بقلم - نورهان نبيل مصطفى
ماجستير فى الاثار اسلامية
فى أرقى أحياء الإسكندرية بزيزنيا يوجد واحد من أهم واكبر متاحف مصر "متحف المجوهرات الملكية"، فهو يعد أجمل مزار يعود تاريخه لأسرة محمد على ، بدايتنا من القصر وقصة انشائه وكونه واحد من أجمل قصور أسرة محمد على ، وصولا لتاريخ كل تحفة معروضة داخل المتحف؛ فهو يضم أثمن وأرقى المجوهرات الملكية بداية من عصر محمد على مؤسس الاسرة حتى الملك فاروق ،حيث يوجد به مجوهرات تعدى ثمنها الملايين وهدايا و تحف نادرة.
تبلغ مساحة القصر 4185 متراً بمنطقة زيزينيا، شرقي الإسكندرية، وشيدته زينب هانم فهمي، هى أخت المعمارى على فهمى الذى صمم هذا القصر هو والمهندس المعمارى أنطونيو لاشياك عام 1919 في منطقة زيزينيا، على طراز المباني الأوروبية في القرن الـ19، وأكملت بنائه وأقامت به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء حيدر عام 1923 ذات الثمانية عشر ربيعاً، وأضافت إليه جناحاً شرقيًا عبارة عن قصر صغير بحري للإقامة الصيفية وربطت بين القصرين بممر غاية في الروعة، فسمي القصر بإسم فاطمة الزهراء سليلة الأسرة العلوية ابنة الأمير علي حيدر بن الأمير أحمد رشدي بن مصطفى بهجت فاضل باشا بن ابراهيم باشا بن محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة ، أي أن محمد علي هو جدها الخامس .
ولدت فاطمة الزهراء فى القاهرة بحى باب اللوق عام 1903 ، فاطمة حيدر هو الإسم الرسمي الذى اعتمدته لنفسها لذلك نجد الحرفين"FH "على مواضع كثيرة من القصر والمقتنيات الخاصة بها، تزوجت الأميرة فاطمة من محمد فايق يكن عام 1927 ورزقت منه بثلاثة أبناء هم: فاضل وفايز وفايزة ، كان والدها الأمير على حيدر كثير السفر يهوى الشعر والأدب، وحصل على جائزة من فرنسا عن ترجمته لجزء من القرآن إلى اللغة الفرنسية.
ظل هذا القصر مستخدماً للإقامة الصيفية للأميرة، حتى قيام ثورة يوليو 1952، وتم مصادرة أملاكها وبلغ سعر القصر مائة ألف جنيه، كما قدرت ثروتها كاملة والمكونة من قصر زيزينيا وفيلا فى الهرم ومدرسة في مغاغة وأثاث وتحف وقطعة أرض بـ 169 ألف جنيه .
سُمح لها بالإقامة فى القصر بقية حياتها دون أحقيتها فى التصرف فى ممتلكاتها، قد كانت حريصة كل الحرص على محتوياته وكأنها تحافظ على تاريخها وذكرياتها، وقد أقامت فيه اثنى عشر عاماً بعد الثورة حتى سلمته عام 1964 للحكومة المصرية وبعدها استخدم القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية ، وانتقلت الاميرة بعدها إلى القاهرة لتعيش في شقة على النيل وعاشت هناك لمدة عشرين عاماً حتى وفاتها 1983م عن عمر يناهز 80 عاما،و تحول القصر إلى متحف بقرار جمهوري صدر عام 1998 "متحف المجوهرات الملكية حالياً".
والقصر يتكون من جناحين: الجناح الشرقي عبارة عن قاعتين وصالة يتصدرها تمثال صبي من البرونز عليه لوحة فنية من الزجاج الملون المعشق بالرصاص ومزين بصورة طبيعية ، أما الجناح العربي فيتكون من طابقين الأول به أربع قاعات والثانى أربع ، ويربط بين جناحى القصر بهو فى غاية الرقة كما تزخر به لوحات فنية تمثل عشرة أبواب من الزجاج المعشق بالرصاص عليها رسوم تمثل قصص زواج صاحبة القصر التى صنعت من اجلها خصيصا هذا بالاضافة إلى رسوم جدارية ، غطيت أرضيتها بأخشاب البلسندى والورد والجوز التركي، كما تزين المتحف مجموعة من الصور الملونة بالمينا فى أطر من الذهب للخديوى اسماعيل وزوجاته وكريماته وأولاده،
ويعد متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية هو المتحف الوحيد الذي يعرض مجوهرات على مستوى مصر ويوجد به 1045 تحفة فنية ، وهو مكون من طابقين كل طابق يضم عددا من القاعات، تعرض مجموعات متنوعة من المجوهرات، وأدوات الزينة، وأدوات المائدة والكتابة الخاصة بأمراء وأميرات الأسرة العلوية الذين حكموا مصر في الفترة من عام 1805، حين تولى محمد علي باشا حكم مصر وحتى عام 1952.
اما عن مقتنيات المتحف فقد تم تخصيص 3 قاعات لمقتنايات الملك فاروق لتميزها ، ولعل أبرز مقتنياته، العصا المرشالية التي طالما استخدمها فى تنقلاته وهى مصنوعة من الأبنوس والذهب، وشطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس، طاقم للشاى من الذهب أهدته مجموعة من باشوات مصر لفاروق وفريدة يوم زفافهما ووقع خلف الصينية 110 من الباشوات، وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا.
ومن مقتنايات الملك فاروق النادرة ساعة جيب و هى ساعة صغيرة من الذهب والفضة صناعة «Charles Oudin» وهي واحدة من أقدم شركات صناعة الساعات الفرنسية، و مينا الساعة مقسمة بأرقام لاتينية يعلوها أرقام إنجليزية 5 10 إلى 60، كما أن بالساعة مشبك من الذهب والفضة على شكل درع مركب عليه حلية بيضاوية الشكل عليها شكل زخرفي من الذهب، يوجد على جانبي الدرع يوجد تمثالان نصفيان من الفضة على شكل امرأتين عاريتين في غاية الجمال وما يميزهما أن الجزء السفلي من جسمهما على شكل ورقة شجر من الذهب، كما أن المرأتين تمسكان بإحدى أيدهما طرفي تاج واليد الأخرى تمسكان بها طرفي عقد من الذهب والفضة كل طرف منه مكون من أربع حليات، كل حلية تحمل شكلاً أو نقشاً يختلف عن الحلية الأخرى، ويتوسط هذه الحليات حلية على شكل نسرين متضادين ويعلوهما التاج الملكي، والمرأتان تحصران بينهما حلية عليها وجه امرأة ترتدي عقدا ويتوسط رأسها شكل هلال.
ولعل من اهم الأسباب التى جعلت من هذه الساعة قطعة مميزة، أنها ليست مجرد ساعة ولكنها تحفة فنية فريدة من صناعة أهم وأشهر بيوت الساعات الفرنسية، بالإضافة إلى تصميمها الأكثر من رائع وما عليها من منحوتات آدمية ونباتية فريدة غاية في الروعة وتظهر دقة الصنع، والسبب الثالث تمثل في أنها تحمل التاج الملكي على الوجه والظهر، ما أضاف لها فخامة ورقي.
أيضا يرجع للملك فاروق قطعة تمثل شطرنج من الذهب المموه المرصع بالماس وكان مهدى من شاه إيران محمد رضا بهلوي زوج الملكة فوزية شقيقة الملك فاروق.
وأيضا تحتوى مجموعة الملك فاروق على طبق العقيق فهو تحفة تاريخية نادرة تحكى جزءاً من تاريخ روسيا القيصرية ولا يعلم أحد كيف دخلت إلى مصر.
كذلك يوجد بالمجموعة أظرف الفناجين وهي مرصعة بالماس والياقوت حيث يحتوى الفنجان الواحد على 229 ياقوتة و29 قطعة من الماس.
اما عن المقتنيات المهمة التى تعود لمحمد على باشا علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس وهى خاصة بـمحمد علي باشا، والشطرنج وسيف التشريفة الخاص به وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان به 600 ألماسة.
ومن عصر للوالي محمد سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية هذا بالاضافة إلى الأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية وهى مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها 4 آلاف قطعة، وكذلك طاقم قهوة زنته نحو 25 كيلو فضة من النوع الفرنسي أهدته شركة القناة العالمية.
مجموعة الخديوي إسماعيل والخديوي توفيق تتمثل فى ساعات من الذهب وصور بالمينا الملونة بالاضافة إلى صينية أوجيني الشهيرة التي أهديت للخديوي اسماعيل في افتتاح قناة السويس يقدر ثمنها بأكثر من 15 مليون جنيه وهي من الذهب ومرصعة بالماس والياقوت والزمرد.
مجموعة الأمراء يوسف كمال وتضم العديد من التحف والمجوهرات والاوسمة والقلادات والنياشين.
مجموعة الأمير محمد على توفيق التى تضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب وفيها 2753 فصا من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بالماس بالاضافة إلى ساعة جيب السلاطين العثمانيين و6 كاسات من الذهب مرصعة بـ 977 فصا من الماس.
مجموعة تحف ومجوهرات الملك فؤاد وأهمها مقبض من ذهب مرصع بالماس ، ميداليات ذهبية ونياشين عليها صورته .
كما يضم المتحف مجموعة مجوهرات الأميرات التي تحمل توقيع كبرى علامات المجوهرات مثل كارتييه وبوشرون وفان كليف أند أربلز، وهي علامات مفضلة لدى سيدات العائلة الملكية، ولعل أبرز هذه المجوهرات هو تاج الأميرة شويكار زوجة الملك فؤاد الأولى وهو تاج من الذهب الأبيض البلاتين المرصع بالماس والبرلنت المرصع بـ 2160 قطعة من الماس و11 حبة من اللؤلؤ في تصميم ملكي غني،مجموعة مجوهرات الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الثانية من أهمها حلية من الذهب مرصعة بالماس البرلنت.
مجموعة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق الأولى ومن أهم قطعها تاج الملكة فريدة المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بعدد 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بعد 136 قطعة من الماس، دبابيس صدر من الذهب والبلاتين المرصع بالماس البرلنت والفلمنك، وتوكه من الماس البرلنت، بالاضافة الى مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد وطقم كامل من المرجان كما يوجد طقم مذهل من الذهب الأبيض والماس والاكوامارين الساحر ويشمل قلادة وأقراط وبروش وهو من علامة فان كليف أند أربلز.
مجموعة الملكة ناريمان زوجة الملك فاروق الثانية ومن أهم قطعها أوسمة وقلادات وميداليات تذكارية ،مسطران وقصعة من الذهب استخدمت في وضع حجر الأساس للمشروعات ، ومجموعة من دبابيس الصدر الذهبية والبلاتينية .
مجموعات الأميرات فوزية أحمد فؤاد وفائزة أحمد فؤاد مجموعة من الاساور والتوك ودبابيس الصدر أهمها محبسًا من البلاتين المرصع بالماس عليه اسم الأميرة فوزية وتوكة حزام مرصعة بأكثر من 240 قطعة من الماس تخس الأميرة فوزية ،عقد ذهب مرصع بالماس البرلنت واللؤلؤ "فائزة".
مجموعة الأميرات سميحة وقدرية حسين كامل مجموعة من ساعات الجيب من الذهب المرصع بالماس البرلنت والفلمنك وسوار ذهب مرصع بالماس البرلنت والفلمنك واللؤلؤ.
ويضم المتحف معروضات أخرى منها ساعة ملكية مرصعة بالماس وتحفة فنية على شكل فيل مصنوعة من العاج المطعم بالماس والياقوت.