تعد فسيفساء التجلى بدير سانت كاترين أجمل وأقدم فسيفساء فى العالم والتى تغطى الجزء العلوى من نصف قبة الشرقية وتمتد إلى الجزء العلوى من الجدار الشرقى وتعود إلى القرن السادس الميلادى وقد صنعت من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان يسودها اللونان الأحمر والأزرق على خلفية من الذهب المعتم وهى من عمل فنان من مركز حضارى ربما يكون القسطنطينية أو فى ورشة فى غزة أو جلبت من غزة أو القسطنطينية
وتصور الفسيفساء تجلى السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلى حيث نجد السيد المسيح واقفًا فى وسط هالة بيضاوية الشكل عن يمينه النبى إيليا وعن يساره النبى موسى وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح، وقد صوّر الفنان تلاميذ السيد المسيح القديسان يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما القديس بطرس مستلق عند قدمى المسيح، والزخارف التى تزين الإطار الخارجى عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات (صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التى تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذى تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء فى عصره وأيضًا بورتريه الشمّاس يوحنا
وتشمل كوشة عقد الحنية ملكان يشغلان كل مساحتها يطيران بجناحى طاووس فى اتجاه مركز العقد وأسفل كوشة العقد دائرتين، اليمنى بها بورتريه يوحنا المعمدان واليسرى بورتريه السيدة العذراء وتعكس هذه الفسيفساء أسلوب القسطنطينية فى القرن السادس الميلادى متمثلة فى الخطوط المتعرجة الصارمة، ملامح الوجوه، الخلفية المتألقة، الغموض ويشبه هذا الموزايك موزايك كنيسة رافنا بإيطاليا وبازيليكا فى سالونيكى بشمال اليونان من حيث أن الموضوع الرئيسى حوله ثلاثون جامة بها الحواريون والملائكة والأنبياء ومطران الدير ولكن فسيفساء سيناء تفرد فنى وقيمة استثنائية فى القيمة والتاريخ والموضوع واللمسات الفنية

د.عبدالرحيم ريحان
مستشار عام لشئون الحضارة والتراث بمجموعة كاسل جورنال ورئيس اللجنة العلمية التاريخية بمجلة كاسل الحضارة والتراث