الدائرى لمعبد دندرة ومخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس)  الموجود حالياً بالمتحف البريطانى والعهدة النبوية الموجودة بتركيا

وبخصوص رأس نفرتيتى بمتحف برلين ينوه الدكتور ريحان إلى عثور عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخاردت وفريقه الأثرى على تمثال نفرتيتى في السادس من ديسمبر عام 1912 فى ورشة "أتيليه" الفنان الملكى تحتمس بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا - جنوب القاهرة - والذى كان من أهم فنانى عصر العمارنة والملك إخناتون الذى حكم من  1353 إلى 1336ق.م.

ومن خلال جميع التقارير الخاصة بالحفائر آنذاك فإن بورخاردت كان يدرك مدى الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتى بمجرد اكتشافها وقام بإخراجها من مصر عام 1913 بالمخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة آنذاك

وقد ذكر عالم المصريات الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق أن تمثال رأس نفرتيتى خرج من مصر وقت اكتشافه بواسطة التدليس والتمويه على يد العالم الألمانى بورخارت عندما كتب فى بيان البروتوكول ومذكرة الحفائر الخاصة باقتسام الآثار المكتشفة أن تمثال رأس نفرتيتى مصنوع من الجبس ويعود لأميرة ملكية وأكد الدكتور حواس أن بورخارت كان يعرف جيدًا أن التمثال مصنوع من الحجر الجيرى لكنه تعمد التمويه بهدف حصول ألمانيا على التمثال الذى يجتذب حاليًا أكثر من مليون مشاهد سنويًا

وبدأت المطالبات بعودة رأس نفرتيتى منذ عهد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان بمذكرة رسمية بتاريخ 14 أبريل 1946 إلى مجلس قيادة الحلفاء يطلب فيها استعادة تمثال نفرتيتى، وأرسلت الحكومة المصرية طلبًا مماثلًا عبر السفير المصرى بالولايات المتحدة لوزارة الخارجية الأمريكية فى الحادى والعشرين من فبراير 1947 وتلقت الحكومة المصرية ردًا فى الثامن من مارس 1947 من مجلس قيادة الحلفاء بأنه ليس لديهم السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار

وما بعد ثورة 23 يوليو المجيدة أرسل الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار الأسبق ثلاثة خطابات رسمية لنقلها إلى الحكومة والسلطات الألمانية المختصة يطالب فيها باستعادة تمثال رأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا، واستند إلى المادة 13 ـ ب من اتفاقية اليونسكو عام 1970 الخاصة بمنع وتحريم الاستيراد والتصدير والنقل غير القانونى للممتلكات الثقافية، وهي المادة التى تطالب جميع أطراف الاتفاقية بضمان التعاون فى تسهيل استرداد الممتلكات لأصحابها الأصليين فى أسرع وقت ممكن

وكان الرد الرسمى الألمانى على طلب الدكتور زاهى حواس باستعادة تمثال رأس نفرتيتى هو رفض وزير الدولة الألمانى للشئون الثقافية بيرند نويمان إعادة أو حتى مجرد إعارة التمثال النصفى للملكة الفرعونية نفرتيتى لمصر مبررًا الرفض حفاظًا على التمثال

وتتضمن آثارنا المنهوبة بالخارج تمثال المهندس المصرى القديم حم - ايونو - مخترع التكنيك الهندسى لهرم خوفو بمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا، وهو تمثال جالس  منحوت من قطعة واحدة من الحجر الجيرى الأبيض ارتفاعه  5ر155 سم وقد كشف عن التمثال بعثة آثار ألمانية  فى مقبرة بمنطقة الجيزة تعرف باسم "ج 4000" بجوار الأهرامات وهى قطعة فنية نادرة بحجم الإنسان الطبيعى خرج من مصر عام 1912طبقًا لنظام القسمة الذى كان متبعًا قبل عام 1983

وقناع جنائزى لسيدة تدعى "كانفر نفر" يعود تاريخه إلى عام 3500 قبل الميلاد، ويعود للأسرة 19، اكتشفه الدكتور زكريا غنيم عام 1952 فى منطقة المجموعة الهرمية للملك سخم خت بسقارة، ومسجل فى سجلات سقارة بتاريخ 26 فبراير 1952 فى سجل 6 برقم 6119، وقد سرق من مخازن سقارة ومعروض الآن فى متحف سانت لويس للفنون فى أمريكا، وادعى المتحف أنه اشتراه من تاجر آثار بصورة قانونية عام 1988 بملبغ 500 ألف دولار، بعد أن اشتراه التاجر من زكريا غنيم الذى كانت السلطات المصرية قد أهدته القناع، بينما تحقيقات الحكومة أوضحت أن القناع مسروق، وأنه خرج من مصر ما بين عامى 1966 و1973 بطريقة غير شرعية فى اعتراف وسند بأحقية مصر بالقناع.

والزودياك الدائرى لمعبد دندرة " دائرة الأبراج السماوية" وكان منقوشًا على سقف حجرة بالمعبد  وانتزعه الفرنسى سابستيان لويس سولينيه وكان أحد أبناء عضو مجلس النواب الفرنسى آنذاك ونقله إلى باريس بحجة اكتشاف الجنرال "ديزيه»" له  أثناء الحملة الفرنسية على مصر  وبالتالى فقد اعتبروه أثرًا فرنسيًا مرتكبين جريمتين تشويه المعبد وسرقة  الزودياك

ولقد تقدمت رسميًا بمذكرة علمية وافية واستيفاء الجوانب القانونية  عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بشأن طلب استعادة مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس) أقدم نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية ويعود إلى القرن الرابع الميلادى والموجود حالياً بالمتحف البريطانى وجزء منه بمكتبة جامعة ليبزج بألمانيا، ويوجد بمتحف دير سانت كاترين حاليًا خطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة هذا المخطوط السينائي إلى دير طور سيناء بتاريخ 16 و28 سبتمبر 1859م معروض بقاعة العرض المتحفي داخل الدير، وكذلك قرار مجمع آباء دير طور سيناء المقدس بتاريخ 16 و28 سبتمبر 1859م، بشأن الإعارة المؤقتة للمخطوط السينائي بعد تقديم خطاب ضمان من أ. لوبانوف وخطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة المخطوط.

كما تقدمت رسميًا بمذكرة علمية وافية واستيفاء الجوانب القانونية  عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بشأن طلب استعادة أصل العهدة النبوية المحفوظ صورة منها بدير سانت كاترين، وهى العهدة النبوية الذى أعطاها رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عهد أمان للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم يعرف بالعهدة النبوية والمحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين صورة منه بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند دخوله إلى مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية

الطائف في التراث العربي دراسة حضارية أثرية وثائقية

    صدر عن دار النشر للجامعات حديثا كتاب " الطائف في التراث العربي:  دراسة حضارية أثرية وثائقية" للدكتور خالد حمزة استاذ التاريخ القديم والاثار بكلية الاداب-جامعة المنوفية ورئيس قسم الاثار بالكلية,  والدكتور مصطفى حمزة استاذ الخزف والفنون بجامعة دمنهور.

       ويتضمن الكتاب الذي بين ايدينا دراسة علمية شاملة لجميع الجوانب التاريخية والحضارية والأثرية والوثائقية لمدينة الطائف القديمة بحيث جمع هذا الكتاب بين دفتيه كل ما جاء عن مدينة الطائف في كتب التراث العربي والمصادر التاريخية وكتابات الرحالة. منذ العصر الجاهلي حتى نهاية الدولة الأموية.

    هذا وقد نالت معظم المدن العربية اهتمام الباحثين والمؤلفين، ولاحظنا أن مدينة الطائف لم تنل بعد حقها من الدراسة العلمية المنهجية الوافية ومن هنا جاء اهتمامنا بهذه المدينة التاريخية المهمة، فأردنا أن نقدم دراسة بحثية دقيقة تتضمن رصداً لكل ما جاء عن مدينة الطائف في التراث العربي.

     والطائف مدينة عربية ذات تاريخ عريق وحضارة ضربت بجذورها في الأعماق, وهي ثالثة مدن الحجاز الكبرى المهمة بعد مكة والمدينة, وقد حظيت قبل الإسلام بأهمية تجارية وثقافية نظرًا لوقوعها بالقرب من الأسواق التجارية الحجازية لاسيما سوق عكاظ، وهو من أشهر أسواق العرب على الإطلاق، ذلك السوق الذي شهد سجلات أدبية تعد من مفاخر الأدب عموماً حيث كانت تعقد فعالياته الأدبية والسياسية والتجارية سنوياً فكان بذلك أعظم منتدى للشعر والخطابة والبلاغة, كما كان يعد معرضاً عظيماً للتجارة والصناعة يؤمه العرب والفرس والأحباش وغيرهم, وقد شهده النبي صلى الله عليه وسلم مما زاد من قيمته ومكانته.

وقد ازدادت الطائف شهرة منذ مطلع التاريخ الإسلامي وزاد عمرانها وعدد سكانها بعد دخولها في الدولة الإسلامية، وممن استقر بها الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (من أبناء عمومة الرسول صلى الله عليه وسلم) ودُفن فيها عام 68هـ على الأرجح، وكان يلقب بحبر الأمة لعلمه الغزير في الحديث والتفسير والفقه، كما دفن بها محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-وبعض الصحابة الذين استشهدوا في حصار الطائف.

وفي الطائف آثار كثيرة من العصر الجاهلي والإسلامي تدل عليها النقوش المحفورة في الصخور وبعض الحفريات والمقتنيات التي عُثر عليها حديثاً. كما اكتُشفت في منطقة عكاظ بعض الأبنية الأثرية التي تعود إلى العصر العباسي، وفي الطائف قبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد بني الخلفاء العباسيون على القبر مسجداً عظيماً، وأدخلوا قبر عبد الله بن عباس في زاوية المسجد، إلى غير ذلك من الآثار والمنشآت المعمارية المهمة سواء دينية أو مدنية أو حربية.

وقد حظيت الطائف باهتمام العديد من المؤرخين الذين أفردوا لها المؤلفات والكتب أمثال: أبن أبي الصيف والميورقي والفيروز أبادي وابن فهد وابن عراق الكناني وعبد القادر بن أحمد الفكاهي ومحمد بن علان البكري وحسن بن علي العجيمي والقنوي والقاري والحضراوي والدهلوي.

واشتملت الدراسة على الموقع الجغرافي لمدينة الطائف ووصفها في كتب المؤرخين والرحالة، وما تحويه هذه المدينة من أودية وعيون وقرى وطرق قديمة مهمة. كما تناولت الطائف ومؤرخيه وأهم المؤلفات التي أفردت الطائف بالتأليف، وتضمنت أيضا دراسة لتاريخ الطائف في العصر الجاهلي الأخير من حيث الأوضاع السياسية والاقتصادية والدينية ودور قبيلة ثقيف فيها، ثم تناولنا تاريخ مدينة الطائف في عصر النبوة، وكذلك تحدثت الدراسة عن تاريخ الطائف في عصري الخلفاء الراشدين والأمويين ودور الثقفيين في مجريات الأحداث آنذاك. وأخيرا تضمن البحث دراسة أثرية كاملة لمدينة الطائف من حيث المباني والمنشآت الأثرية والنقوش والكتابات المختلفة بمنطقة الطائف.

 

"الفنون الإسلامية في آسيا الوسطى" كتاب جديد للدكتور حسن نور

 

صدر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر حديثًا كتاب "الفنون الإسلامية في آسيا الوسطى" للدكتور حسن نور أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار – جامعة سوهاج ورئيس قسم الآثار الإسلامية السابق بالكلية

ويمثل الإطار الجغرافي لموضوع الكتاب الذي بين أيدينا مجموعة جمهوريات آسيا الوسطى بمسمياتها الحديثة وهي تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان، وهي منطقة مغلقة جغرافيًا مترامية الأطراف إذ تبلغ مساحتها حوالي ستة ملايين كيلو متر، وكان لها قديمًا مسميات كثيرة هي بلاد ما وراء النهر، آسيا الداخلية، ترانسكسونيا، تركستان، وغير ذلك، حتى ألغيت رسميًا كل التسميات القديمة عام 1343هـ/1924م.

والإطار الزماني لموضوع الكتاب هو منذ دخول الإسلام لآسيا الوسطى حتى نهاية

القرن 13هـ/19م، وهي عصور طويلة تعاقب خلالها على حكم آسيا الوسطى مجموعة كبيرة من الفاتحين والغزاة والدول والممالك بداية بالفتح الإسلامي العربي ونهاية بالغزو الروسي ومرورًا بدول وممالك السامانيين والقراخانيين والغزنويين والسلاجقة وآل محتاج والخوارزميين والمغول والتيموريين والشيبانيين والأسترخانيين والمانجيت وغيرهم.

وتكمن أهمية المنطقة في سيطرتها على مفاصل طريق الحرير الدولي ففيها معظم محطاته البرية المهمة، وكان لهذا الطريق فضل ربطها حضاريًا بدول الجوار على مر العصور، كما تكمن أهمية المنطقة في تنوع مواردها الطبيعية وتتعدد أجناسها البشرية وقومياتها ولغاتهم، ففيها الجنس التركماني والتركي والطاجيكي والأوزبكي والتتري وقليل من الفرس والعرب، والصينيين والروس، يعيش هذا الخليط في بيئة بدوية تسكن القرى والصحارى في الخيام والأكواخ وأيضا في بيئة حضرية تسكن المدن في القصور والمنازل، ولهذا تنوعت الأنشطة الحرفية والمفاهيم الحضارية لهم.

وعلى الرغم من تأثر الفنون التطبيقية في آسيا الوسطى ببعض التأثيرات الفنية الوافدة من جيرانها في بعض مراحلها نظرًا لعوامل كثيرة ولظروف تاريخية وسياسية متغيرة إلا أنها حافظت في معظم أطوار مسيرتها الفنية على موروثاتها المحلية الفنية وعملت على تجديدها حتى صار لها شخصيتها الفنية المتفردة التي تظهر في سماتها من أشعرة ورموز قبلية وأزياء وطنية وخصائص قومية وحلي ومجوهرات شعبية وغير ذلك.

لقد وصلنا من الآثار الإسلامية الوسط آسيوية آلاف عديدة الأمر الذي فرض نفسه على المختصين بتشييد المتاحف لحفظها، وإجراء المسوحات والحفائر لاستزادتها، وعقد الندوات والمؤتمرات لدراستها والتعريف بها.

والحق أن الفنون الزخرفية الإسلامية في آسيا الوسطى قد ضاع حقها وتفرقت أشلاؤها فلم ينشر عنها إلا شذرات كتابع غير ذي شأن ، فمن نشر عن الصين وفنون الإسلام أشار في عمومية إلى (شرقي) آسيا الوسطى أي إقليم (سينكيانج) ومن كتب عن الفنون الإيرانية الإسلامية ذكر شذرات قليلة جدًا عن آسيا الوسطى كتابع لإيران، ومن نشر عن الفنون الإسلامية في القوقاز وأذربيجان أشار مجرد إشارات إلى (غربي) آسيا الوسطى، ومن كتب عن التأثيرات الأوروبية على طريق الحرير ذكر جنوب روسيا وسيبيريا والفولجا وتترستان، وهكذا تفرق دم آسيا الوسطى بين جيرانها، فجاء هذا الكتاب لكي يجمع الشتات المفرق ويظهر الخصائص الفنية المتفردة للفنون الزخرفية الإسلامية الوسط آسيوية.

والكتاب مقسم إلى تسعة فصول كان الفصل الأول عن الأطر الجغرافية والتاريخية والفنية لمنطقة الدراسة ، والفصل الثاني بمبحثيه عن الفخار والخزف، والفصل الثالث بمبحثيه عن النسيج والسجاد، والفصل الرابع بمباحثه الثلاثة عن المعادن والأسلحة والحلي ، والفصل الخامس عن الأخشاب والعاج، والفصل السادس عن الجص والحجر والرخام والجلد، والفصل السابع عن الزجاج والبللور الصخري  والفصل الثامن عن زخرفة المصاحف ، والفصل التاسع عن شواهد القبور.

وقد زود الكتاب بواحد وثلاثين شكلاً توضيحيًا ومائة وسبع وخمسين لوحة ملونة تتضافر معًا في بلوغ الهدف.

دعوة لمؤتمر أو ورشة عمل بعنوان "مصر تطالب بعودة حجر رشيد" لمناقشة طلب مصر لاسترداد حجر رشيد

فى إطار المناقشات العلمية المثمرة على صفحات جريدة الفجر هذا الإسبوع بين الدكتور محمد عطية محمد هواش مدرس بقسم الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة وباحث دكتوراه في القانون الدولي الخاص وخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار من جانب والأستاذ بسام الشماع المرشد السياحى الشهير من جانب آخر حول الوضع القانونى لحجر رشيد وذلك فى إطار احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموزه

نؤكد فى البداية أن الطرح القانونى والذى يعرض لأول مرة شكّل مفاجأة بالطبع ولكن هذا الطرح لا يعطى إنجلترا حقًا فى امتلاك الحجر ولا يسلب مصر حقًا بل يرصد واقعًا دوليًا مريرًا يجب أن نتعامل معه بنفس المنطق ونتسلح بسلاح العلم المدعوم بالوثائق التاريخية والأسانيد القانونية والأمر لا يحتاج إلى التشدّق والعنترية بقدر ما يحتاج إلى فهم صحيح للأمور تلاشيًا لحدوث بلبلة فى الرأى العام من رأى هنا ورأى هناك

تحدثت مع الصحفى والآثارى حسام زيدان الصحفى بالفجر وطرح فكرة رائعة أيدتها ودعمتها منذ اللحظة الأولى فبدلًا من أن يسرع كل طرف لإحدى الفضائيات أو الصحف ليعرب عن وجهة نظر منفردة ندعو إلى مؤتمر وطنى أو ورشة عمل تحتاج إلى يومين على الأقل يجتمع بها كل الأطراف والمتخصصين فى الآثار والتاريخ والقانون الدولى وأن تمثل فيها الجهة الرسمية وهى إدارة الآثار المستردة بوزارة السياحة والآثار والاتحادات الأثرية فى مصر مثل المجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب وإتحاد الأثريين المصريين والجمعية التاريخية ولجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة وعمداء كليات الآثار والشخصيات ذات الثقل العلمى والدولى ممن لهم باع طويل فى المطالبة باسترداد آثار مصر مثل العالم العالمى الدكتور زاهى حواس والدكتور أحمد راشد مؤسس ومتبنى حملة ومبادرة حقوق حضارة لبناء حضارة والدكتورة مونيكا حنا عميد كلية الآثار والتراث الحضاري بأسوان والدكتور محمد عبد اللطيف عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة وأساتذة التاريخ ممن لهم دراسات تخص الموضوع والشخصيات العامة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة والدكتور الحسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية

والدعوة مفتوحة بالطبع لكل صاحب رأى ورؤية تضيف لهذه القضية يسجل اسمه وصفته فى هذا البوست

على أن تعقد جلسة عمل قبل الورشة بين المشاركين بعد تحديد أسماءهم لوضع إطار عمل ومحاور للمناقشة  وأن يخرج المؤتمرات بتوصيات عملية قابلة للتطبيق متفق عليها وفى ضوء هذه التوصيات تتقدم الدولة رسميًا للمطالبة بعودة الحجر مدعمة بالأسانيد التاريخية والأثرية والقانونية

كما يحتاج هذا الطرح إلى دعم شعبى ممثلًا فى النقابات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية والأندية الرياضية ومن مهامها تجميع توقيعات للمصريين بطلب استرداد مصر لحجر رشيد وكل آثارها المنهوبة فى الخارج

والمطلوب هو تبنى جهة معينة لعقد هذا المؤتمر أو ورشة العمل وجهات داعمة لتغطية مصاريف عقد المؤتمر من تأجير قاعة وتقديم خدمات من مبيت ليلة للقادمين من خارج القاهرة علاوة على تقديم وجبة غذاء على مدى يومين مع ما يقدم فى فترات الراحة بين الجلسات العلمية

ومن الآن وحتى عقد المؤتمر نتمنى أن يجهز كل عالم ورقته العلمية وأسانيده وطرح رؤيته للوصول بنا جميعًا إلى بر الأمان ومن هذه اللحظة سيعتبر الإسراع إلى وسائل الإعلام لطرح رؤى منفردة هو من قبيل العبث وضياع الوقت والمتاجرة بالقضية الأم على حساب المجد الشخصى

دمتم ودامت مصر فوق الجميع ولا يضيع أبدًا حق وراءه مطالب

مصر وروسيا علاقات ثقافية تاريخية

وقعت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية ووزارة النقل المصرية مذكرة تفاهم بشأن زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، وفقًا لوثيقة نشرت على الموقع الرسمي لوكالة النقل الجوي الفيدرالية حسبما ذكر موقع توردوم الروسي.

وفى ضوء ذلك نرصد العلاقات الثقافية بين البلدين  الممتدة إلى 300 عام مضت وأن مخطوطات مكتبة دير سانت كاترين وأيقوناته والهدايا الروسية وكتابات الرحالة الروس تشهد بعمق الروابط الحضارية بين مصر وروسيا

وتضم مكتبة دير سانت كاترين المكتبة الثانية على مستوى العالم بعد الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها مخطوط الكتاب المقدس باللغة الروسية والذى يعود إلى القرن الحادى عشر ومطلع الثانى عشر الميلادى ومخطوطة الرسول إبركوس ذات التقويم الشهرى كما أثرت سانت كاترين وقصتها الشهيرة فى أنحاء روسيا لدرجة أن أول وسام نسائى بروسيا عام 1714 كان بإسم القديسة كاترين كما ذكرت الأهرامات المصرية لأول مرة فى الأدب الروسى فى كتاب المسيرة لفارسانوفيا وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب "الروس عند مقدسات سيناء" لفلاديمير بلياكوف ترجمة منى الدسوقى الصادر عن دار نشر أنباء روسيا

هذا بالإضافة إلى كتابات الحجاج الروس الذين جاءوا إلى سيناء ومنها كتابات فاسيلى جوجار عام 1634، فيشينسكى عام 1708، كيربرونوكوف عام 1821وبعد تأسيس هيئة الملاحة والتجارة الروسية عام 1856 نقلت 12 ألف راكب غالبيتهم من المقدّسين وفى عام 1878 تم إنشاء أسطول تطوعى بين مصر وروسيا وكان الحجاج الروس يعيشون على نفقة دير سانت كاترين وكان البعض يتبرع بالأموال والهدايا الثمينة للدير وقد بنيت كنيسة القديس جورج رايفسكى بدير الطور بتل الكيلانى فى نهاية القرن التاسع عشر من تبرعات الروس والأيقونات الموجودة بها من أعمال الروس كما تم تصنيع أربعة من مجموع تسعة أجراس معدنية بدير سانت كاترين فى روسيا وأهديت للدير وقد كتب على أحد الجراس " تم تصنيع هذا الجرس فى موسكو فى مصنع ديمترى سامجين"

وشهدت حقبة السبعينات من هذا القرن زيارة دير سانت كاترين من قبل المهاجرين الروس والعاملين بالمؤسسات السوفيتية بمصر ويتضح ذلك من خلال توقيعات سجل زيارة سانت كاترين كما يضم الدير مجموعة من الأيقونات الروسية منها أيقونة التجلى المرسومة فى موسكو فى القرنينن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وأيقونة الصعود المصنوعة فى موسكو على يد الرسام ماكار استاتكوف ونقلت للدير عام 1610م وأيقونة ميلاد السيد المسيح التى تعود للقرن السابع عشر وهناك ثلاثة أيقونات مكتوبة بالروسية تعود للقرن الثامن عشر

ومن المقتنيات الروسية من كنوز دير سانت كاترين الهيكل الفضى الذى يحوى رفات سانت كاترين أرسله القياصرة الروس عام 1689م وتاج المطران الذى أرسله القيصر ميخائيل فيودوروفيتش للدير عام 1642م من الفضة المذهبة ومزين باللؤلؤ والأحجار الكريمة  ولوح ثلاثى فضى مطلى بالذهب عليه صورة سانت كاترين مزينة بالذهب واللؤلؤ وخمس ثريات متدلية من سقف كنيسة التجلى مصنوعة من الفضة والكريستال أرسلته الإمبراطورة الروسية إليزابيث بيتروفنا وتتم إضاءتها فى الأعياد والمناسبات الدينية

وكان الروس من الرواد فى عملية البحث والدراسة لكنوز الدير ومنهم أومانيتس أول من وضع دراسة تفصيلية للدير بعد زيارته له عام 1843م وأبحاث بورفيرى التى أثمرت من عام 1804 إلى 1885م عن كتاب أوسبينسكى المقدس وأربعة كتب منها ألبوم يحمل رسومات ومخططات وكتاب تحليل لدساتير سيناء المعروفة وقام بينيشيفيتش بنشر أول وصف لمعالم الدير  وكتاب " وجوه ذهبت إلى سيناء وأعمال حول سيناء" خلال رحلته لدير سانت كاترين عام 1881م كما أصدر ألبوم سيناء من مائة صورة يشمل معالم الدير ورسومات للمخطوطات وقام دميتريفيسكى الأستاذ بأكاديمية العلوم الدينية فى كييف عام 1888م بتوصيف 511 أيقونة  كما صدر له العمل الضخم " توصيف المخطوطات الليتورجية المحفوظة فى مكتبات المشرق الأرثوذكسى" فى ثلاث مجلدات

ونشير إلى العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى من محافظة الغربية وهو أول عالم عربى يدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذى سافر إلى بطرسبورج فى عصر محمد على بناءً على رغبة القيصر الروسى نفسه الذى حرص على وفادة أستاذ عربى متمكن إلى روسيا ليعلّم الروس اللغة العربية وسافر عام 1840 وقضى بها 25 عامًا ووصل لدرجة أستاذًا لكرسى اللغة العربية بجامعة بطرسبورج وقد تعلم على يديه مئات المستشرقين الروس ومعظم الدبلوماسيين الروس هم تلامذة الشيخ الطنطاوى ويوجد للشيخ الطنطاوى 150 مخطوطة بجامعة ليننجراد ومخطوطات بخط يده بمعهد الدراسات الشرقية بموسكو ومخطوطات لرسائله لعلماء وأدباء أوروبا محفوظة بجامعة هلسببكوفورس وقد تميزت أعماله بتحليل اللغة الفصحى والعامية إلى جانب منهجه التعليمى فى تناول المادة بشكل يجعلها ميسرة ودفن بروسيا فى مقبرة إسلامية وخلدت روسيا ذكراه ووضعت له تمثالًا بجامعة سان بطرسبورج

حجر رشيد وآثارنا المنهوبة ضحية تجاهل المجتمع الدولى

المشكلة الكبرى التي تواجه مطالبتنا بعودة حجر رشيد وكافة آثارنا المنهوبة فى الخارج هى القوانين والاتفاقيات الدولية التى وضعت ظاهريًا لحفظ استقرار المجتمع الدولى وباطنيًا لشرعنة الحصول على آثار البلاد صاحبة الحضارات العظيمة ومنها مصر صاحبة أعظم حضارة فى التاريخ وكذلك تجاهل المجتمع الدولى لحقوق ملكية فكرية للآثار والتراث المادي باتفاقية حقوق الملكية الفكرية الدولية والخاصة بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية “ويبو” وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة مقرها جنيف ظهرت عام 1967 وتأسست وانطلقت بعد انعقاد مؤتمر باريس للملكية الصناعية والدول الأعضاء 177 دولة منهم مصر.

واتفاقية حقوق الملكية الفكرية هي أحد ملحقات اتفاقية التجارة العالمية التربس وملزمة للأعضاء الموقعين عليها وكان التوقيع النهائي على الاتفاقية فى المغرب فى أبريل 1994 وبدأ سريانها فى منتصف 1995، وتعمل اتفاقية حقوق الملكية الفكرية على تحقيق الحماية الفكرية بوسيلتين: الأولى هي الحصول على تصريح من مالك الحق الفكري، والثانية هي دفع ثمن لهذا الانتفاع وتهدف إلى حماية حقوق المؤلفين والمخترعين والمكتشفين والمبتكرين.

ويؤكد الدكتور محمد عطية محمد هواش مدرس بقسم الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة وباحث دكتوراه في القانون الدولي الخاص  فأن الآثار والتراث المادي غير مدرج باتفاقية حقوق الملكية الفكرية لأسباب كما تراها الدول التى وضعت الاتفاقية هي عدم التكييف القانونى لعناصر التراث الثقافي بمعنى أن التراث الثقافي ليس له تصنيف محدد ليدخل في إطار الاتفاقية ولا يتأتي هذا إلا بتشريعات وطنية تنتهي باقرار دولي أو اتفاقية.

وأرى أن الأسباب الخفية لعدم تضمين التراث المادى بالاتفاقية هى أن هذه البلدان تستفيد من عرض الآثار المنهوبة من الدول المختلفة بمتاحفها دون أى حقوق مادية أو أدبية لهذه الدول بحجة امتلاكها لهذه الآثار قانونيًا رغم أنها تسوق لها وتروجها وتربح منها المليارات على أنها آثار مصرية كما تستبيح لنفسها بيع هذه الآثار فى المزادات العلنية ومعظم الآثار المصرية فى المزادات العلنية هربت من مصر ناتج الحفر خلسة الذى زادت حدته بعد 2011 فى سنين الفوضى كما تقوم هذه البلدان بتأجير الآثار المصرية الموجودة بمتاحفها لتدر عليها الملايين وتقوم باستنساخ التماثيل واللوحات والمقابر المصرية والمدن المصرية مثل الأقصر والتي تدر الملايين وبالتالي فإن تجاهل الآثار في الاتفاقية يصب في مصلحتها.

ولى رؤية في التكييف القانونى لإدراج الآثار ضمن اتفاقية الملكية الفكرية، حيث جاء في تعريف الملكية الفكرية هي إبداعات العقل في كل شيء سواءً كان ينتمي إلى المصنفات الفنية أو الاختراعات أو برامج الكمبيوتر أو العلامات التجارية وغيرها من ما يستجد ويمكن إدراجه أسفل مظلة الحماية الفكرية.

وأن المعيار الأول والثالث لتسجيل ممتلك ضمن التراث العالمى لليونسكو يمكن أن يتخذ تصنيفًا وتكييفًا قانونيًا للتراث الثقافى «الآثار» وقد سجلت على أساسه ممتلكات بمصر والعالم ضمن اليونسكو، ومنها مواقع ممفيس ومقبرتها ومنطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر) ومعالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة والقاهرة الإسلامية التي أدرجت عام 1979 ودير سانت كاترين عام 2002.

ويتضمن المعيار الأول الممتلكات التي تمثل تميز فني بما يشمل الأعمال المميزة للمعماريين والبناه، ويتمثل فى التميز والإبداع والعبقرية، والمعيار الثالث وهى الممتلكات التي تعكس إنجاز عقلى أو اجتماعي أو فني ذو أهمية عالمية التى تقف شاهدًا فريدًا أو على الأقل استثنائيًا على تقليد أو على حضارة لا تزال حية أو حضارة مندثرة أو عادات ثقافية مندثرة.

وأن إدراج الآثار ضمن اتفاقية الملكية الفكرية يعطى لمصر عدة حقوق أولها حق مادي نتيجة عرض آثارها بمتاحف العالم لحين عودتها رسميًا إلى مصر لمجرد ترويجها وعرضها على أنها آثار مصرية ومن المستحيل عرضها بالطبع على أنها آثار غير مصرية وإلا تعرضت هذه المتاحف للإفلاس لأن العامل الرئيسي في رواج أي متحف عالمي هي وجود الآثار المصرية خاصة كبرى المتاحف العالمية مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف الأرميتاج بروسيا ومتحف بوشكين في موسكو ومتحف برلين وتورونتو ومتحف المتروبوليتان في نيويورك وغيرها.

كما أن حقوق الملكية الفكرية الدولية للآثار سيعطي مصر حقوقًا معنوية في اشتراطات طريقة عرض هذه الآثار بشكل لائق وغير مهين والحفاظ عليها وقد حرقت التحف المصرية القديمة من المومياوات والتوابيت والتماثيل والمنحوتات الحجرية في الحريق الهائل في المتحف الوطني في ريو دي جانيرو بالبرازيل في سبتمبر 2018 وانتهت إلى الأبد قيمة حضارية مصرية نتيجة عدم الحفاظ عليها كما يعطي لمصر الحق في منع استنساخ آثارها في الخارج طبقًا للمادة 39 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 والخاصة بحظر استنساخ الآثار المصرية إلا بموافقة المجلس الأعلى للآثار مع الحصول على حق مادي حتى يتم وقف هذا الاستنساخ وهناك أكثر من 30 مدينة تأخذ شكل الطابع الهرمي في أميركا والصين والهند وتايلاند وغيرها ولا تحصل مصر على أي مقابل وقد حصر باحث أمريكي عام 2010 أرباح مدينة لاس فيجاس وقد بلغت سنويًا 80 مليار ونصف يورو بسبب مستنسخات الآثار المصرية.

واختتم كلامى بأن وجود الآثار ضمن اتفاقية حماية الملكية الفكرية الدولية يعد سندًا قويًا لمصر للمطالبة بكل آثارها المنهوبة والتي ترفض الدول ردها إلى مصر رغم المطالبة القانونية بردود واهية، وهي خوفهم على الأثر نفسه وأصبح كل هذا لا أساس لها فى بلد تزداد بها الاكتشافات الأثرية يومًا وراء يوم وتنشيء المتاحف الجديدة مثل المتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة ومتحف شرم الشيخ والعاصمة الإدارية مع تطوير المتاحف الحالية بأحدث نظم العرض العالمية فضلًا عن الأمان التي تتمتع به مصر وهذا بفضل رؤية سياسية ثاقبة في الجمهورية الجديدة للقيادة السياسية التي توفر المناخ الصالح والآمن والملائم لنهضة ثقافية سياحية غير مسبوقة في مصر.

وأشير إلى نماذج من أهم الآثار المصرية المنهوبة بالخارج، والذي يجب التقدم رسميًا بطلب استردادها وهي حجر رشيد بالمتحف البريطاني ورأس نفرتيتي المعروض بمتحف برلين بألمانيا وتمثال حم – ايونو – مخترع التقنية الهندسية لهرم خوفو – بمتحف “بيلديزيس” بمدينة هيالديز هايم بألمانيا وقناع الأميرة كا نفر وهو القناع المعروض في متحف لويزانا الأمريكية ومخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس) الموجود حاليًا بالمتحف البريطانى والذى تقدمت رسميًا عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بمذكرة علمية قانونية لاستعادته كما تقدمت في نفس العام بمذكرة لعودة العهدة النبوية من تركيا والمحفوظ عدة صور منها بدير سانت كاترين.

وفى النهاية أطالب بإيجاد إطار قانوني مقنع تتقدم به وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية بمصر رسميًا بالاتفاق مع عدة دول عربية إلى إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بقطاع الشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية وللمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بصيغة تكييف قانوني متفق عليها من الجميع للتراث المادي «الآثار» لإدراجها كبند جديد لا يندرج تحت أي مصنف ضمن الاتفاقية الدولية لحماية الملكية الفكرية.

المؤتمر الأول لكلية الدراسات العليا للنانوتكنولوجي " استشراف مستقبل تكنولوجيا النانو : الرؤية والتطبيق ... معوقات وحلول

يعقد في الفترة من  24 إلى   26 سبتمبر الجارى  بمقر كلية الدراسات العليا للنانوتكنولوجي - جامعة القاهرة - فرع جامعة القاهرة - مدينة الشيخ زايد

تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ورئاسة الدكتور رباب محمود الشريف عميد كلية الدراسات العليا للنانوتكنولوجي - جامعة القاهرة، مقرر المؤتمر

الدكتور خالد سليمان سليمان

ويهدف المؤتمر إلى التوعية بأهمية علم النانوتكنولوجي في التطبيقات الصناعية، الطبية والصيدلانية والزراعية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في تلك المجالات وتعظيم دور التكنولوجيا المستحدثة في إيجاد وتطوير مصادر بديلة ونظيفة للطاقة سواء الشمسية أو غيرها وإيجاد حلول بديلة للتدوير والتخلص من المخلفات البيئية ومعالجة المياه والتربة عن طريق علم النانوتكنولوجي وحماية الآثار والمحفوظات عن طريق استحداث طرق الترميم والصيانة باستخدام مواد ومتراكبات نانومترية ذكية تحقق إستدامة المعالجات لمختلف المواد و إلقاء الضوء على أهم المستحدثات في تطبيقات علم النانوتكنولوجي والذكاء الاصطناعي ( الروبوتات و تطبيقات الحاسب الآلي فائق السرعة) ودراسة تحليلية لأهم  المخاطر، الاحتياجات والمعوقات التي تواجه علم النانوتكنولوجي و السعي لإيجاد حلول لها.

لجنة من الآثار والمحليات تعاين وادى حبران فى إطار مشروع التجلى الأعظم

فى إطار مشروع التجلى الأعظم القائم حاليًا بمنطقة سانت كاترين بتوجيهات سامية من رئاسة الجمهورية ومتابعة من رئاسة مجلس الوزراء واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واللواء أيمن الشريف سكرتير عام محافظة جنوب سيناء قامت لجنة صباح الاثنين 29 أغسطس الجارى مشكّلة من مناطق الآثار بجنوب سيناء بقطاعى الآثار المصرية والآثار الإسلامية والقبطية بمعاينة وادى حبران الممتد من طور سيناء إلى سانت كاترين فى إطار مشروع التجلى الأعظم حيث يضم الوادى آثار للنواميس التى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وآثار بيزنطية

وأوضح حسام صبحى محمود مدير منطقة آثار سانت كاترين أن اللجنة بدأت جولتها من منطقة الشيخ عواد مرورًا بوادى سلاف وانتهت بمنطقة نقب العجاوى

وكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء وعضو اللجنة عن أهمية وادى حبران كمسار لنبى الله موسى ثلاث مرات والتى تقوم الدولة بإحياؤه وتطويره وتمهيده وتأمينه وتزويده بالخدمات فى إطار مشروع التجلى الأعظم

وأضاف بان نبى الله موسى عبر هذا الطريق منفردًا من طور سيناء التى ترك بها بنى إسرائيل وتوجه إلى جبل موسى لمناجاة ربه وتلقى ألواح الشريعة ثم عاد منه ليأخذ معه بنى إسرائيل من نفس الطريق بعد لومهم على عبادة العجل ليعتذروا إلى المولى عز وجل ويستكملوا الرحلة إلى الأرض المقدسة كما تبارك بهذا الطريق الحجاج المسيحيون والمسلمون واستخدموه أثناء عبورهم من ميناء الطور المملوكى إلى جبل موسى ودير سانت كاترين كما أصبح مسار التجار من ميناء الطور لتوصيل المؤن لرهبان دير سانت كاتري

وأكد الدكتور ريحان بأنه طبقًا لخط سير رحلة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى سيناء والذى قام بتحقيقها ونشرها فى كتاب "التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى" فإن نبى الله موسى ترك شعبه فى موقع تتوافر به المياه والحياة النباتية لما عرفه عنهم من سرعة الضجر وهو موقع قرية الوادى حاليًا بطور سيناء ثم توجه إلى الجبل المقدس وله عدة مسميات منها جبل موسى وجبل المناجاة وجبل الشريعة عبر وادى حبران حيث استمر نبى الله موسى أربعون يومًا بجبل موسى يناجى المولى عز وجل من على هذا الجبل حتى تلقى ألواح الشريعة، وحين تغيب نبى الله موسى عن قومه لم يصبر بنو إسرائيل على غيابه وفقدوا الأمل من عودته، فاستجابوا لرجل يدعى السامرى، وكان صائغًا ماهرًا فأخذ الحلى اللائى أخذنه نساء بنو إسرائيل من المصريات وصنع لهم عجلًا له خوار وأقنعهم أن نبى الله موسى لن يرجع إليهم، وكانوا قد طلبوا من نبى الله موسى قبل ذلك أن يجعل لهم إلهًا ورفض ووصفهم بالجهل لجحودهم.

وكان مكان عبادة العجل قرب بحر، كما يعنى هذا أن نبى الله موسى غاب عنهم فى مكان بعيد وإلا لكان لحق بهم ومنعهم من عبادة العجل وعند عودته غضب غضبًا شديدًا وألقى الألواح على الأرض من هول المفاجأة ثم أخذها .

وأردف الدكتور ريحان بأن طريق الحج البرى عبر وسط سيناء إلى مكة المكرمة تحول منذ عام (1303هـ / 1885م) إلى الطريق البحرى عبر خليج السويس إلى ميناء الطور المملوكى ومنذ ذلك الوقت اشترك الحجاج المسيحيون القادمون من أوروبا إلى دير مارمينا الذى يبعد 75 كم غرب الإسكندرية، 60كم جنوب مدينة برج العرب القديمة ومنه إلى القاهرة ومنها إلى ميناء السويس حيث يبحروا مع الحجاج المسلمين المتجهين إلى ميناء طور سيناء ثم يتخذوا طريق وادى حبران لزيارة جبل موسى وجبل التجلى ودير سانت كاترين وقد ترك الحجاج المسلمون كتاباتهم التذكارية على محراب الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين الذى أنشيء فى عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500 هــ 1106م ويستمر الحجاج المسيحيون الراغبون فى الحج إلى دير سانت كاترين بالدير ويتوجه البعض منهم للحج إلى القدس بينما يعود الحجاج المسلمون إلى ميناء طور سيناء ليبحروا إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة .

وتابع الدكتور ريحان أن طريق وادى حبران يبدأ من شمال شرق الطور حيث سهل القاع إلى فم وادى حبران فتصعد فيه إلى أعلاه إلى نقب حبران ومنه تنزل إلى وادى أم صلاف ثم تقطع حمادة الشبيحة إلى وادى الشيخ ثم إلى الطرفا ثم الواطية إلى دير سانت كاترين وتتوفر فى وادى حبران المياه بغزارة حيث يوجد ثلاثة عيون هى عين الواطية وعين الرّديسات وعين الحشا وبالوادى كثير من النخيل والنباتات الطبية وأشجار الطرفة التى يؤخذ منها المن وكان طعام بنى إسرائيل فى سيناء

من الجدير بالذكر أن اللجنة ضمت الآثارى أحمد الحشاش مدير مناطق آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية والآثارى مصطفى محمد نور الدين المشرف على منطقة أثار جنوب سيناء للآثار المصرية القديمة وعن محافظة جنوب سيناء ضمت على عبد البصير نائب رئيس مجلس مدينة سانت كاترين وجمال أحمد محمد  رئيس قرية وادى فيران

من نحن

  • مجلة كاسل الحضارة والتراث معنية بالآثار والحضارة وعلوم الآثار والسياحة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى ونشر الأبحاث المتخصصة الأكاديمية فى المجالات السابقة
  • 00201004734646 / 0020236868399
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.