بقلم آثاري /حسن محمد جبر
باحث دكتوراة
مدير البحث العلمي لمناطق آثار مصر العليا
تعتبر سكة حديد الحكومة المصرية بالشلال من أقدم سكك الحديد في العالم إذ أنها تعد ثاني أقدم سكة حديد بعد سكك حديد بريطانيا وهى مسجلة ضمن المبانى التاريخ وتخضع للقانون 144 لسنة 2006
الموقع :
تقع المحطة بمنطقة الشلال جنوب مدينة أسوان التاريخية
تاريخ الانشاء :
يرجع تاريخ إنشاء المبني مع دخول السكك الحديدية إلي مصر خاصة جنوبها حيث وصل خط السكة الحديد عند محافظة الأقصر عام1898م ثم امتد إلي أسوان من خلال شركة إستثمارية إنجليزية تأسست باسم(شركة قنا أسوان للسكك الحديدية) وقد وكل لهذه الشركة إمتياز إستغلال هذا الخط بين أسوان والأقصر ثم تم تغيير الخط مرة أخري بعد إحتلال إنجلترا للسودان عام 1898 م ليصبح ذلك إمتدادًا طبيعياً للخط الخاص بسكك حديد مصر وقد تم ذلك المشروع عام 1926م
مادة البناء :
الحجر الرملي المنحوت وكذلك الآجر في مناطق متفرقة من المبني واستخدم الحديد في الابواب والشبابيك ودرابزين الكوبري العلوي وفي درج سلالم الكوبري والمصبعات الحديدية بالنوافذ أما الخشب فاستخدم في مناطق متفرقة في الأبواب والشبابيك والمكاتب
الوصف المعماري :-
بناء من الحجر الرملى له مستويات متباينة في الإرتفاع
المستوي الأوسط
هو الأعلي و الشمالي و الجنوبي الأقل في الإرتفاع و يتقدم الواجهتين الشرقية و الغربية بروز في الجدار بعرض الواجهات بمقدار 70 سم و يمكن الدخول للمحطة عن طريق أحد المداخل بالواجهتين الشرقية و الغربية و لكل واجهة ثلاث فتحات طويلة تمثل الأبواب و علي جانبي المداخل نجد بنائين لكل بناء نافذتين مستطيلتين و علي يمين الداخل من الواجهة الشرقية نجد حجرة لها مدخل جنوبي و نافذة مستطيلة تنتهي بعقد نصف دائري اما بالنسبة للسقف فيرتفع حتي 6 متر وهو سقف مسطح له إطار من الجص و إلي الشمال من مبني المحطة قليلاً نجد الكوبري العلوي الذي يعلو قضبان السكة الحديد و له درجات خرسانية تحيط بها حواف حديدية و درابزين يتخلله مصبعات حديدية سميكة
و البناء في مجمله من الحجر كبير الحجم يمثل نموذج من أوائل محطات السكك الحديدية في أواخر القرن 19 و القرن 20 حيث بني في نفس الفتره التي بني فيها خزان أسوان.
الأهمية التاريخية :-
تعد محطة سكة حديد الشلال نموذجاً مميزاً للعمارة الحديثة و المنشآت الخدمية و المرافق في هذا العصر كما أنها مازالت تحتفظ بجميع خواصها و حالتها المعمارية حيث توقف إستعمالها بعد تحويل خط السكة الحديد إلي السد العالي و إلغاء ميناء الشلال الذي كان يربط بين مصر و السودان كما هو معروف فإن هناك في متحف الهيئة القومية لسكك حديد مصر بالقاهرة نماذج للمحطات المصرية القديمة حيث تطورت جميع المحطات مع تطور السكك الحديدية في مصر و هذا مما يزيد هذه المحطة أهمية فهي المحطة الوحيدة الباقية من الطراز القديم دون أي تغييرات و يعني الحفاظ عليها حفاظاً علي النموذج الوحيد لمحطات السكك الحديدية المتبقي من ذلك العصر.
وهذه دعوة ونداء الي وزارة الثقافة ومحافظة أسوان ليس للحفاظ علي هذا المبني الفريد والمثال النادر لمحطات السكك الحديدية فقط بل التفكير فى حسن استغلاله كمتحف للسكة الحديد وتطويره وفتحه للزيارة ووضعه على الخريطة السياحة بأسوان