بقلم - عادل سيف
كاتب صحفى
لك ان تتخيل عند مرورك امام واجهة دار القضاء العالي انه كان مكان هذه الواجهة مدخل نادي الزمالك، ويمكنك ان تسرح بالخيال لتستمتع بمشاهدة مباراة كرة قدم من خلال سور النادي المطل على شارع رمسيس.
في الواقع كان هذا المكان هو ثاني موقع انتقل اليه نادي الزمالك في سلسلة انتقالاته على مدى تاريخه حتى الان، ولم تكن هذه الخطوة مجرد انتقال بل كانت مرحلة هي الاكثر تأثيرا في تاريخ النادي إذ تكونت فيها شخصيته وهويته النهائية.
يوم انتقل النادي سنة 1913 الى المكان كان قد مضي على تأسيسه ثلاث سنوات، وتحديدا يوم 5 يناير 1911 وترأسه مؤسسه المحامي البلجيكي جورج مارزباخ، وكان الهدف أن يجمع النادي بين المصريين وأبناء الجاليات المقيمة في مصر، وأتفق على تسميته "نادي قصر النيل"، لان موقعه في الضفة الغربية للنيل كان يواجه "قصر النيل" على الضفة الشرقية.
وترافق مع يوم الانتقال تغيير مسماه الرسمي إلى "نادي القاهرة الدولي للألعاب الرياضية" الا انه اشتهر شعبيا بـ "النادي المختلط".
وفرت المساحة الكبيرة للموقع امكانية اقامة ملعب كبير لكرة القدم في الجهة المطلة على شارع رمسيس، مما أدى الى تكوين فريقًا للعبة ضم في البداية لاعبين أجانب مختلفى الجنسيات، فقرر مرزباخ السماح للاعبين مصريين بالانضمام للفريق للعب باسمه، ليستقطب بذلك لاعبون من الاندية الاخرى.
حقق فريق النادي لكرة القدم ذو الغالبية من المصريين عدة انتصارات على الفرق الأجنبية واكتسب شهرة "قاهر الاجانب".
شهد الموقع عام 1917 محاولة تمصيره من قبل متحمسين مصريين، وفيما يرى مؤرخين ان المحاولة نجحت في سيطرة المصريين على ادارة النادي يرى اخرون ان المحاولة لم تدم الا شهرا وعاد الاجانب للسيطرة مستعينين بوزارة الداخلية ومستشارها الانجليزى وأكثر من سفارة أجنبية في القاهرة.
وفي عام 1924 انتقل النادي الى المكان الذي يشغله الآن مسرح البالون حاليا وتغير اسمه الى "نادي فاروق"، وفي عام 1952 تغير الاسم إلى الزمالك لارتباط موقع النادي بحي الزمالك المقابل له، وفي عام 1959 انتقل النادي إلى مقره الحالي الذي يشغله في شارع 26 يوليو بمنطقة ميت عقبه.