بقلم - نورهان نبيل مصطفى
ماجستير فى الآثار الإسلامية
فى إطار إهتمام الدولة بتطوير وترميم المنشأت ذات الأهمية الأثرية والتاريخية؛ اتجهت الدولة لترميم قصر السلطان حسين كامل، لتعيد له جماله من جديد ولتلقى الضوء على أثر من أجمل قصور منطقة مصر الجديدة.
صاحب القصر هو السلطان حسين كامل الذى ولد عام م1853، وهوابن الخديوى اسماعيل، وقد تزوج السلطان حسين كامل مرتين الأولى من الاميرة عين الحياة احمد، هى ابنة الأمير احمد رفعت وأولادهم (الأمير كمال الدين حسين، الأميرة كاظمة، الامير احمد كاظم)، والزوجة الثانية السلطانة ملك جشم افت وقد رزق منها بـ( الأميرة قدرية ،الأميرة سميحة والأميرة بديعة)، وكان قبل توليه حكم مصر سنة 1914م رئيساً لنظارة "وزارة" الأشغال العمومية وكان له الفضل فى إنشاء سكة حديد القاهرة وحلوان، ثم تولى نظارة "وزارة" المالية ومن بعدها ترأس مجلس شورى القوانين.
وقد نصب سلطان على مصر بعد عزل الانجليز للخديوى عباس حلمى الثانى؛ وإعلان مصر تحت الحماية البريطانية وإنهاء السيادة العثمانية عليها، ولذلك تغير لقبه من الخديوى للسلطان وأصبح يلقب بالسلطان حسين كامل.
وقد رفضه الشعب المصرى رفضاً تام بسبب تدخل بريطانيا فى الشأن الداخلى لمصر وعزل الخديوى عباس حلمى الثانى المعروف بوطنيته وإعلان الحماية على مصر مما أدى لخروج مظاهرات تهتف "الله حى عباس جى"، وظهور حركات وطنية سرية ضد الحكومة، إستهدفت كل الوزراء وحتى السلطان حسين كامل، وأيضاً لرفضهم تدخل بريطانيا فى الشئون الخارجية لمصر واتخاذ مصر كقاعدة عسكرية لبريطانيا واستخدامها فى الحرب ضد الدولة العثمانية.
قبل بناء القصر فى عام 1900 حضر السطان حسين كامل "الامير وقتها" هو وزوجته المعرض الدولى للتصميمات المعمارية، وقد راى ثلاث تصميمات للمهندس الفرنسى الكسندر مارسيل واعجب بها، ولذلك عندما بدأ البارون امبان فى بناء مصر الجديدة اقترح عليه حسين كامل اسم المهندس الذى اعجب به واقتنع البارون باقتراحه واتفقا على بناء قصريين مواجهين لبعضهما.
يعد موقع القصر موقع متميز حيث يقع بشارع العروبة بمصر الجديدة، وقد شيد القصر سنة 1908م على يد المهندس الفرنسى مارسيل الكسندر، يتكون القصر من ثلاث ادوار؛ البدروم ،وطابقين من فوقه، وقد شيد القصر على الطراز الإسلامى المستحدث لأحياء العمارة الاسلامية من جديد وليكون مشابه للمدينة من حوله "مصر الجديدة".
وفى عام 1914 بعد تنصيب حسين كامل سلطان لمصر انتقل من قصره الى سراى عابدين، ولكن بعدها بعدة سنوات عادت السطانة ملك عام 1917م بعد وفاة السلطان حسين كامل لتعيش بقصرها بمصر الجديدة حتى وفاتها ولذلك عرف القصر بقصر السطانه ملك لانها عاشت به وحدها فترة طويلة.
وقد انتقلت ملكية القصر للدولة فى خمسنيات القرن الماضى وتحول بعدها لمدرسة، وبيعت محتويات القصر من اثاث وتحف ولوحات بمزاد علني، وقد سجل القصر كأثر بقرار مجلس الوزراء رقم 1621 لسنه 2000م.
وقد بدات الدولة بترميم القصر سنه 2020 ليشمل الترميم المعمارى والجدران واللوحات الجدارية و كل ما تبقي من القصر لتحويله الى مجمع للإبداع الرقمى وريادة الأعمال.