
كاسل الحضارة والتراث
نهب المسلات المصرية
بقلم – فاتن عرفات
لطالما ابهرتنا الحضارة المصريه القديمة بآثارها وألغازها المستمرة وهندستها المعماريه الدقيقة ومن أهم آثار هندستها هي المسالات. قبل الحديث عن نهب المسلات لابد أن تعرف ما هي المسلة ؟
سميت المسلة بهذا الاسم لشبهها بإبراه الخياطة الطويلة السميكة وأطلق المصريون القدماء عليها اسم "تخن" اي الأصبع ذو الشعاع المضيء ،والمسلة هي برج أو عمود حجري نحيف ذو اربعه جوانب وينتهي رأسه بشكل هرم صغير وكان يقيمها الملوك بمناسبه الاحتفال بمرور عدد معين من السنين علي حكمهم وكانت تنحت من جحر الجرانيت الاسواني ولا تخلو اي مسله فرعونية من النقوش والكتابات الهيروغليفية والرسومات الدينيه وكان يُكسى رأس المسلة الهرمي بصفائح من الذهب او الفضه أو النحاس لتبدو متوهجة كقرص الشمس، وكان يوجد بمصر 100مسلة لا يتبقي منها سوى 7مسلات ف أماكنها والباقي تم الإستيلاء عليه من الغزاه ،ولا يُعرف ع وجه الدقة لماذا انتسبت اسم المسلات الي الملكة كليوباترا ولكن يعتقد أن التسميه جاءت ف العصر الروماني نتيجه لنشاط الملكة كليوباترا السياسي،
⬅️ ومن الدول التي كان لها نصيب اكبر من نهب مسلاتنا كانت إيطاليا ، فتحتوي إيطاليا ع 13مسله مصريه ،- -وكان الإمبراطور اغسطس اول من نقل مسلة فرعونية الي اوربا إسمها فيلامينيو الموجودة في ساحه بوبولو ف إيطاليا والتي نقلت من هليوبليس الي روما
--قام الامبراطور دوماتيان بنقل أحدي مسلات رمسيس الثاني عام 88م والتي كانت موجودة في صان الحجر الي معبد ايزيس الذي أقيم ع شاطئ نهر التيبز ف روما
--وفي عام 130م نقل الإمبراطور هادريان مسلة من هليوبوليس الي روما
--كما قام الامبراطور كاليجولا بنقل أحدي مسلات رمسيس الثالث من عين شمس الي ميدان القديس بطرس ف روما
-- وقام قسطنطين الأكبر بنقل اكبر مسلة فرعونية وجدها ف معبد آمون ف الكرنك الي روما وتم إقامتها في ميدان مكسيموس
-- مسلة لاتيرانيس اطول وافخم مسله مصرية ف إيطاليا بكاملها نصبت ف ساحه سان جوف اني ف لاتييرانو ف روما حيث يبلغ ارتفاعها 18'32م ووزنها 230 طناً ويؤكد المؤرخين أن مسلة روما آخر المسلات التي أقامها الملك سيتي الاول عام 1290ق.م ومات قبل أن ينقشها وأكمل نقشها الملك رمسيس الثاني ونُقلت الي روما ف اخر العصر الروماني وتوجد في ساحه بوبولو وهي ثاني مسلة ف روما تحمل اسم ملكين بعد مسلة اللاتيران.
-- ومسلة ماتشوتيو التي بناها رمسيس الثاني موجودة في ساحه روتوندا في إيطاليا ونقلها البابا كليمنت التاسع خلف معبد بانثيون ف روما
-- وأيضا نقل الإمبراطور دقلديانوس مسلة مينوفيو من مدينة زاو المصرية الموجودة على الضفه الغربيه لنهر النيل الي روما ف ساحه سانتا ماريا
-- ومسلة دوجالي التي بناها رمسيس الثاني الموجودة في حمامات ديكولتيان ف ايطاليا
--* وتوجد 4مسلات ف فرنسا واثنين ف إسطنبول وواحدة ف نيويورك وواحدة ف لندن.
"إهداء حكام مصر المسلات للدول الكبري"
الحقيقه إنها مأساة أن نتحدث عن تنازل الحكام المصريين عن بعض آثارنا ، فكانت البدايه ب محمد علي باشا الذي قدم مسلة كيلوباترا هدية لبريطانيا تكريماً لإنتصارها ع جيش نابليون بونابرت ووصلت المسلة الي لندن في 21 يناير 1878م ووضع بجوارها أسدان فرعونيان ع هيئه ابو الهول .
-- كما أهدى محمد علي باشا الي فرنسا مسلة رمسيس الثاني الموجودة في ميدان الكونوكور ف باريس ويقدر وزن المسله 250 طن
-- كما قدم الخديوي إسماعيل مسلة كيلوباترا هديه ف حفل افتتاح قناه السويس الموجودة امام حديقه "سنترال بارك "ف مدينه نيويورك ويبلغ وزنها 244 طناً من الجرانيت.
وهذا كل ما نعلمه من آثار هربت لخارج مصر ونُصيبت ف الميادين العامة وهي باديه للعيان أو تلك التي حُفظت وعُرضت ف المتاحف ولكن ربما هناك كنوز اخري سُربت للخارج لكن لا نعرف عنها شيء.
هوارد كارتر لص
_بقلم/ محمد حماده السيد
الباحث في علم المصريات ومؤسس ومقرر فريق أحفاد الحضارة المصرية _
_هوارد كارتر أكبر لص لكنوز توت عنخ آمون
في ذكري مرور مائة عام علي إكتشاف المقبرة KV62 في وادي الملوك بمصر هي مقبرة توت عنخ أمون، التي اشتهرت لما وُجـِد فيها من كنوز.
المقبرة اكتشفت عام 1922 علي يد عالم الآثار هوارد كارتر، تحت ركام أكواخ عمال بنيت أثناء فترة الرعامسة وهذا يفسر نجاتها من أسوأ ناهبي القبور في ذلك الوقت.
كانت المقبرة مكتظة بالقطع الأثرية وفي حالة فوضى كبيرة. تمكن كارتر من تصوير أكاليل الزهور، والتي تفككت بمجرد لمسها. نظراً للحالة التي كانت عليها المقبرة، وتقنية التسجيل الدقيقة لكارتر، استغرق تفريغ المقبرة قرابة عشر سنوات، ونُقلت جميع محتوياتها إلى المتحف المصري في القاهرة.
في عام ألف وتسعمائة وثمانية حصل لورد كارنرفون أحد أثرياء النبلاء الإنجليز، على تصريح بالحفر في وادي الملوك بطيبة، غرب الأقصر، وكان عندئذ، أن طلب إلى هوارد كارتر والذي كان على صلة بسلطات مصلحة الآثار، أن يتولى الحفائر في طيبة. وقد كشف كارتر عن قبر تحتمس الرابع، وقبر يويا وتويا، ثم قبر حتشبسوت. واضطر إلى وقف الحفر عند بداية الحرب العالمية الأولى عام ألف وتسعمائة وأربعة عشر، ولكنه استأنف العمل عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر حتى أول نوفمبر عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين، إذ نقل الحفر إلى موقع قريب من مدخل قبر رمسيس السادس. ثم كان بعد ذلك بأيام أربعة، أن وقع العمال على أخدود مليء بالأنقاض وكسر الصوان، يؤدي إلى سلم منحوت في الصخر، ينتهي إلى مدخل مسدود مكسو بالملاط، مختوما بخاتم الجبانة الملكي. إذا بالحفائر تكشف عما لم يكن متوقعا، من أروع ما عثر عليه في مصر أو في غير مصر، بعدما ظلت مقبرة توت عنخ آمون مخبئة على مدى ما تجاوز ثلاثة آلاف عام.
في عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، أحد الهواة المتحمسين والذي كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية. لاحقا، أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب لكارنافون.
قام كارنافون بتمويل بحث كارتر عن الفرعون المجهول مسبقا توت عنخ أمون، والذي أكتشف من قبل كارتر، بعد عدة أشهر من التنقيب والبحث الغير مثمر، أصبح اللورد كرنارفون غير راضي عن النتائج وفشل استثماراته، وفي عام 1922، أعط كارتر موسم واحد أخير لإكمال أعمال التنقيب.
الرابع من نوفمبر عام 1922 بعد 15 عاما من البحث وجد كارتر مقبرة توت عنخ أمون "ك.ف62" حيث أفضل مقبرة وجدت على مر التاريخ لم تمس من قبل بوادي الملوك، أرسل برقية للورد كارنارفون للمجيء، في السادس والعشرون من نوفمبر لعام 1922، مع كارنارفون وأبنتة، وحضور أخرين، قام كارتر بعمل "الكسر الصغير" الشهير في الزاوية الشمال لمدخل المقبرة، وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة، حيث شوهدت الأثار الذهبية الخاصة بالمقبرة بالإضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت.
وحتى ذلك الحين لم يكن كارتر يعلم بعد هل هي "مقبرة أم مجرد مخبأ" ولكنه تأكد عندما شاهد ختم واضح بأحد الأبواب المحروسة بين تمثالين. عندما سـأله كارنارفون "هل وجدت شيء" قال نعم "أشياء مذهلة". King Tutankhamen's Tomb
للاسف لم يكن كارتر امينا عند تعامله مع المرقد الملكى حيث تعامل معه كانه ملكية خاصة بالإضافة إلى الهمجية قي التعامل مع مومياء الملك حيث قام بايقاد نار اسفل التابوت الذهبى الحاوى للمومياء لفصلها عنه حيث كانت ملتصقة به بواسطة الزيوت والراتنجيات وقام بفصل الراس عن الجسد فأصبحت المومياء سيئة الحفظ ومفككة وقام كذالك باقتحام المرقد الملكى هو ومموله كارنارفون وابنته. واختلاس الكثير من اللقايا الأثرية بدون اخطار الحكومة المصرية.
أدلة علي سرقة محتويات المقبرة :
كتب أستاذ علم المصريات السير آلان جاردينر سنة ١٩٣٤ يعاتب هوارد كارتر علي أنه أهداه تميمة أكد له أنها ليست من المقبرة المكتشفة ، ولكن بعد عرضها علي إنجلباخ المدير البريطاني للمتحف المصري في التحرير أكد أنها تنتمي لمجموعة التمائم الخاصة بتوت عنخ آمون وأنها مسروقة من مقبرته ، وسبب لجاردينر حرج شديد أمام مدير المتحف .
وأيضاً نشر الدكتور وسيم السيسى في كتابه "المسكوت عنه في التاريخ" أنه كانت هناك 5398 قطعة فى مقبرة توت، تمت سرقة كثير منها، مثل بوق إعلان الحرب الموجود الآن فى b.b.c هيئة الإذاعة البريطانية، والخاتم الذهبي لتوت في متحف المتروبوليتان في نيويورك.
ويشير الدكتور وسيم السيسى إلى أن أخطر المسروقات تتمثل في "البرديات" ويقول الكتاب إن "كارتر" بعدما عرفت سرقاته وتم منعه من التنقيب، قال بعد عامين من اكتشافه مقبرة توت عنخ آمون "إن لديه برديات تغير التاريخ اليهودي كله وقصة الخروج" لكنه بعدما حقق هدفه وعاد للتنقيب قال: "لقد أخطأت كانت ملابس توت الكتانية".
ولكن محاضرة ألقاها كارتر في أمريكا تؤكد أنه بالفعل سرق برديات كثيرة من المقبرة.
هوارد كارتر قبل اكتشافه مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون عثر علي ثلاثة مقابر ملكية أخري الغريب أنها كانت كلها فارغة!!
هل سرقت اثناء سرقة لصوص المقابر قديماً أم نهبها هوارد كارتر؟
لقد كان لكارتر علاقات مع أصحاب النفوذ وقد نال هوارد كارتر دكتوراة شرفية ودعاه الرئيس الأمريكي كالفن كوليدج لشراب الشاي معه.
ويشهد متحف اللوفر علي سرقة آثار توت عنخ آمون ، عندما زار كريستيان لوبن عالم المصريات لم يستطيع تصديق ما يراه حيث وجد تمثال صغير مصنوع من الخزف الأبيض عليه إسم توت عنخ آمون.
ظهرت قطع في ألمانيا فقد أقر مدير متحف في ولاية ساكسونيا أنه يملك عددًا من الخرزات الزرقاء ويشهد مدير المتحف أن هوارد كارتر وضعها في جيبه أثناء تفريغ المقبرة من محتوياتها ثم أعطاها لأحد مساعديه وعثر على هذه الخرزات المشكوك في أمرها في أحد المزادات
"تعزز طريقة كارتر مع ممتلكات أجنبية، شكًا أثاره في سبعينيات القرن الماضي توماس هوفينج مدير سابق لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، فباعتماده على ملاحظات سرية وثّق هوفينج حالات تخلى فيها كارتر وشريكه اللورد كارنارفون الإنجليزي عن نزاهتهما، وعلى سبيل المثال قدّما مشبكًا يظهر عليه الملك الصغير وهو يركب عربته هدية لملك مصر فؤاد الأول، كذلك تلقى عملاق النفط الأميركي إدوارد هاركنس خاتماً من الذهب"
كان القانون لكارتر في الحفائر قديماً ينص علي انه اذا نهبت المقبرة من لصوص المقابر فيحق له ان يأخذ نصفها وبعد سنوات حفر طويلة دامت ل٦ سنوات ويأس شديد من اللورد الممول لحفائر كارتر سافر كارتر له وقال أريد التمويل لعام أخر فقط ، يبدو أن كارتر كان علي علم بالمقبرة ومحتواياتها فكان يحاول كارتر جاهداً نهب المقبره حتي يقول أنها نهبت من قبل لصوص المقابر وانه له الحق في أخذ معظم محتواياتها
وفي دراسة حديثة تشير لها الباحثة ميرنا محمد إلى أن كنز توت عنخ آمون ضم 27 كفًا و427 سهمًا و12 كرسيًا صغيًرا و69 صندوقًا و34 عصا معقوفة هذا المشهد الذي شهدته طيبة في شهر نوفمبر من عام 1922 وجمع هوارد كارتر نحو 5 آلاف قطعة من غرف الدفن الأربع بما فيها قطع أثاث وجرار عطور وكشاشات ذباب وريش نعام، فقد كان القبر برمته حلمًا تلوّن باليشب واللازورد والفيروز.
وتؤكد الباحثة ميرنا محمد أنه لم يُفتضح أمر كارتر سوى مرة واحدة حين نقل خلسة تمثالًا نصفيًا ملونًا صغيرًا للملك الشاب إلى غرفة جانبية دون تسجيله ضمن الآثار لكن المحققين اكتشفوا التمثال في عربة للنبيذ، وفرضت مصلحة الآثار حراسة على المقبرة وقت اكتشافها ثم تصاعد النزاع بمنع كارتر من الدخول إلى موقع المقبرة، حتى إنه بعث برسالة إلى وزير الأشغال المصرى مرقص حنا في 17 فبراير 1924 محذرًا من خطورة غيابه عن موقع المقبرة، لكن الوزير رد موضحًا أن قرار منعه جاء بعد إغلاقه المقبرة وإضرابه ومعاونيه عن العمل، ونجح عالم الآثار في التنصّل من هذا الوضع الحرج ولم تخرج هذه الفضيحة إلى العلن.
وتضيف: "حيل كارتر نجحت بعض الشيء، فقد اختفى عددًا من القطع الصغيرة من مقتنيات الملك فمَن سرقها ومتى؟ وما هى هذه القطع؟ وأين انتهى بها المطاف؟ لا تزال هذه الأسئلة أحد الألغاز المحيرة في علم الآثار المصري"
أحد الأبطال وراء الحفاظ علي كنز توت عنخ آمون مرقس حنا باشا الذي لولاه لسرق معظم كنز توت عنخ آمون كان وزير الأشغال وقت إكتشاف المقبرة و كانت الآثار تتبع وزارة الأشغال وقتها وثار ثورة عارمة عندما منع هوارد كارتر ــ مكتشف المقبرة المصريين من دخول المقبرة بعد اكتشافها ، طبعاً النية كانت مبيتة لنهب الآثار التي لا يوجد مثلها علي الكوكب وأصغر وأقل تحفة تساوي ثروة طائلة أمر مرقس حنا باشا بفرض حراسة فوراً علي المقبرة وجعل ظباط مصريين يفتشون كل واحد يدخلها و يخرج منها حتي هوارد كارتر نفسه فثارت الجرائد العالمية الإنجليزية خاصة ثورة عارمة عليه في وقت كانت بريطانيا العظمي تحكم مصر والعالم كله عايزين مندوبيهم وصحفييهم الإنجليز يدخلوا ويخرجوا المقبرة براحتهم وسط الكنوز والتحف والدهب الملقاة في كل مكان
لم يهتم الباشا ولم يرضخ بل شدد الحراسة و منع دخول الأجانب إلا بتصريحات خاصة مختومة وتفتيش دقيق من الحرس المصري علي باب المقبرة وأمر مرقس حنا باشا بتسجيل كل أثر وكل تحفة في المقبرة رغم أنف كارتر وحفظها لمصر وللمصريين وكل مجموعة آثار وتحف تسجل تنقل تحت حراسة مشددة من الشرطة المصرية للمتحف المصري في القاهرة لضمان تأمينها وسلامتها
أثر حجية الامر المقضي به حالة صدور حكم في قضية استرداد الاثار
بقلم دكتور / محمد عطية محمد هواش
مدرس بقسم الترميم – كلية الآثار – جامعة القاهرة
باحث دكتوراه في القانون الدولي الخاص
عناصر المقال
- مفهوم حجية الامر المقضي به
- اثر حجية الامر المقضي به علي استرداد الاثار ( حالة حجر رشيد )
مفهوم حجية الامر المقضي به
المقصود بحجيه الامر المقضى ان الحكم القضائى يكون له حجيه على مافصل فيه من الحقوق فالأحكام الصادره من محكمه اول درجه لها حجيتها ولكنها حجيه مؤقته تقف بمجرد الطعن عليه بالإستئناف وتظل موقوفه إلى أن يقضى فى الإستئناف فإذا تأيد الحكم عادت اليه حجيته وإذا قضى بإلغاء الحكم زالت عنه تلك الحجيه .
وتسمي الحجية Res judicata وتعني "منع المطالبة" حيث انه لا يمكن للمدعي الخاسر إعادة مقاضاة المدعى عليه الفائز على نفس سبب الدعوى .
وايضا لا يمكن للمدعي الفائز إعادة مقاضاة المدعى عليه الخاسر لنفس سبب الدعوى بغية الحصول علي المزيد من المكاسب وتحميل الخصم الخاسر اضرار وخسائر اكثر .
ويحوز الحكم الصادر الحجيه بحيث اذا رفع احد الخصوم نفس الدعوى التى فصل فيها مره اخرى تعين عدم قبولها وذلك لسابقه صدور حكم فيها بين الخصوم ومن اثر حجيه الاحكام هو عدم جواز إعاده نظر الدعوى ثانيه بعد الفصل فيها وهو يقيد القاضى الذى طرحت عليه الدعوى من جديد ،كما يقيد الخصوم فيها من إعاده رفع الدعوى مره اخرى. اذ أن المقصود بالحجيه هنا "حجيه الامر المقضى "أن الحكم يتمتع بنوع من الحرمه بمقتضاها تمتنع مناقشه ماحكم به فى دعوى جديده.
اما عن الشروط الواجب توافرها فى الحكم حتى يحوز حجيه الامر المقضى ان يكون يكون الحكم قطعيا او باتا وان تتوافر فيه الشروط التاليه:-
- اتحاد الخصوم
- اتحاد المحل
- اتحاد السبب
ويقصد بأتحاد الخصوم:هو ان الحكم يعتبر حجه على الخصوم الحقيقيين وخلفائهم سواء كانت الخلافه عامه او خاصه ويكون حجه على الدائنين ايضا،ولايكون حجه بالنسبه للغير
ويقصد بإتحاد المحل : ان تكون الدعوى الجديده هى ذات الدعوى المقضى فيها بالحكم المدفوع بحجيته ،ووحده المحل تبقى قائمه ايا كانت التغيرات التى تصيب هذا المحل .
اما اتحاد السبب:ويقصد بها اتحاد الاساس القانونى الذى تبنى عليه الدعوى فالسبب هو المصدر الذى يتولد عنه موضوع الدعوى .
بالاضافه الى توافر الشروط السابقه فإنه يجب ان تكون الدعوى المقضى فيها بالحجيه ان تكون المساله قد حسمت وتناقش الخصوم فيها وظهرت حقيقتها بينهما وتناضل فيها الخصوم ، وكلا منهم قدم اسانيده وطلباته واتضحت الحقيقه بحكم نهائى بات .
اما عن تعلق حجيه الامر المقضى بالنظام العام فهى مقرره للصالح العام الذى يدعو الى استقرار الحمايه القضائيه التى يمنحها القضاء بمعنى ان الحجيه تتعلق بالنظام العام ويجب على القضاء احترام هذه الحجيه ولو لم يحترمها الخصوم ولولم يدفعو بها .
اثر حجية الامر المقضي به علي استرداد الاثار ( حالة حجر رشيد )
سبق وان تناولنا تحليل الوضع القانوني لخروج حجر رشيد من مصر ومدي أحقية مصر في استرداده في مقال منشور في كاسل الحضارة والتراث بتاريخ 4 /9 /2022 والذي انتهينا الي ان
موقف انجلترا من حيازتها وامتلاكها لحجر رشيد هو موقف سليم قانونا وعرفا علي المستوي الدولي . وان كان هناك سبيل لاسترداد حجر رشيد لن يكون بالطرق القانونية كدعوي الاسترداد بل يمكن ان يكون بالطرق الدبلوماسية حينما تكون الظروف الدولية ملائمة لذلك .
وهنا لو افترضنا انه تم رفع دعوي استرداد طبقا لاتفاقية اليوندورا 1995 الي المحكمة الانجليزية صاحبة الاختصاص حيث نادت اصوات كثيرة بان التفنيد القانوني لموقف مصر القانوني بشأن حجر رشيد والذي تم نشره في المقال السابق الاشارة اليه غير سليم , حيث انكر الكثير التفنيد القانوني الذي قمنا به مستندا الي اسانيده القانونية. ومنهم من رأي انه من قبيل العبث , وان هذا الرأي غير صحيح ولم يؤسس علي اساس . فلنفترض رفع دعوي للاسترداد نزولا علي رأي من رأي عدم صواب التفنيد القانوني لموقف مصر السابق نشره في المقال السابق الاشارة اليه .
وبالتالي في حالة رفع دعوي الاسترداد فلن يخرج الحكم في الدعوي عن امرين الاول احقية مصر بالاسترداد وهنا يكن تحقق هدف نبيل بإسترجاع اثر هام كحجر رشيد. اما الفرض الثاني هو خسارة مصر الدعوي والحكم بعدم احقية مصر في استرداده .
هنا ستأتي فكرة حجية الامر المقضي به لتقضي علي اي امل في استرداد حجر رشيد حيث انه لن تستطيع مصر المطالبة به مجددا مع الاخذ في الاعتبار ان الحكم القضائي عنوان الحقيقة وبناء عليه فإن الطرق الاخري التي يمكن ولوجها لاسترداد الحجر مثل المناداه بحقوق المصريين الثقافية وحقوق الشعوب الاصيلة في تراثها ودحض الابادة الثقافية ومنع وجودها ستصبح عديمة الجدوي في حالة خسارة دعوي الاسترداد وتمتع الحكم الصادر بحجية الامر المقضي به .
لانه في هذه الحالة سنجد ان الحكم صدر مؤسسا علي اساس اثبات الحق والذي قد بينا ان موقف مصر ليس بالقوي مقارنة بموقف الانجليز بسبب خروج الحجر بموافقة حرة من الدولة العثمانية وهي الدولة السلف لمصر في اتفاق خروج الفرنسيين من مصر وحصول الانجليز علي حجر رشيد . وبالتالي فان دعوي الاسترداد ذاتها سوف تتيح للانجليز التمسك اكثر بوجود الحجر في المتحف البريطاني . وذلك بخلق اسس قانونية وقضائية جديدة تؤكد احقيتها في الحجر طبقا لحجية الامر المقضي به في حالة خسارة دعوي الاسترداد .
خلاصة القول
ان استقراء السناريوهات المتوقع حدوثها لو تمت المطالبة عن طريق دعوي الاسترداد يجب ان نفكر في السناريو الاكثر سوءا حتي نقف علي ارض صلبة ونسلك المسالك الاخري المتاحة مثل ( الطرق الدبلوماسية – المطالبة باحترام حقوق المصري الثقافية – المطالبة بوقف الاعتداء علي الحقوق الثقافية للمصريين حتي لانصل الي ابادة ثقافية ) التي ان لم نوفق فيها ونسترد حجر رشيد لانكون اعطينا الجانب النجليزي سند قانوني وقضائي اضافي يعزز موقفه ضدنا بطريق دعوي الاسترداد .
وهنا يمكن ان تكون دعوي الاسترداد ذات جدوي ان اسست علي منع الابادة الثقافية للمصرين واحترام حقوق المصريين الثقافية بدلا من تأسيسها علي حق مصر القانوني باسترداد الحجر لانه موقف ضعيف كما سبق ان بيينا في المقال السابق الاشارة اليه بتاريخ 4 /9 /2022
وفي النهاية اهيب بمن يتفق معي في الرأي وبمن يختلف معي ايضا ان نكون شموليين في تفكيرنا بمقدرات الوطن وتوقع السناريوهات الممكنة الحدوث في حالة المطالبة باسترداد الاثار خاصة الاسوأ منها .
وهنا اود أن اثمن واشير بالبنان الي دور حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة دكتور عبد الرحيم ريحان والتي تبنتها مؤسسة مكاني للتنمية المجتمعية والمهارية والتي جعلت من اهدافها تبني ملف استرداد الاثار وتبني الامر بموضوعية شديدة رعاية لصالح الدولة المصرية والحفاظ علي تراثها الذي يعتبر مقوم من مقومات الشخصية المصرية . ومن اساليب الحملة اتاحة تناول الموضوعات للمختصين والمعنيين بها اضافة الي دحض الاراء ومراجعة ما ينشر من غير المختصين لتفنيده حتي لا يشكل معرفة عامة مغلوطة بقضايا خطيرة وماسة بمصلحة الامة مثل قضايا تراثها لان الافكار المغلوطة حتي ان كان اصحابها يحسنون النية الا انها يمكن ان تؤدي بنا الي فقد اثارنا للابد وخسارة كل سبيل لاستردادها وبذلك تمثل هذه الفئة خطرا جثيما علي مقدرات الوطن, وانادي واكرر ندائي في مقالي هذا علي ضرورة مراجعة ما يصدره غير المختصين وان تاخذ الحملة علي عاتقها هذا العبء الكبير .
القبة الضريحيه لشجر الدر
بقلم :طه رجب عبد العزيز عضو فريق حراس التراث والحضارة
أجمع علماء التاريخ والاجتماع علي ان مصر كانت مهد الحضارة الإنسانية منذ عهود البشرية الاولي ومع هذا فالمرأة لم تلعب في الحياة السياسية دورا يذكر الا في ثلاث فترات متباعدة بدأتها الملكة حتبسوت الفرعونية والملكة كليوباترا البطلمية ثم شجر الدر الايوبية وقد يكون ذلك دليلا كافياً علي ما امتازت به هؤلاء الملكات من صفات ممتازه ونادره جعلتهن يقتحمن هذا الميدان .
وشجر الدر ، جارية من جواري الملك الصالح ، اشتراها الملك نجم الدين أيوب واختلف المؤرخون في تحديد جنسيتها ، فمنهم من قال بأنها من أصل تركى أو خوارزمى وقد تكون أرمينية.
ولكن لم تكن شجر الدر كباقي الجاريات ، بل تميزت بالذكاء ، والفطنة ، والجمال كما أنها نالت الإعجاب بفتنتها وفنها ، إذ كانت متعلمة ، تجيد القراءة ، والكتابه ، والغناء أعجب بها الملك نجم الدين واشتراها وحظيت عنده بمنزلة رفيعة ، بحيث أصبح لها الحق في أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله ، وصاحبة الرأي ثم أصبحت الشريكة الشرعية ، وأم ولده خليل ومات وهو صغير السن.
الموقع القبه:-
تقع بشارع الخليفة المتفرع من ميدان أحمد بن طولون تجاه مشهد السيدة رقية.
منشئ القبة :-
شجر الدر زوجة السلطان الملك الصالح نجم الدين ايوب.
تاريخ الإنشاء :-
أنشأتها شجر الدر زوجة السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، وذلك عام 648هـ/ 1250م
الوصف المعماري للقبة :-
القبة تشكل بناء مربع التخطيط طول ضلعه من الخارج حوالي تسعة أمتار وربع المتر، مزود بثلاث مداخل محورية كما هو الحال بالنسبة لقبة الخلفاء العباسيين، الرئيسي منها يشغل منتصف الواجهة الغربية ويعلوه حنية صماء معقودة بعقد منکسر تملا حشواته أضلاع مشعة تنتهي بعدة صفوف من المقرنصات، يكتنفها من أعلى حنيتان صغيرتان يتوج كل منهما عقد منکسر به أضلاع مشعة أيضا، كما يشغل تواشیح العقود ثلاث جامات مستديرة بها وريدات متعددة الفصوص ومعين واحد، ويلاحظ أيضا أن هذه الواجهة تنتهي بطرفي رباط شمالها وجنوبها الأمر الذي دفع باتریکولو، أحد علماء لجنة حفظ الآثار العربية إلى الاعتقاد بأنه كان يتقدم هذا المدخل سقيفة محمولة على دعامتين، على غرار بعض العمائر الفاطمية كمسجد الصالح طلائع خارج باب زويلة ويتوسط الواجهة الشرقية للقبة بروز نصف دائرى ينتهي بطاقية ربع دائرية الشكل، يضم بداخله تجويف المحراب، ويكتنفه من شمال وجنوب حنيتان ضحلتان يتوج كل منهما عقد منکسر ذو أضلاع مشعة تنتهي بعدة صفوف من المقرنصات ، كما يشغل تواشیح العقود جامات ومعينات يتخللها أشكال هندسية ، أما طرفي الواجهة فقد زينا بشطف مقرنصات جصية صغيرة وزعت على أربعة صفوف أما الواجهة الشمالية فلم يعد بها إلا بقايا الشريط الكتابي الذي يؤرخ للمسجد الذي كان ملاصقا لهذه الواجهة والمدخل المؤدي إلى داخل القبة الذي يقع على محور المدخل الذي يتوسط الواجهة الجنوبية وجميع واجهات المبنى كانت مكسية وقت الإنشاء بطبقة من الملاط زالت معظمها في الأجزاء السفلية من الآثر .
وتؤدي المداخل الثلاثة إلى داخل القبة وهي عبارة عن مربع طول ضلعه سبعة أمتار ويشغل الضلع الشرقي حنية المحراب وهي معقودة بعقد منکسر، يزينه ثلاثة صفوف من المقرنصات، كان يرتكز في الماضي على عمودين لا وجود لها في الوقت الحاضر، وله بدن عمیق ويعلوه طاقية من الفسيفساء الزجاجية الملونة، قوامها شجرة ذات فروع مثمرة متشعبة يلتف حولها جديلة مضفورة نفذت بألوان متعددة ، نجد بينها الأخضر والأزرق والأبيض والأحمر على أرضية من الفسيفساء المذهبة، تعد بدورها أحد الأمثلة القليلة المتبقية بعمائر مصر الإسلامية.
أما باقي أضلاع القبة الثلاثة فيشغل كل منها فوق فتحة المدخل حنية جصية مستطيلة يعلوها عقد منکسر یزین داخله صفين من المقرنصات، ويحدد إطاره شريط من كتابات نسخية على أرضية نباتية، في حين زينت تواشیح العقود بزخارف نباتية متشابكة، أرابيسك ويحيط بجدران القاعة افريز خشبي عرضه حوالي نصف متر، يتألف من اثنی عشر لوحا تزدحم بكتابات كوفية قرآنية وبعض العبارات الدعائية، تقوم على أرضية من الزخارف النباتية، يرجح كل من كریسويل والمرحوم فريد شافعي أنها منقولة من أحد العمائر الفاطمية، وكان يغطي هذا الافريز طبقة من الجص نقش فوقها كتابات نسخية تشتمل على آیات قرآنية وعبارات مدح في الرسول ﷺ ويعلو هذا الأفريز طراز خشبی آخر يعلوه كتابات نسخية باللون الأبيض تشير إلى صاحبة القبة نصها " بسم الله الرحمن الرحيم (هذه) تربة الستر الرفيع والحجاب المنيع عصمة الدنيا والدين والدة الملك المنصور خليل بن مولانا السلطان الملك الصالح نجم الدين أبي الفتح أيوب بن مولانا السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبي المعالي محمد بن أبي بكر بن أيوب خليل أمير المؤمنين قدس الله روحه ونور ضريحة التي خطبت الأقلام بمناقبها على منابر الطروس وشهدت لها المفاخر بالمجد الثابت في أعلى الفردوس الذي أضحت شموس المملكة لها طالعة وآراء الأمراء الأمرها مطيعة وسامعة أعز الله أنصارها وضاعف اقتدارها وأعلى منارها ورفق أراها وجعل الجنة مثواها لأعلا آمين إنها مؤيدة منصورة على مر الليالي والأيام بمحمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين الكرام.
ويرتفع فوق جدران هذه القاعة قبة ارتفاعها أربعة عشر مترا ولها قطاع على شکل عقد منکسر، مشيدة من الاجر تقوم فوق مناطق انتقال تتألف من المقرنصات، بكل منهما ثلاث حنايا يتوجها عقود منكسرة، يعلو بعضها البعض، شيدت بدورها من الأجر المغشی بطبقة من الملاط نقش فوقها زخارف نباتية وهندسية بالألوان المائية يفصل بينهما أربع مجموعات من النوافذ تتألف كل مجموعة من ثلاث نوافذ واحدة في أعلى واثنتان في أسفل يرجح يغشيها ستائر جصية معشقة بزجاج ملون كما هو الحال في قبة الصالح نجم الدين أيوب وفتح أيضا في رقبة القبة ثماني نوافذ يعلوها عقود منكسرة لزيادة الأضاءة والتهوية بقي أن نشير إلى أنه يتوسط أرضية القاعة تركيبة خشبية حديثة مطعمة بعشر لوحات قديمة منقوشة بكتابات نسخية بارزة سبع منها تشتمل على آیات قرآنية من سور متعددة وثلاث على حكم ومواعظ نصها ' یا واقف على قبري لا تعجب من أمري بالأمس كنت أنا مثلك وأنت غداً تكون مثلی نعم المسكن لمن أحسن فإن من اتقى ونال أعلا المراتب وارتقا وهم أهل الصلاح واتقی نعم المسكن لمن أحسن.
تاريخ الوفاة:-
فى الموسوعات التاريخية فيذكر فى كتاب المقريزى إنها توفيت فى يوم السبت الثامن عشر من ربيع الآخر، وهو ما يختلف ذكره مع ما ورد فى موسوعة "النجوم الزاهرة" للمؤرخ ابن تغر بردى، حيث قال إنها وجدت مقتولة فى يوم السبت حادى عشر من ربيع الآخر.
ويذكر ابن تغر بردى فى "النجوم الزاهرة (الجزء السادس ص 648)" إنها بعد مقتل أيبك ومحاولة مماليك الأخير قتلها أقامت فى البرج الأحمر فى قلعة الجبل، وكان يحميها الملوك الصالحية، وكانت زوجة أيبك وابنه المنصور يحرضان ضدها إلا إنها وجدت مقتولة مسلوبة خارج القلعة، فحملت إلى مكان دفنها بقرب من مشهد السيدة نفيسة، ودفنت هناك.
أما المقريزى فى "السلوك لمعرفة دول الملوك (الجزء الأول ص 394)"، إنه لما تولى ابن المعز أمر السلطنة، حُملت شجر الدر إلى أمه فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت وألقوها من سور القلعة وليس عليها سراويل وقميص، فباتت فى الخندق أياما، إلى أن حملت ودفنت فى مشهدها النفيسى.
تقول الدكتورة سعاد ماهر فى مؤلفها الضخم عن مساجد مصر وأوليائها الصالحين فى الجزء الثانى ان قتلها بهذه الصورة البشعة منع دفنها فى ضريحها هذا.. ولكن بعد قرنين أو ثلاثة دفن فى ضريحها أحد الخلفاء العباسيين
المراجع:-
- الموسوعة العربية الميسرة ، دار نهضة لبنان للطبع والنشر ، بيروت ــ لبنان ، ص1076 ، 1317هــ ، 1987.
- خير الدين زركلي ، الأعلام ، قاموس وتراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستغربين والمستشرقين ، ص 76.
3.احمد عبد الرازق احمد، العماره الاسلاميه في مصر منذ الفتح العربي حتى نهايه العصر المملوكي، دار الفكر العربي للطباعه والنشر والتوزيع، الطبعه الاولى 1430 هجريا 2009 ميلاديه.
- سعاد ماهر ،مساجد مصر وأولياء الله الصالحون ج 2
5-المقريزى فى "السلوك لمعرفة دول الملوك الجزء الأول .
بريطانيا واستعمارها لجنوب إفريقيا
كتبت: سلمى إبراهيم لبيب- ليسانس آداب قسم تاريخ
من المعروف جيدا أن انجلترا أطلقت الشعارات من أجل نشر الحضارة فى أفريقيا وتهليلها بفضل الرجل الأبيض على شعوب القارة السمراء الغارقين فى الجهل - من وجهه نظرهم - وأنه وقع على عاتقهم مهمة تحضرهم وانتشالهم من الجهل ولذلك وجهت حملاتها لتحضر تلك الشعوب الأفريقية واستغلال مواردهم، ولكن إن كنت تظن أن بريطانيا وجهت أنظارها لإستغلال موارد القارة السمراء منذ البداية ، فأنت مخطىء بالتأكيد . فحتى سنة 1880 لم تكن إفريقيا بحجمها الهائل وأراضيها الشاسعة فى نظر البريطانين سوى طريق يجعلها تصل إلى أهم أراضيها ألا وهى الهند درة التاج البريطانى ، بينما التجار الذين يعملون على الشواطئ الأفريقية لا يعيرون اهتمامهم إلا بالطرق التى حول القارة . لقد كان للتقدم الصناعى الذى أحرزته إنجلترا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر هو الذى وجه أنظار البريطانيين نحو الخارج ليصبح التوسع ضرورة مُلحه يتطلبها الواقع البريطانى .
لقد أغرت موارد القارة السمراء إنجلترا مثلما اغرت جيرانها الأوروبين من قبل لتبدأ موجه من النشاط الاستعمارى البريطانى فى محاولة للسيطرة على أكبر قدر من مناطقها و مواردها .
فى عام 1795 قامت القوات البريطانية بمهاجمة مستعمرة الكيب وبالفعل تم الأستيلاء عليها، إلا أن انجلترا لم تمكث فيها طويلا ، فقد نقلت المستعمرة إلى جمهورية بتافيا التى تدعمت حكومتها فى الأراضى المنخفضة ، لتحمل جمهورية بتافيا على عاتقها مهمة إدارة المناطق التى كانت فى قبضة شركة الهند الشرقية الهولندية التى افلست فى عام 1794 . لم تستمر سيادة جمهورية بتافيا طويلا على تلك المناطق فقد اعدت القوات البريطانية عداتها وقامت فى عام1806 بمهاجمة مستعمرة الكيب واحتلالها وذلك من أجل منع كلا من فرنسا وهولندا من عرقلة التجارة البريطانية البحرية مع الهند لتقع هذه المهمة على عاتق "الجنرال بيرد" الذى تمكن من الأستيلاء على الكيب بسهولة فى عام 1806 إلا أن الكيب لم تضم فعليا للتاج البريطانى إلا فى 1814 وذلك خلال مباحثات مؤتمر فيينا . ولان بريطانيا كانت تخشى أن يحدث نزاع يتعلق بالحدود وهو الأمر الذى سوف يؤدى لمزيد من الاعباء على الخزانه البريطانية لذلك وجهت انجلترا عطفها إلى البانتو أكثر من البوير فى ظل الصراع القائم بينهم . لقد وضعت بريطانيا على رأس أولوياتها حماية الموانى من أجل حماية مواصلاتها للهند وتوجيه
أنظارها نحو الجنوب الافريقى الذى تم اكتشاف الذهب فيه حديثا
سيسل رودس
وفى عام 1870 وصل إلى جنوب أفريقيا سيسل رودس ذلك
الداهية الذى ساعد على توسع النفوذ البريطانى فى القارة السمراء عن طريق التغلغل الأقتصادى من أجل تحقيق الأطماع الاستعمارية
-سواء أكانت أطماع شخصية تخدم نفوذه الشخصى أو تحقيق أطماع إنجلترا التوسيعية التى سوف تزيد من تجاراتها وسيطرتها على أراضى أخرى فى خصم الصراع الاستعمارى
بينها وبين الدول الأوروبية الاخرى- فلجأ رودس إلى عقد مجموعة من المعاهدات مع الزعماء الافارقة وذلك من اجل ربطهم ببريطانيا . وبحلول عام 1880 تمكن رودس من تأسيس شركة "دى بيرز للتعدين" ولكن لم يكتفى رودس بتأسيسة لتلك الشركة بل أخذ يحث إنجلترا على ضرورة تاسيس شركة جديدة فى جنوب افريقيا وتم له مراده ففى 1881 تم تأسيس " الشركة البريطانية لجنوب افريقيا " من أجل العمل فى مجال التعدين . ومن خلال تلك الشركة تمكن سيسل رودس من تحقيق أطماعه وتمكن من إقامة مستعمرة بريطانية فى جنوب افريقيا مستخدما حجة واهيه ألا وهى حماية الذين يعملون فى مجال التعدين ، ولينتهى الأمر بالسيطرة على معظم اراضى جنوب افريقيا التابعة للملك "لوبنجويلا"،لم يكتفى رودس بهذا التوسع وإنما حرص ان يكون للشركة اسطول تجارى يشق طريقه بين جنوب افريقيا والهند درة التاج البريطانى . وعندما تم عقد مؤتمر برلين 1885 وتقرر فيه تحديد النفوذ البريطانى فى جنوب افريقيا كانت بريطانيا تمكنت من فرض سلطانها على جميع الاراضى الواقعة من( الترنسفال حتى بحيرة تنجانيقا شمالا وحتى مدينة الرأس جنوبا ). لم تقتصر سياسة بريطانيا على التوسع وشراء الأراضى وإنشاء الشركات وإقامة المعاهدات ولكنها عزمت على فرض اللغة الانجليزية وإلغاء المحاكم الهولندية وقامت باستبدالها بالمحاكم البريطانية ، وأمام تلك السياسة الانجليزية شديدة التدخل فى الشأن الأفريقى لم يكن أمام الوطنين الأفارقة والبوير الهولنديين إلا الهجرة إلى المناطق الداخلية وذلك هربا من ظلم الإدارة البريطانية فى منطقة الرأس ، لتعرف هذه الهجرة تاريخيا باسم "الزحف العظيم " وذلك فى عام 1830 متجهين صوب ناتال وتمكنوا من تكوين دولة الأورانج الحرة والترنسفال، إلا أن البريطانيين تمكنوا من تعقب المهاجرين بواسطة سيسل رودس وتمكنوا من السيطرة عليهم .
ولكن إذا توقفنا قليلا وفكرنا هل كانت تلك الهجرات ذات خطر كبير يمكن أن يهدد الشأن البريطانى ذات القوة والنفوذ فى القارة أم أن هناك ما هو أهم من تعقب مجموعة من المهاجرين ! لم يكن الأمر مجرد تعقب مجموعة من المهاجرين لقد كان الأمر أكثر أهمية من ذلك ففى تلك الأثناء تم أكتشاف الذهب حول "جوهانسبرج" بالترنسفال، واكتشف الماس فى "كمبرلى" فى الصحراء الواقعة غرب الأورانج تلك المعادن النفيسة التى كانت بريطانيا بحاجة ماسة لها . تمكنت بريطانيا من ضم ناتال للكيب فى عام 1844 ، وكان لموانىء ناتال أهمية كبرى لدى البريطانيون ، وأمام ذلك الضم هاجر الافريكانز –الهولندين والفرنسين- بعبورهم نهر الفال وتمكنوا فى 1849 من إقامة جمهورية جنوب افريقيا و التى تعرف فيما بعد بجمهورية الترنسفال . وامام هذه الأملاك البريطانية الجديدة ذات الموارد الوفيرة أخذت الجماعات البريطانية أصحاب رءوس الأموال والاستثمارات بالهجرة إلى هناك ، وأ مام هذا الزحف البريطانى لم تقف حكومة الترنسفال مكتوفة الأيدى بل قاومت سيل الهجرة البريطانى . وأمام هذه المقاومة الترنسفالية لم تقف بريطانيا مكتوفة فعمدت بريطانيا أن تقف بجانب الافريقين الوطنيين"الزولو" فى نزاعهم مع البوير ، وفى تلك الأثناء كانت الترنسفال تعانى من أزمات مالية ورأى رجال حكومة الترنسفال ضرورة ضم بلادهم إلى الأملاك البريطانية و إذا رفضت بريطانيا يكون من الأفضل الضم إلى أى قوة أوروبية أخرى ، استغلت حكومة الرأس ما وصلت إليه وأخذت تعمل على حث حكومة لندن من أجل الموافقة على ضم الترنسفال ، لقد كانت إنجلترا نفسها منقسمة حول ضم الترنسفال و فى النهاية تمكن جلادستون زعيم الاحرار بعد أن نجح فى تولى السلطة فى إنجلترا من رفض طلب ضم الترنسفال . وبقرار جلادستون بعدم الضم تسبب فى خيبه أمل كبرى للموالين البريطانيين فى الترنسفال . لم تهدأ الأمور بعد رفض قرار الضم أخذ العداء ضد حكومة الرأس يزداد لتنشب حرب البوير الأولى و مُنيت القوات البريطانية بهزيمة ساحقة لينتهى الأمر بعقد صلح يعترف بإستقلال حكومة الترنسفال ، لكن الأمور لم تهدأ، كثيرا فكان نتيجة قرارات سيسل رودس بضرورة استعمار باقى المناطق التى حول مستعمرة الرأس وضرورة ضمها للتاج البريطانى أن اصطدم بقبائل الزولو الوطنية وبالمغامر البريطانى "بول كروجر "الذى تمكن من السيطرة على جمهورية الأورانج وعمل على انشاء اتحاد مستقل عن بريطانيا يشمل كافة المناطق التى كانت تابعة للاستعمار الهولندى، ليقترن هذا الصراع بين المغامرين البريطانيين بمسألة معاملة المستوطنين البريطانيين فى الترنسفال والضرائب التى تفرض عليهم ، لذلك أعلن كروجر انفصاله عن السيادة البريطانية فى 1899 ليكون هذا الإنفصال بداية "لحرب البوير الثانية" والتى استمرت ثلاث سنوات ونتيجة لعدم تكافؤ الطرفين المتحاربين استسلم البوير واجبروا على توقيع اتفاقية بريتوريا فى عام 1902 والتى من خلالها تم إخضاع جمهوريتى الأورنج والترنسفال للسيطرة البريطانية على أن تمنح
استقلالا داخليا .
حرب البوير الثانية 1899-1902
وبعد أن انتهت حرب البوير الثانية تمكن الجنرال سمطس من الدخول مع بريطانيا فى مفاوضات استمرت حتى عام 1909 أسفرت عن إنشاء اتحاد جنوب إفريقيا العنصرى الذى تكون من ولايات (الاورانج ، الترنسفال، الرأس ، الناتال) ووعد البوير بأن تكن لهم حكومة مستقلة ووزارة وبرلمان ينتخب من مجلس لكنها تخضع لوارة المستعمرات البريطانية وأصبح هذا الاتحاد عضوا فى رابطة الكومنولث البريطانى ،إلا أن الامر استلزم إيجاد حكومة واحدة فأقر دستور جنوب أفريقيا قيام مثل هذه الحكومة وبدأ العمل به فى 30 سبتمبر 1910.
وبذلك إن دققنا أنطارنا و أكسبنا عقولنا حق التفكير الصحيح سنرى أن بريطانيا كباقى الدول الأوروبية الأستعمارية أطلقت شعاراتها بهدف التحضر والمدنية لكنها فى الواقع جاء بهدف استغلال الموارد وسكان المناطق الأفريقية استغلالا مجحفا بل وعمدت على إقامة الحروب بين سكان تلك المناطق الأفريقية من أجل تعميق الفرقة والإنقسام بينهم حتى لا يكونوا قوة تهدد النفوذ البريطانى والتجارة البريطانية فى أفريقيا.
مراجع تم الاستعانه بها:
1.جديون.س.وير، تاريخ جنوب أفريقيا ،ت:عبدالله الشيخ،دار المريخ ،الرياض .
2.زاهر رياض ،استعمار افريقية ،الدار القومية للطباعة، القاهرة،1965.
3.شوقى الجمل و عبدالله عبد الرازق، تاريخ افريقيا الحديث والمعاصر، دار الزهراء ، الرياض،2002.
4.محمد القوزى،تاريخ افريقيا الحديث والمعاصر،دار النهضة ،بيروت، 2006.
ب5.يحيى بو عزيز،الاستعمار الاوروبى الحديث فى افريقيا، دار البصائر ، وهران، 1986.
سيداً أم عبداً؟
كتبت: تقى عبدالله، ليسانس آداب؛ قسم تاريخ
عزيزي القارئ، هل فكرت يوماً كيف يتم تقيمنا نحن بنى البشر؟ ومن له الحق بذلك؟ أظن أنك يا عزيزي بالفعل تتذكر تلك الأفلام التي يصطلح على تسميتها عامياً "أفلام الأبيض والأسود". هل تتذكر من كان يقوم بدور السيد الإقطاعي صاحب الأرض؟ نعم بالفعل أنه رجل وقور، قوي، وماذا ايضاً؟ "أبيض" اللون أو ما نسميه "قمحاوي". والآن من يقوم بدور الخادم أو حارس الفيلا أو غيرها من المهن البسيطة؟ نعم بالفعل شخص بسيط لا يعرف سوا العمل اليدوي وماذا؟ بالضبط "أسود" اللون.
عزيزي هل فهمت الآن ما يحدث؟ لقد تم بالفعل تصنيف مجموعة كبيرة من البشر على أنهم أقل من باقي السلالات اعتماداً فقط على "لون البشر"!.
الغريب هنا يا عزيزي القارئ ليس هذا "التصنيف الغبي"، بل ما تعمدت تلك الأفلام وحتى الروايات بل وأصبح ثقافة موروثة في معتقداتنا أن هذا الجنس البشري خُلق ليكون عبداً، بل أن هذا الجنس البشري يرضي ويخضع بسهولة.
عزيزي لقد تم التلاعب بنا جيداً...استطاعت دول المستعمر أن تمحي نضال شعوب كاملة، لتضع هذا الفكر بداخل عقولنا وكأننا بُرمجنا على هذا.
ولكن ... يظل التاريخ حاضراً يا عزيزي. يظل شاهداً متكلماً يحكي الحقائق، لكي يعطي كل ذي حقاً حقه. بالرغم من أن "الحقائق المطلقة" ما هي إلا كذبة، ولكننا لانزال نملك بعض الحقائق؛ أظن بأنه قد حان بالفعل وقت عرضها.
كيف بدأ هذا كله؟!
لقد بدأ الأمر في عام (1415م)، عندما نزل "البرتغاليين" لسواحل "افريقيا الغربية". واحتلالهم لمدينة "سبتة" ومن بعدها الكثير من المدن الإفريقية حتى أنهم وصلوا "مصب نهر السنغال" (1441م)، و"مصب نهر الكونغو" (1484م). وبعدها بدأت اكتشافات "بارثلميو دياز" في "أقصى جنوب" القارة.
كان هدف "البرتغاليين" من كل هذه الاكتشافات هو "الذهب"؛ ذلك المعدن الذي كان ذا قيمة عالية جداً وقت أذ. ذلك لأهميته في عمليات التبادل التجاري بالطبع. ودعنا عزيزي القارئ لا نغفل عن أن "قوة الدول" في تلك الفترة كانت تقاس "بمقدار ما تملك من المعادن النفيسة" (كالذهب) بالطبع.
ولكن عندما وجد "البرتغاليين" أنهم لن يستطيعوا الحصول على "الذهب"، أتجهوا للحصول على "الرقيق"؛ لماذا؟ لأنهم عندما يبيعوه في بلادهم والبلاد الأخرى التي تعاني بالفعل من نقص في "العمالة البشرية"، سيحصلون على الذهب الذي يبحثون عنه بالفعل.
أقام بالفعل "البرتغاليون" الكثير من "المراكز" و"الحصون" على "سواحل إفريقيا"، وذلك لعدم مقدرتهم "البشرية" على التوغل في الداخل، إلى جانب خوفهم بالطبع من طباع سكان المنطقة.
كانت "تجارة الرقيق" رابحة جداً بالفعل، حتى أنه أصبح عدد "الرقيق" الذين يعملون في "البرتغال" أكبر بالفعل من عدد "سكانها البرتغاليين" أنفسهم.
وعندما أُذيع صيت هذه التجارة، بدأت باقي الدول الاستعمارية بالتدخل هي الأخرى لنيل نصيب من هذه التجارة الغنية.
فبدأت "اسبانيا" تنازع "البرتغال" في هذه التجارة. وقد حدث نزاع بينهما، حُسم بواسطة "البابا" في (روما)؛ عن طريق عقد معاهدة بينهم تحت إشراف "البابا" وهي معاهدة (ترودي سيلاس) وذلك عام (1494م).
بعد ذلك وفى القرن "السادس عشر" الميلادي، بدأت الدولتان – (اسبانيا) و(البرتغال)- يتعاونا في توريد "الرقيق" الى ممتلكات ومستعمرات "الاسبانية" في "العالم الجديد"، وذلك بعقد اتفاقية تنص على ذلك.
وأتي من بعد "البرتغاليين" و"الاسبان" ورثتهم المعتادين "الهولنديين" ومن بعدهم "الفرنسيين" وكذلك "الدنماركيين". وأستمر الأمر كذلك حتى دخول الدولة الأكبر والأقوى وهي "بريطانيا".
مع دخول "بريطانيا" لهذه التجارة تغير الامر بالفعل، أصبح الأمر أكثر تنظيماً. بدأ دخول "بريطانيا" في هذه التجارة مع رحلات التاجر الإنجليزي "جون هوكنز" في عام (1562م). قام "جون هوكنز" بإنشاء (شركة) وكان مقرها في (لندن)، وذلك لنقل الرقيق من "إفريقيا" بمساعدة "شيوخ" و"رؤساء" القبائل الإفريقية. وذلك مقابل (المنسوجات – السلع المصنعة - وشراب الروم "النبيذ") تلك المنتجات التي كانت تصل إليهم من ميناء "بلايموث" لإفريقيا، ثم نقل "الرقيق" الى "العالم الجديد" –"أمريكا"-، وفى المقابل تأخذ من "العالم الجديد" (السكر – التبغ – القطن) إلى "بريطانيا". وهذا ما أُطلق عليه "التجارة المثلثة للرقيق".
توضيح لسير عملية "التجارة المثلثة للرقيق"
حتى نستطيع تقدير حجم التجارة الأوروبية في هذه "التجارة الآدمية"، فقد أجمع أكثر المؤرخين أن الفترة ما بين (1790م) إلى (1808م)؛ قد دخل إلى "الولايات المتحدة الأمريكية" حوالي أكثر من (100.000 من الرقيق). وأصبح عدد "المحطات التجارية الأوروبية" والتي كانت تقع بالكامل في (شمال خط الأستواء) في هذه التجارة في "نهاية" القرن "الثامن عشر" الميلادي يقدر كالتالي:
1- 14 محطة إنجليزية
2- 15 محطة هولندية
3- 4 محطات برتغالية
4- 4 محطات دنماركية
5- 3 محطات فرنسية
وقد سُميت هذه الرحلة لنقل "الرقيق" من "إفريقيا" إلى "العالم الجديد" بـ "رحلة العذاب". وذلك لأن نقل "الرقيق" كان يتم بطريقة "غير آدمية" بالمرة. كانت السُفن المحملة بالرقيق يتم تكديسها بشكل فظ بالرقيق. فقد كانوا يُضعوا فوق بعضهم بالبعض "كالأثاث". ومن ثم بعد وصولهم للمحطات الأوروبية ويتم دفع أثمان الرقيق للتجار، كانوا يقيضوا ويُضعوا في أماكن أشبه بـ "الزنزانات" المساجين أو أكثر بشاعة، فقد كانت الحراسة شديدة وويلاً للعاصي.
ثم بعد ذلك يُخرِجون الرقيق من هذه "المحاجر" لكي يفحصهم المشترين وكأنهم سلع أو حيوانات، وكان يتم وسم العبد على صدره "بقضيب من حديد مشتعل" بوشوم مختلفة؛ لتميز الدولة التي قامت بشرائه.
ثم بعد ذلك يُشحنوا داخل السُفن إلى البلاد التي أشترتهم؛ وكان كثيراً منهم يلقوا حتفهم أثناء هذه الرحلة، إما بسبب "التكدس البشري" أو بسبب "قلة الغذاء". والبعض كان يُلقي بنفسه إلى البحر منتحراً؛ ولذلك كانوا يحيطون السفينة بـ "سياج عالي" لمنع هذه الحوادث من الحصول.
توضيح لشكل "الرقيق" في محاجرهم.
ومقابل هذا لم تقف هذه الشعوب صامته. بل ناضلت تلك الشعوب منذ البداية هذه البشاعة البشرية. وقد أُزهقت آلاف الأرواح الإنسانية في سبيل استرداد حُريتهم وحياتهم التي سُلبت منهم قهراً.
حريتهم التي سُلبت جراء قيام "الأوروبيون الأجانب" أو حتى "رؤساء قبائلهم المحلين"، باصطيادهم للاقتناء والبيع. وكأنهم عبارة عن "حيوانات برية" لا بشر من نفس الجنس مع مصطاديهم.
توضيح لشكل "الرقيق" في القيود ونقلهم للسُفن
والآن عزيزي القارئ، وبعد معرفة كل ما مرت به هذه الشعوب من ظلم وقمع أستمر لسنوات. هل لازلت تعتقد أنه من الصحيح أن ننظر لمثل تلك المشاهد في الأفلام والمسلسلات التي تُظهر من هم من أصحاب البشرة "السمراء" على أنهم الأقل منزلة دائما؛ بأنه شيء من قبيل الصدفة؟! وهل لازلت تقتعد يا صديقي أنه من المُضحك إطلاق الألقاب الدارِجة عليهم مثل "شيكولاتة" و"بكار" وغيرها من الألقاب؟!
ألم تفكر ولو لمرة واحدة سيدي القارئ أنه "ماذا لو حدث العكس؟!"، "كيف كان سيصبح وجه عالمنا الآن لو تم استعباد أصحاب البشر "البيضاء" لا العكس؟!"
أتمنى يا عزيزي أن تفكر مرة أخرى، وفى كل مرة ترى مشهداً كهذا؛ أو تسمع أحدهم يتنمر على شخصاً من ذو البشرة السمراء، أن تتذكر أنهم كانوا أسياداً لأغني قارة على الكرة الأرضية، وأنه لولا طمع البشر ولولا انقيادنا خلف المنتصر ذو المظهر البريء البراق؛ لما حدث كل ذلك من البداية.
وكما قال المناضل والزعيم الإفريقي الكبير "نيلسون مانديلا":
"الظلم يسلب كلاً من الظالم والمظلوم حريته، أنا لستُ حراً حقاً إذا أخذتُ حرية شخصاً آخر؛ المظلوم والظالم على حداً سواء قد جُرِدوا من إنسانيتهم."
المراجع المستخدمة:
1-الأوربيون وتجارة الرقيق بغرب إفريقيا، نورة حسني-مريم سليماني.
2-تاريخ إفريقيا الحديث، حمدنا الله مصطفى.
سيداً أم عبداً؟
كتبت: تقى عبدالله، ليسانس آداب؛ قسم تاريخ
عزيزي القارئ، هل فكرت يوماً كيف يتم تقيمنا نحن بنى البشر؟ ومن له الحق بذلك؟ أظن أنك يا عزيزي بالفعل تتذكر تلك الأفلام التي يصطلح على تسميتها عامياً "أفلام الأبيض والأسود". هل تتذكر من كان يقوم بدور السيد الإقطاعي صاحب الأرض؟ نعم بالفعل أنه رجل وقور، قوي، وماذا ايضاً؟ "أبيض" اللون أو ما نسميه "قمحاوي". والآن من يقوم بدور الخادم أو حارس الفيلا أو غيرها من المهن البسيطة؟ نعم بالفعل شخص بسيط لا يعرف سوا العمل اليدوي وماذا؟ بالضبط "أسود" اللون.
عزيزي هل فهمت الآن ما يحدث؟ لقد تم بالفعل تصنيف مجموعة كبيرة من البشر على أنهم أقل من باقي السلالات اعتماداً فقط على "لون البشر"!.
الغريب هنا يا عزيزي القارئ ليس هذا "التصنيف الغبي"، بل ما تعمدت تلك الأفلام وحتى الروايات بل وأصبح ثقافة موروثة في معتقداتنا أن هذا الجنس البشري خُلق ليكون عبداً، بل أن هذا الجنس البشري يرضي ويخضع بسهولة.
عزيزي لقد تم التلاعب بنا جيداً...استطاعت دول المستعمر أن تمحي نضال شعوب كاملة، لتضع هذا الفكر بداخل عقولنا وكأننا بُرمجنا على هذا.
ولكن ... يظل التاريخ حاضراً يا عزيزي. يظل شاهداً متكلماً يحكي الحقائق، لكي يعطي كل ذي حقاً حقه. بالرغم من أن "الحقائق المطلقة" ما هي إلا كذبة، ولكننا لانزال نملك بعض الحقائق؛ أظن بأنه قد حان بالفعل وقت عرضها.
كيف بدأ هذا كله؟!
لقد بدأ الأمر في عام (1415م)، عندما نزل "البرتغاليين" لسواحل "افريقيا الغربية". واحتلالهم لمدينة "سبتة" ومن بعدها الكثير من المدن الإفريقية حتى أنهم وصلوا "مصب نهر السنغال" (1441م)، و"مصب نهر الكونغو" (1484م). وبعدها بدأت اكتشافات "بارثلميو دياز" في "أقصى جنوب" القارة.
كان هدف "البرتغاليين" من كل هذه الاكتشافات هو "الذهب"؛ ذلك المعدن الذي كان ذا قيمة عالية جداً وقت أذ. ذلك لأهميته في عمليات التبادل التجاري بالطبع. ودعنا عزيزي القارئ لا نغفل عن أن "قوة الدول" في تلك الفترة كانت تقاس "بمقدار ما تملك من المعادن النفيسة" (كالذهب) بالطبع.
ولكن عندما وجد "البرتغاليين" أنهم لن يستطيعوا الحصول على "الذهب"، أتجهوا للحصول على "الرقيق"؛ لماذا؟ لأنهم عندما يبيعوه في بلادهم والبلاد الأخرى التي تعاني بالفعل من نقص في "العمالة البشرية"، سيحصلون على الذهب الذي يبحثون عنه بالفعل.
أقام بالفعل "البرتغاليون" الكثير من "المراكز" و"الحصون" على "سواحل إفريقيا"، وذلك لعدم مقدرتهم "البشرية" على التوغل في الداخل، إلى جانب خوفهم بالطبع من طباع سكان المنطقة.
كانت "تجارة الرقيق" رابحة جداً بالفعل، حتى أنه أصبح عدد "الرقيق" الذين يعملون في "البرتغال" أكبر بالفعل من عدد "سكانها البرتغاليين" أنفسهم.
وعندما أُذيع صيت هذه التجارة، بدأت باقي الدول الاستعمارية بالتدخل هي الأخرى لنيل نصيب من هذه التجارة الغنية.
فبدأت "اسبانيا" تنازع "البرتغال" في هذه التجارة. وقد حدث نزاع بينهما، حُسم بواسطة "البابا" في (روما)؛ عن طريق عقد معاهدة بينهم تحت إشراف "البابا" وهي معاهدة (ترودي سيلاس) وذلك عام (1494م).
بعد ذلك وفى القرن "السادس عشر" الميلادي، بدأت الدولتان – (اسبانيا) و(البرتغال)- يتعاونا في توريد "الرقيق" الى ممتلكات ومستعمرات "الاسبانية" في "العالم الجديد"، وذلك بعقد اتفاقية تنص على ذلك.
وأتي من بعد "البرتغاليين" و"الاسبان" ورثتهم المعتادين "الهولنديين" ومن بعدهم "الفرنسيين" وكذلك "الدنماركيين". وأستمر الأمر كذلك حتى دخول الدولة الأكبر والأقوى وهي "بريطانيا".
مع دخول "بريطانيا" لهذه التجارة تغير الامر بالفعل، أصبح الأمر أكثر تنظيماً. بدأ دخول "بريطانيا" في هذه التجارة مع رحلات التاجر الإنجليزي "جون هوكنز" في عام (1562م). قام "جون هوكنز" بإنشاء (شركة) وكان مقرها في (لندن)، وذلك لنقل الرقيق من "إفريقيا" بمساعدة "شيوخ" و"رؤساء" القبائل الإفريقية. وذلك مقابل (المنسوجات – السلع المصنعة - وشراب الروم "النبيذ") تلك المنتجات التي كانت تصل إليهم من ميناء "بلايموث" لإفريقيا، ثم نقل "الرقيق" الى "العالم الجديد" –"أمريكا"-، وفى المقابل تأخذ من "العالم الجديد" (السكر – التبغ – القطن) إلى "بريطانيا". وهذا ما أُطلق عليه "التجارة المثلثة للرقيق".
توضيح لسير عملية "التجارة المثلثة للرقيق"
حتى نستطيع تقدير حجم التجارة الأوروبية في هذه "التجارة الآدمية"، فقد أجمع أكثر المؤرخين أن الفترة ما بين (1790م) إلى (1808م)؛ قد دخل إلى "الولايات المتحدة الأمريكية" حوالي أكثر من (100.000 من الرقيق). وأصبح عدد "المحطات التجارية الأوروبية" والتي كانت تقع بالكامل في (شمال خط الأستواء) في هذه التجارة في "نهاية" القرن "الثامن عشر" الميلادي يقدر كالتالي:
1- 14 محطة إنجليزية
2- 15 محطة هولندية
3- 4 محطات برتغالية
4- 4 محطات دنماركية
5- 3 محطات فرنسية
وقد سُميت هذه الرحلة لنقل "الرقيق" من "إفريقيا" إلى "العالم الجديد" بـ "رحلة العذاب". وذلك لأن نقل "الرقيق" كان يتم بطريقة "غير آدمية" بالمرة. كانت السُفن المحملة بالرقيق يتم تكديسها بشكل فظ بالرقيق. فقد كانوا يُضعوا فوق بعضهم بالبعض "كالأثاث". ومن ثم بعد وصولهم للمحطات الأوروبية ويتم دفع أثمان الرقيق للتجار، كانوا يقيضوا ويُضعوا في أماكن أشبه بـ "الزنزانات" المساجين أو أكثر بشاعة، فقد كانت الحراسة شديدة وويلاً للعاصي.
ثم بعد ذلك يُخرِجون الرقيق من هذه "المحاجر" لكي يفحصهم المشترين وكأنهم سلع أو حيوانات، وكان يتم وسم العبد على صدره "بقضيب من حديد مشتعل" بوشوم مختلفة؛ لتميز الدولة التي قامت بشرائه.
ثم بعد ذلك يُشحنوا داخل السُفن إلى البلاد التي أشترتهم؛ وكان كثيراً منهم يلقوا حتفهم أثناء هذه الرحلة، إما بسبب "التكدس البشري" أو بسبب "قلة الغذاء". والبعض كان يُلقي بنفسه إلى البحر منتحراً؛ ولذلك كانوا يحيطون السفينة بـ "سياج عالي" لمنع هذه الحوادث من الحصول.
توضيح لشكل "الرقيق" في محاجرهم.
ومقابل هذا لم تقف هذه الشعوب صامته. بل ناضلت تلك الشعوب منذ البداية هذه البشاعة البشرية. وقد أُزهقت آلاف الأرواح الإنسانية في سبيل استرداد حُريتهم وحياتهم التي سُلبت منهم قهراً.
حريتهم التي سُلبت جراء قيام "الأوروبيون الأجانب" أو حتى "رؤساء قبائلهم المحلين"، باصطيادهم للاقتناء والبيع. وكأنهم عبارة عن "حيوانات برية" لا بشر من نفس الجنس مع مصطاديهم.
توضيح لشكل "الرقيق" في القيود ونقلهم للسُفن
والآن عزيزي القارئ، وبعد معرفة كل ما مرت به هذه الشعوب من ظلم وقمع أستمر لسنوات. هل لازلت تعتقد أنه من الصحيح أن ننظر لمثل تلك المشاهد في الأفلام والمسلسلات التي تُظهر من هم من أصحاب البشرة "السمراء" على أنهم الأقل منزلة دائما؛ بأنه شيء من قبيل الصدفة؟! وهل لازلت تقتعد يا صديقي أنه من المُضحك إطلاق الألقاب الدارِجة عليهم مثل "شيكولاتة" و"بكار" وغيرها من الألقاب؟!
ألم تفكر ولو لمرة واحدة سيدي القارئ أنه "ماذا لو حدث العكس؟!"، "كيف كان سيصبح وجه عالمنا الآن لو تم استعباد أصحاب البشر "البيضاء" لا العكس؟!"
أتمنى يا عزيزي أن تفكر مرة أخرى، وفى كل مرة ترى مشهداً كهذا؛ أو تسمع أحدهم يتنمر على شخصاً من ذو البشرة السمراء، أن تتذكر أنهم كانوا أسياداً لأغني قارة على الكرة الأرضية، وأنه لولا طمع البشر ولولا انقيادنا خلف المنتصر ذو المظهر البريء البراق؛ لما حدث كل ذلك من البداية.
وكما قال المناضل والزعيم الإفريقي الكبير "نيلسون مانديلا":
"الظلم يسلب كلاً من الظالم والمظلوم حريته، أنا لستُ حراً حقاً إذا أخذتُ حرية شخصاً آخر؛ المظلوم والظالم على حداً سواء قد جُرِدوا من إنسانيتهم."
المراجع المستخدمة:
1-الأوربيون وتجارة الرقيق بغرب إفريقيا، نورة حسني-مريم سليماني.
2-تاريخ إفريقيا الحديث، حمدنا الله مصطفى.
أحجار الجوع ظهرت في أوروبا، هل يبدأ الجفاف الموعود؟
بقلم – ميرنا محمد
مرشدة سياحية – باحثة فى الآثار المصرية
ما هي هذه الأحجار التي ظهرت بعد جفاف الكثير من الأنهر والبحيرات في أوروبا؟ وأين ظهرت؟
وعلى ماذا تدل أو بماذا تنذر؟ وهل ظهر شيء آخر معها؟
بعد أسابيع من موجة الجفاف الشديد التي شهدتها أوروبا، والتي أدت إلى انخفاض المياه في أنهار القارة وبحيراتها إلى مستويات قياسية
عادت إلى الأذهان مع عودة ظهور ما يطلق عليها اسم "أحجار الجوع" على طول نهر الراين، وهي صخور في مجرى الأنهار لا يمكن رؤيتها إلا عندما تكون مستويات المياه منخفضة للغاية.
وحجر الجو ع نوع من معلم هيدرولوجي شائع في أوروبا الوسطى. وتعتبر أحجار الجوع بمثابة نصب تذكارية وتحذيرات للمجاعة، وقد أقيمت في ألمانيا وفي المستوطنات العرقية الألمانية في جميع أنحاء أوروبا في القرنين الخامس عشر والتاسع عشر.
تاريخ أقدم نقش عُثر عليه في حوض نهر "إلبه" يعود إلى عام 1616، وهو مكتوب باللغة الألمانية وهي: "هونجرشتاينه" (التي تُترجم حرفياً إلى "حجارة الجوع"). دمج هذه الحجارة في نهر أثناء فترات الجفاف لتحديد مستوى المياه كتحذير للأجيال القادمة بأنه سيتعين عليهم تحمل المصاعب المرتبطة بالمجاعة إذا هبطت المياء إلى هذا المستوى مرة أخرى. أحد الأمثلة الشهيرة في نهر إلبه في دتشين، جمهورية التشيك، نقشت فيه عبارات (حرفياً "إذا رأيتني، ابكي") كتحذير.
وهناك نقش على أحد الصخور الأخرى يقول: "ستزدهر الحياة مرة أخرى بمجرد اختفاء هذا الحجر". ونقش آخر: "الشخص الذي رآني ذات مرة، بكى. ومن يراني الآن سيبكي". وفي نقش ثالث مكتوب "إذا رأيت هذا الحجر مرة أخرى، فسوف تبكي. هكذا كانت المياه ضحلة في عام 1417".
ولقد واكتشف عالم الآثار الألماني هوجو أوبرماير الدائرة الحجرية في عام 1926، لكن المنطقة غُمرت في عام 1963 في مشروع تنمية ريفية أثناء حكم فرانشيسكو فرانكو. ومنذ ذلك الحين، لم تُشاهد بالكامل سوى 4 مرات فحسب.وتعرف الدائرة الحجرية رسميا باسم "دولمن أوف جوادالبيرل"
وتشير التحذيرات إلى أن الجفاف يؤثر حالياً على نحو 60% من الأراضي الأوروبية، وفقاً لـ"مرصد الجفاف الأوروبي"، في وقت شهدت الأنهار الرئيسة في ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا انخفاضاً لافتاً في مستوى مياهها.وفي إسبانيا، التي عانت أسوأ موجة جفاف منذ عقود،
بالإضافة إلى ما تقدم، انخفض نهر الدانوب، أحد الأنهار الكبيرة الأخرى في أوروبا، إلى أحد أدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن نتيجة للجفاف، ما كشف عن هياكل أكثر من 20 سفينة حربية ألمانية غرقت خلال الحرب العالمية الثانية بالقرب من ميناء براهوفو الصربي.
إلى ذلك، أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ في المناطق المحيطة بنهر بو. وفي أواخر يوليو تم اكتشاف قنبلة ترجع للحرب العالمية الثانية تزن 450 كيلوغراماً مغمورة في المياه المنخفضة لأطول نهر في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الجفاف، أصبحت في السنوات الأخيرة، واحدة من أبرز علامات تغير المناخ في وسط أوروبا.
ووفقاً لدراسة أجراها فريق من علماء الآثار في جمهورية التشيك في عام 2013، يُمكن قراءة السنوات 1417 و1616 و1707 و1746 و1790 و1800 و1811 و1830 و1842 و1868 و1892 و1893 على الحجر.
وفي الأسابيع الأخيرة، اضطرت دول مثل فرنسا وإسبانيا إلى تقييد استهلاك المياه، علماً أن السلطات اضطرت في أجزاء من كلا البلدين، إلى قطع إمدادات المياه في ظل ظروف معينة.
وأعلنت السلطات الفرنسية في 7 أغسطس أن البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف منذ بدء التسجيلات في عام 1958. وفي ألمانيا، أدى انخفاض منسوب نهر الراين، الذي يتدفق من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال، بالفعل إلى إجبار شركات الشحن على الإبحار بكميات مخفضة من البضائع، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال مسؤولون إنه بسبب ضعف تدفق المياه، انخفضت الطاقة الكهرومائية في الأراضي الأوروبية بمقدار النصف في الشهرين الماضيين كما تعاني اوروبا بالفعل من آثار الحرب في أوكرانيا على إمدادات الطاقة.
تجربة المتاحف الخاصة بالإمارات
د. عصام فرج
استشاري علوم المتاحف ومواقع التراث العالمي
«من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل».
"لن نعيش مئات السنين ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين"
"المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، المستقبل لا يُنتظر، المستقبل يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم"
مقدمة
قمت بزيارة العديد من المتاحف الخاصة في الإمارات سواء زيارات فعلية للمتحف أو زيارات افتراضية، وكذلك قدمنا من خلال فترة عملي السابقة كمدير لآيكو م الإمارات العديد من الفعاليات والندوات والزيارات الافتراضية في متاحف الإمارات بوجه خاص ومتاحف دولية وعربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) وكذلك وسط وجنوب افريقيا وشرق آسيا ومن أبرزها كان الاحتفالية التي استمرت مايقرب من تسع ساعات يومي 18 و19 مايو احتفالاً بيوم المتاحف العالمي2021 وغيرها من الفعاليات فيما بعد خلال العام الحالي 2022 وحتى الآن.
وقد جذبني لأعداد هذا المقال عاملان رئيسان:
أولاهما النشاط المائز والمجهود الملفت شديد الاحترافية من أسرة مجلة كاسل الحضارة ومجتمع المتاحف والتراث فيها
وثانيهما هو ثاني اثنين إذ هما في فؤادي: عشقي للتراث الإنساني بشكل عام وتراثنا العربي على وجه الخصوص.
ومن خلال هذه الزيارات والفاعليات أثار فضولي وشغفي الرؤية والشغف الموحدين لأصحاب ومؤسسي المتاحف الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة
وهذا الشغف الموحد تمثل في إبراز الجميع بلا استثناء السبب الأوحد الذي دفعهم لإنشاء متاحفهم والعمل على استثمار أعمارهم وأموالهم ومدخراتهم في مجموعاتهم ومتاحفهم الخاصة ألا وهو:
علمنا زايد:
"من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل»..
مقولة ذكرها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل عشرات السنين ليخلدها التاريخ، وتصبح نبراساً يضيء درب الكثيرين في حفظ تاريخ وتراث الأجداد عبر أساليب ووسائل متنوعة، لعلّ من أبرزها المتاحف.
فما من أحد بدأ معي الحديث عن متحفه وشغفه الفطري أحيانا والموروث والمكتسب أحيانا أخرى إلا وقال لي هذه المقولة الذهبية، والتي اعتنقها أنا شخصيا منذ نعومة أظافري
فكنت دوما أقول: " أن التراث هو جذر سدرة المستقبل ورعايتنا للتراث بمثابة الاهتمام بها حتى تثمر لأجيالنا ثماراً بعصير هويتنا وطعم أصالة تاريخنا"
فإن المتاحف هي خازن أسرار الماضي، والقائمين عليها هم حماة التراث
وكانت هي نتاج الرؤية المستقبلية والبصيرة النافذة للشيخ زايد، طيب الله ثراه، والذي كان من أولوياته الاهتمام بتراث وتاريخ الدولة، ولذلك من الطبيعي أن يقوم بإنشاء المتاحف بمختلف أشكالها لأنها الحامي الحقيقي للتراث وأفضل وسيلة لحفظه عبر الزمن.
وذلك الاهتمام الذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي، تجسد في حملات للتنقيب عن الآثار مع فريق دنماركي في جزيرة أم النار، حيث رافقهم بنفسه خالد الذكر الشيخ زايد رحمه الله في جولات تنقيبية في أماكن أخرى عديدة بمدينة العين وغيرها، حيث امتلك زايد رؤية بعيدة في هذا المجال عمل على تطبيقها حين تولى الحكم في إمارة أبو ظبي عام 1966، وعمل على إظهار جذور الإنسان الإماراتي الممتدة على هذه الأرض منذ قرون بعيدة.
فقد كانت كلمة الشيخ زايد بمثابة المنهاج والنبراس الذي سار عليه الجميع في جهودهم لحفظ التراث عبر المتاحف وغيرها من الأساليب
وقد كانت زيارته لمتحف اللوفر في فرنسا في سبعينيات القرن الماضي، النواة الحقيقة وحجر الأساس لإنشاء متحف اللوفر أبو ظبي.
ومن حب ووعشق الشيخ زايد واهتمامه بالتراث ، ولفرط محبة شعب الإمارات خصوصا لذلك الرجل القريب من القلب ذو الأصالة البدوية والجذور الممتدة بوصال المحبة لدي كل العرب انتقل حب التراث والحفاظ عليه لدي كل مواطن بالدولة وأخذوا يتسابقون فيما بينهم في جمع واقتناء الخيرات ليس فقط من الإمارات ولا حتى الخليج إنما أيضاً من العالم العربي والإسلامي وكذلك العالم أجمع.
فأصبحت المتاحف الخاصة بالإمارات شاهداً على العصر وخزانة لتاريخ البشرية بوجه عام والإمارات على وجه الخصوص.
وقد كان
فقد بلورت الكلمات "الزايدية" نهجاً لدى كل إماراتي في حب ماضيه والاعتزاز به، وربط في قلوبهم المستقبل بالماضي والحاضر
فكانت الانطلاقة لإنشاء مجموعة من المتاحف الخاصة ، والتي أعتبرها شخصياً ظاهرة تستحق الدراسة بعمق ومزيد من البحث حيث قلما أن تنتشر بهذا الشكل بين شعوب العالم، حرصاً من أبناء زايد على ما تركه الأجداد.
إن المتاحف الخاصة في الإمارات قصة لا تزال تروي فصولها من جيل إلى آخر ولا تزال تسرد وتخط المزيد والمزيد من الفصول في ملحمة ثقافية تحتفي بتراث الأجداد فهي عنوان أصيل لمشروع إحياء التراث يبحث أصحابها في أغوار الحياة، عن كل نادر وثمين.
إن أصحاب هذه المتاحف أصحاب قلوب متعلقة بالتراث والأصالة، بذلوا جهودا كبيرة ليوثقوا كل ما استطاعوا الحصول عليه من مقتنيات ووثائق تجمع في بوتقة ثقافية كلا من التراث المادي واللامادي ليس فقط بالإمارات إنما بالعالم، ومن خلال جهود فردية واستثمار لأعمارهم ومدخراتهم
نماذج لتجارب المتاحف الخاصة بالإمارات:
تجربة سعادة أحمد عبيد المنصوري
لقد تنوعت المتاحف الخاصة بالإمارات من المقتنيات التي تعبر عن ثقافة التسامح الراسخة في قلوب الإماراتيين وتقبلهم للاختلاف وتعايشهم مع الآخر والتي تمثلت بجلاء واحترافية وحيادية مطلقة في مجموعة متاحف سعادة أحمد المنصوري (متحف معبر الحضارات – متحف الأسلحة – ومتحف المخطوطات والكتب القديمة) والذي سوف يتحدث عنهم وعن تجربته في محاضرته الخاصة إنما الشاهد نقول أن هذه المتاحف الثلاث أبرزت الشغف الخاص والأصيل لعشق التراث لدي المنصوري وأظهرت شجاعته في إبراز ثقافة التسامح والتعايش سبيلاً للسلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) وفي العديد من الحوارات واللقاءات مع مؤسس هذه المتاحف المائزة ظهر لي ثقافته الشاملة وأخلاقه الدمثة والعديد من الصفات التي تعد بالفعل تجسيدا لأخلاقيات المتاحف خاصة وأخلاقيات الحياة النبيلة بوجه عام.
وذلك قد أبرزه المنصوري من خلال رؤيته الفريدة لمتاحفه:
"جمع الشعوب معاً من خلال إبراز العلاقات التاريخية الإيجابية"
وهو يسعى جاهدا من خلال متاحفه والفاعليات الخاصة به لإبراز وتحقيق هذه الرؤية.
وتتجلى مهمته المتحفية من خلال مهمة المتحف التي لخص فيها فلسفاته وخبراته وشغفه بإحلال السلام متخذاً عشقه للتراث سبيلاً لتحقيق ذلك:
"وإذ نؤكد على أهمية القيم العالمية مثل التسامح والاحترام، من خلال إظهار الأدوار الأساسية التي تؤديها هذه القيم في ازدهار البشرية وتقدمها."
والجدير بالذكر أن المتحف يحتوي على النوادر والدرر التي لم أجدها بغيرها من المتاحف الخاصة، حيث أنه يمتلك في ثنايا متاحفه 10آلاف وثيقة تاريخية ومخطوطة ونحو 8 آلاف صورة قديمة و 1500 قطعة فنية ونحو 6000 عملة معدنية تاريخية إضافة إلى العديد من القطع والمقتنيات التي تمثل تمازجاً حضارياً بين الشعوب، وقطع تعود إلى ما قبل الميلاد، وأسلحة قديمة وعملات ومواد فنية قيمة، حيث يؤكد أنه حين يقتني قطعة فهو يهدف من ذلك المساهمة في المحافظة على الإرث الإنساني ومن ثم الاحتفاء بميراث وطنه العريق.
هي تجربة من تجارب إنشاء المتاحف الخاصة بالإمارات إن وقفنا عندها برهة لاستفدنا وتعلمنا منهجيات إنشاء متحف متكامل وفنون الإدارة والقيادة الإبداعية والاستراتيجية بعالم المتاحف والتي ستكون حالة دراسية ضمن دورة القيادة الإبداعية للمتاحف التي نقدمها لمجتمع المتاحف العربي والعالمي باللغة العربية في القريب العاجل
تجربة متحف معالي الدكتور عبيد الكتبي
وينتقل هذا التنوع الفريد للمتاحف الخاصة في الإمارات إلى نوع جديد وفريد من المتاحف التي أطلقت عليها مصطلح "متاحف الإرث الشخصي “ Private Legacy Museums”
والتي تعبر عن شخصية صاحبها وتاريخه وفلسفته الخاصة بالحياة مثلما في متحف سعادة الدكتور عبيد الكتبي والذي أطلق عليه بفخر منقطع النظير متحف 1185 وهو رقمه العسكري الذي يحمله وساما على صدره والذي قال عن متحفه:
"تظهر هذه المقتنيات رحلة إنجازات شخصية للفرد نتيجة دعم دولة الإمارات العربية المتحدة واستثمارها في مواطنيها"
ويحدد رؤيته الخاصة في هذا المتحف في كلمات عبرت عن صدق رسالته وفلسفته:
"إلهام الأشخاص لتحقيق النجاحات المستمرة في الحياة المهنية والتعليم و الصحة و نمط الحياة. وتعزيز ثقافة القوة والانضباط والإخلاص للواجب والإيمان."
وأبرز مهمته الحياتية من خلال مهمة متحف 1185 :
"المشاركة بالمعرفة والمعلومات و تحفيز و تشجيع و تثقيف الشباب و الآخرين من خلال الدروس المستفادة في الحياة"
ولم يكتف بذلك بل عبر وأفصح عن غايته الأصيلة من إنشاء متحف 1185 :
"المقتنيات الشخصية هي أصول ثقافية مذهلة وقادرة على تثقيف العقول. وتظهر مكاسب الفرد على المستوى الشخصي وتعرض هذه المجموعة مقتنيات تعليمية ملهمة ومثيرة للفكر و عند التفكير في المقتنيات المعروضة لدينا ستجد فيها القصص العريقة التي يرويها كل عنصر وما يمكننا تعلمه منها"
وحينما ذكرت له نبذة عن أخلاقيات العمل المتحفي وأخلاقيات الاقتناء حيث أن معظم هذه القطع قد أهديت له بحكم مناصبه التي تولاه ممثلا لدولة الإمارات قال لي في شغف ودون تردد:
(أنت ومالك لأبيك) قد بينت ذلك في تقديمي للمتحف :
("تظهر هذه المقتنيات رحلة إنجازات شخصية للفرد نتيجة دعم دولة الإمارات العربية المتحدة واستثمارها في مواطنيها")
في واحدة من التجارب التي تعبر عن انتماء الفرد للأمة واخلاصه الفريد لها.
تجربة تستحق الوقوف عندها طويلاً لنتعلم منها مباديء التفاني والإخلاص وفطرية استشراف المستقبل.
تجربة السيدة شيخة النعيمي "أم صقر"
إن متحف شيخة النعيمي الملقبة «بأم صقر» في رأس الخيمة يأخذ طابعه الخاص لكونها منذ نحو ثلاثين عاماً وهي تجمع كل ما يؤرخ للوطن ويرسم صورة صادقة عن حياة الأجداد ولها إصدار يحمل عنواناً شفيفاً «حكايات الماضي تلتحم بقلبي» وهو كتاب يتناول تفاصيل كثيرة من الحياة القديمة للآباء والأجداد في حلهم وترحالهم وطريقة بناء بيوتهم ومجالسهم وكل ما يتعلق بهم في كثير من أمور المعيشة، وتشير "أم صقر" إلى أنها أطلقت على متحفها الشخصي «الرواق التراثي لأم صقر» وهو يحتوي على فخاريات نادرة متعددة الأشكال والأغراض يرجع تاريخها إلى نحو 100 عام
تجربة السيدة فاطمة أحمد عبيد المغني
متحف خاص بمنطقة خورفكان توضح فيه تجربتها مع جمع المقتنيات القديمة منذ أن أودعها جدها وهي طفلة بندقيته قبل أن يفارق الحياة بساعات فشكل عظم الأمانة دافعا لديها للاهتمام بكل مقتنيات وآثار الأجداد وصار المتحف لها ملاذها الروحي وبساطها الطائر الذي تعرض عبره التراث الوطني في مختلف المحافل والمهرجانات ولدى مختلف الدول والشعوب.
تجربة ثرية لسعادة عبد الله راشد الكعبي
الذي فتح جزءاً كبيراً من بيته للزوار في العين وتحديداً في منطقة نعمة من أجل الإطلاع على مقتنياته التراثية الغزيرة، مهتم جداً بكل ما يحافظ على تاريخ وهوية الدولة وكل ما من شأنه أن يوثق لمرحلة عمرية معينة، مؤكداً أنه يحرص على التجول في الأسواق وبيوت الأصدقاء والأقارب بحثاً عن أي قطعة تؤرخ للوطن والأحداث التي مر بها في فترات سابقة. ويذكر الكعبي أنه سعيد بتجربته الثرية في مجال جمع المقتنيات، ومن ثم السفر إلى الخارج من أجل البحث عن مقتنيات تخص مرحلة تاريخية من حياة الأجداد لشرائها مبيناً أنه حين يصدر قانون ينظم العلاقة بين المتاحف الخاصة ومؤسسات الدولة المهنية بالتراث والآثار فسيبادر إلى تسجيل ما لديه من مقتنيات نادرة.
تجربة سعادة الدكتورة رفيعة غباش «متحف المرأة - بيت البنات»
إن تجربة هذا المتحف خصوصاً تعد تجربة خاصة لي ولا أبالغ إن قلت إنه ستكون تجربة خاصة كذلك لكل من يزور هذا المتحف شريطة أن تكون الدكتورة رفيعة بنفسها هي التي تشرح وتقود الزيارة. في حالة خاصة من العبور والسفر في الزمن تأخذنا رفيعة غباش في رحلة ماتعة ليس فقط في متحفها إنما في ذاتها التي هي أعتبرها مجمع تاريخ المرأة الإماراتية فلا يكفي أن تزور المتحف وحدك – قطعا ستستمع – إنما في سردها ونبرة صوتها التي تفيض بالصدق وكبرياء المرأة العربية وشموخها وأصالتها ستجد متاعاً اخر، حيث تؤكد أن فكرة المتحف «نمت من إحساسٍ كبر معي وظل يرافقني كلما قمت بزيارة منطقة سوق الذهب، التي ترعرعت ونشأت فيها، تجسد بوضوح في ضرورة إنشاء مشروع يعيد الحياة لهذه المنطقة، حتى جاءت فكرة المتحف»، وأوضحت غباش أن المتحف الذي كان لجهود صديقتها وزيرة الثقافة البحرينية، الشيخة مي آل خليفة، الحثيثة في حفظ التراث، تأثير معنوي كبير في تأسيسه، بني بمبدأ «التجربة والخطأ بمعاونة مجموعة من الأهل والأصدقاء لا على أيدي متخصصين في تأسيس المتاحف». ونوهت بـ«التعاون السخي لأفراد المجتمع الإماراتي، وفي مقدمته مجموعة واسعة من المواطنات اللاتي لم يترددن في تزويد المتحف بمقتنياتهن النفيسة، التي أثرت معروضاته النسائية المنوعة". وفي لقاء خاص معها وجدتني أقول بشغف وصدق بائنين: "هؤلاء النسوة لست أنت من اخترتهن إنما هن اللائي اخترنك ليكونن ركيزة أصيلة لمتحف المرأة"
والمثير للتقدير أن المتحف قد لعب، رغم عمره الزمني القصير، أدوراً كبيرة، لعل أبرزها «التأثير الإيجابي في المنطقة المكتظة بالمحال التي لم يكن يعيرها أصحابها الاهتمام، وتحويل التراث إلى فن راقٍ بصور مختلفة كالتشكيل، هذا إلى جانب تبديد الصورة النمطية غير المحقة عن المرأة الإماراتية وإبراز الإبداع الفكري لها».
وتذكر دكتورة رفيعة أن إقامتها في البحرين على مدار 8 سنوات ومتابعتها لمشروعات الشيخة مي ألهمها لتحقيق الفكرة التي كانت تراودها على مدى سنوات"
تجربة متحف التربة
يعود تاريخ المتحف إلى 19 مايو 2010 عندما أوصى كبير علماء التربة في إكبا الدكتور شبير شاهد بصفته رئيس لجنة التوصيات للمؤتمر الدولي لتصنيف التربة واستصلاح الأراضي المتدهورة في البيئات القاحلة ، الذي عقد في أبو ظبي ، بتأسيسه. من متحف التربة ، الذي وافق عليه المشاركون بالإجماع. وقد تم تنظيم المؤتمر بالاشتراك بين هيئة البيئة - أبوظبي وإكبا تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بأبوظبي ، ورئيس هيئة البيئة - أبوظبي.
كما وافق مجلس إدارة إكبا على ذلك ، وتم اختيار موقع ، وبدأ العمل فيه.
في عام 2016 ، رعى صندوق أبوظبي للتنمية المتحف من خلال تقديم منحة لتبني التكنولوجيا وتحسين المعروضات الداخلية والخارجية.
تم افتتاح متحف الإمارات للتربة رسمياً في 8 ديسمبر 2016. منذ إطلاقه ، استفاد من المتحف الطلاب والباحثين والمهنيين والعلماء وعلماء البيئة وصناع القرار والسياسات ومخططي استخدام الأراضي في السعي المشترك لتحقيق التنمية الوطنية المستدامة.
خلال مرحلة تصميم المتحف، اهتم المركز بتضمين وحدات تعليمية مختلفة عن التربة تلبي حاجات ومتطلبات شريحة واسعة من الزوار من أطفال المدارس إلى طلاب الجامعات والباحثين والمهنيين وكذلك العلماء وخبراء البيئة والمتعهدين وناهيك عن خبراء تخطيط الأراضي وأصحاب الشأن وصناع السياسات. ويهدف التصميم إلى جعل المتحف مكاناً يزود طالبي المعرفة بالمعلومات المطلوبة عن التربة ويعزز الوعي بقيمتها وأهمية المحافظة عليهاللحصول على خدمات مستدامة وحماية البيئة. علاوة على ذلك، سيتم إدخال تقانات رقمية جديدة ووحدات للتعلم التفاعلي وابتكار عروض داخل المتحف لاستقطاب الزوار بطريقة تعليمية ممتعة.
ينقسم متحف التربة،الذي يقع في المقر الرئيسي لإكبا في مدينة دبي الأكاديمية، إلى أقسام متعددة يؤدي كل منها غرضاً معيناً ويعرض تنوع المشهد الطبيعي والتربة؛ والتربة والبيئة ؛والتربة وتغير المناخ؛ التربة والتصحر.
يشتمل موقع العرض الرئيسي على مقدمة حول مكونات وأهمية علم التربة ومبادئه وتاريخه، كما يوضح فيه ألوان التربة وبنيتها وتركيبها، إلى جانب التربة الزراعية، والأسمدة الكيماوية والعضوية،والموارد المعدنية الساحلية، وعلامات الاحتباس الحراري،فضلاً عن كيفية تشكيل التربة والصخور للمعادن والفخار.
ويعرض قسم نماذج التربة أنواع التربة الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة ويظهر تمثيلاً لطبقات التربة ويقارن بينها داخل صالة مغلقة، كما يوضح في الوقت عينه ملاءمة التربة للزراعة المروية.
يمثل تعدد ألوان التربة في دولة الإمارات الألوان الطبيعية المختلفة للرمال اعتماداً على تركيبتها الفريدة الموضحة في "مطياف ألوان الرمال السبعة" الذي يلغي بدوره تصنيف كل إمارة حسب لون معين. وقد أدى الاكتشاف العالمي لتربة الأنهيدريت للمرة الأولى في دولة الإمارات إلى إدخال تصنيف التربة المحلية في النظام الأمريكي لتصنيف التربة، وكذلك شرح كيفية تشكل المعادن واستقرارها في الظروف الجافة.ويُكرس قسم الصخور والمعادن لتوضيح الخصائص الجيولوجية للصخور والمعادن المكتشفة في المناطق الجبلية من دولة الإمارات.
يوفر قسم محاكاة الكثبان الرملية للزوار الاستمتاع بتجربة حركة الرمال من خلال حركات متموجة في الصحراء لتشكيل الكثبان. أما وحدة محاكاة ترشيح المياه فتمثل عرضاً توضيحياً فريداً آخر، حيث تبين للزوار مفهوم الترشيح السريع للمياه في التربة الرملية وبالتالي الحاجة إلى تطوير خصائص التربة لتحقيق استخدام أكثر كفاءة للمياه والمغذيات.
يقدم معرض الأدوات الأساسية لاختبار التربة معرفة عملية حول الأدوات والمعدات الأساسية لاختبار التربة (اليدوية منها والرقمية) المستخدمة في اختبار التربة في مواقعها الطبيعية بما في ذلك الحفر اللولبي والتقطيع وأخذ العينات والاختبار وغيرها.
كما يشتمل المتحف على نظام الكتروني لمعلومات التربة في دولة الإمارات العربية المتحدة وعروض فيديو ومكتبة متخصصة في علم التربة تحوي كتباَ وخرائط مصورة متعددة ومؤلفات حول التربة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية (البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات). وبالإضافة إلى ذلك تتوافر معلومات مفصلة تتضمن خرائط وملخصات بيانية وبوابة ولوج إلى قاعدة بيانات عن موارد المياه من خلال النظام الالكتروني لمعلومات التربة.
نظام معلومات التربة في دولة الإمارات العربية المتحدة هو تطبيق إلكتروني آمن متصل بالشبكة ومرتبط بنظام المعلومات الجغرافية، يسمح للمستخدمين بتخزين واسترجاع وعرض المعلومات المتعلقة بالتربة والبيانات المرتبطة بها من خلال واجهة عرض سهلة الاستخدام.
تجربة نادرة ومثمرة ليس فقط للإمارات إنما للبشرية جمعاً
تجربة السيد مطر المسافري
استشهاد شقيقه الأصغر «راشد» نقطة فاصلة في تحويل هواية المواطن مطر محمد المسافري، قريته التراثية الشعبية في منطقة سهيلة برأس الخيمة إلى متحف لتوثيق انتصارات عاصفة الحزم ودور القيادة الرشيدة وأبناء القوات المسلحة البواسل الذين وهبوا أرواحهم للوقوف بجانب الشعب اليمني الشقيق.
وجد المسافري في معركة عاصفة الحزم ميداناً جديداً لخدمة وطنه بعد تقاعده من القوات المسلحة، وترصيع قريته التراثية التي بدأ جمع مقتنياتها منذ 40 عاماً، من خلال التوثيق اليومي لمعركة الشرف والدفاع عن المنطقة العربية داخل المجلدات التي ملأت أركان القرية ليخصص بعدها جناحين داخل منزل العائلة يستعرض خلالهما الزي العسكري لشقيقة الشهيد وعلم الدولة الذي توشح جثمانه الطاهر به خلال تشييع جنازته وملابسه العسكرية داخل خزانة خاصة لتنضم إلى الزي العسكري الخاص بالشهيد عبيد الشامسي.
ضيق المساحة داخل مسكن العائلة بقرية المسافري تمثل أبرز التحديات للمواطن مطر المسافري في استكمال مشروع التوثيق، مؤكداً أنه لا يمانع من تسليم كامل مقتنيات المتحف والخاصة بعاصفة الحزم لأية جهة تتولى تقديمها بشكل أفضل، بعدما بلغت أكثر من 500 برواز و20 مجلداً من الحجم الكبير، لتفتخر العائلة بتلك الجهود الوطنية كأحد الأوسمة التي تزين المنزل.
تحديات كثيرة تواجه المسافري خلال توثيق وجمع المقتنيات التي تتخطى آلاف القطع التراثية والتاريخية ودفع مقابلها مبالغ مالية طائلة إلى أن تكدست داخل خيمة القرية التراثية، حيث تدفعه هوايته إلى البحث اليومي عن المقتنيات التي يعرضها التجار والمهتمون بالتراث الإماراتي.
ومن المتاحف الخاصة التي تستحق الدعم والمساندة والتأييد متحف الدكتور أحمد الخوري حتى لا تضيع ثروة الأوطان ونخسر مجهود أعمارهم هباءًا منثورا.
فعلينا أن نعمل جاهدين لتحقيق العديد من التوصيات اللازمة لاستمرار هذه المتاحف ومن أهمها:
صدور قانون المتاحف والذي يشمل في مظلته المتاحف الحكومية والخاصة سواءًا بسواء وهو تشريع يضمن تأهيل كافة المتاحف للمستوى العالمي المطلوب فلن نترك أحداً دون دعم لازم وهذا واجبنا.
- صدور قانون حفظ وصيانة الآثار والمقتنيات التراثية هو في حد ذاته تشريع يسهل على الجميع عملية تسجيل الموروث الشعبي الذي بدوره يحفظ للأجيال ميراثهم الحضاري والتاريخي.
- استمرار ودعم البحث العلمي للوقوف على أهمية وأصالة كل قطعة من مقتنيات أصحاب المتاحف الخاصة.
- إصدارات توعوية للتعريف بالمتاحف الخاصة ودورها الفعال في حفظ تاريخ البشرية.
- بذل مزيد من الجهد على الصعيد التوعوي لتغيير فكر وثقافة الناس حول العمل المتحفي، خاصة أن البعض مازال ينظر للمتاحف على أنها مستودعات للقطع الأثرية، وأن زيارتها لا يضيف له أو لأبنائه شيئاً
- تعريف الزوار بماضي وتاريخ الدولة والمنطقة من خلال البرامج التفاعلية والورش التي يجب إعدادها وتنفيذها لرواد هذه المتاحف، والمعارض التي يتوجب إقامتها سواء افتراضياً أو على أرض الواقع في المدارس والجامعات والأماكن العامة، وعلى هامش المؤتمرات والفعاليات التي تستضيفها الدولة والمؤسسات.
- استغلال التقنيات الحديثة داخل المتاحف مثل المرشد الإلكتروني متعدد اللغات، الذي من خلاله يستطيع الزائر التعرف إلى أجزاء المتحف وتاريخه، إضافة إلى ما يحتويه من مقتنيات وتقنيات الواقع المعزز
- خروج القائمون على المتاحف للناس في أماكن تواجدهم، وإقامة معارض صغيرة تجذب الزوار وتدفعهم إلى جعل المتحف جزءاً من برنامج الترفيه .
- أنشطة متحفية خارج جدران المتحف لجذب الزوار
- دعم المتاحف الخاصة لإنشاء المواقع الإلكترونية، والبرامج التي يتفاعل معها الزائر والتي يمكن له من خلال الإنترنت التعرف إلى نشأة وتاريخ المتحف والأنشطة التي يقدمها وهو في مكانه .
- التواصل مع الجهات الإدارية المختلفة لوضع نظام إداري وقانوني لترخيص وتسجيل المتاحف الخاصة حماية لها ولأصحابها وللمقتنيات ودعم جهود إنشاء جمعية أهلية لأصحاب المتاحف الخاصة ووضع نظام أساسي يضمن عملها بشكل يخدم قضية التراث في الدولة
- استخدام علم وتقنيات "القصص" Storytelling" لسرد المعلومات الخاصة بالمتحف ومقتنياته والذي سيكون موضوع المقال القادم إن شاء الله
مسجد الطباخ
بقلم :طه رجب عبد العزيز
عضو مبادرة حراس التراث والحضارة ومنسق المبادرة بمحافظة بني سويف
بمجرد خروجك من محطة مترو محمد نجيب في محافظة القاهرة نري مسجداً صغيراً رائعاً ربما لا يعرفه الكثير هو مسجد الطباخ.
وبرغم بساطة بنائه وصِغر مساحه المسجد إلا أنه يحمل من ورائه تاريخا طويلا غاية في الأهمية.
ويعد مسجد الطباخ واحد من أقدم المساجد المملوكية ويقع فى شارع الصنافيرى بعابدين وعرف الشارع بهذا الاسم نسبة لوجود ضريح الشيخ إسماعيل الصنافيرى وكان الشارع يعرف قبل دفن الشيخ باسم شارع باب اللوق.
ويقول المقريزى" إن جامع الطباخ مسجد قديم أنشأه الأمير جمال الدين آقوش وجدده الحاج على الطباخ، وكان الأمير جمال الدين آقوش يتولى نيابة الكرك فى عهد السلطان الناصر محمد، وكان السلطان يثق به ويطمئن إليه ولذلك فإنه عندما فكر فى ترك السلطنة لبيبرس جاشنكير لم يجد غير الكرك للاعتكاف بها ومن هناك أرسل خطاب تخليه عن كرسى السلطنة.
وقام الأمير جمال الدين آقوش ببناء مجموعة من العمائر منها مستشفى بحى الصاغة، وجامع فى ميدان اللوق الذى عرف فيما بعد بجامع الطباخ، من ماله الخاص.
ونتيجة لسوء العلاقة بين السلطان محمد بن قلاون وبين الأمير جمال الدين آقوش فى آخر أيامه، وذلك نتيجة للوشايات والوقيعة التى كان يدس بها حساده مما جعل السلطان يأمر بزجه فى سجن الإسكندرية حيث توفى عام 736 هـ.
ولما تهدم مسجد الأمير آقوش جدد بناءه الحاج علي الطباخ الذي كان يعمل طباخاً لدي قصر السلطان محمد بن قلاون وقد نشأ علي الطباخ بمصر وخدم الملك الناصر محمد مدة عزلة عن السلطنه في مدينه الكرك فلما قدم الي مصر جعله خوان سلار "أي المشرف علي مائدة السلطان "وسلمة المطبخ السلطاني .
ويقص علينا المقريزى في كتابة الخطط والاثار قصة تبين مقدار ما كان يحصل عليه الطباخ من الاتعاب العينية وكيف يتصرف فيها ويفعل بها فيقول "اتفق له في عرس ابن بكتمر الساقي علي ابنة الأمير تنكز نائب الشام ؛إن السلطان الملك الناصر استدعاه آخر النهار الذي كان يعمل فيه في العرس المذكور وقال له "يا حاج علي اعمل لي الساعه أونا من طعام الفلاحين وهو خروف رميس يكون ملهوجا ،فولي الحاج علي ووجهه معبس فصاح به السلطان ويلك مالك معبس الوجه فقال :كيف ما أعبس وقد حرمتني الساعة عشرين ألف درهم نقرة "أي فضة جيدة" فسأله السلطان :كيف حرمتك؛ قال:قد تجمع عندي رءوس غنم وبقر وأكارع وكروش وأعضاء وسقط دجاج وأوز وغير ذلك مما سرقتة من العرس وأريد أن أقعد أبيعه وقد قلت لي أطبخ وقبل أن أفرغ من الطبيخ يتلف الجميع فتبسم السلطان وقال له :رح أطبخ وضمان الذي ذكر علي ،وأمر بإحضار والي القاهرة ووالي مصر فلما حضرا ألزمهما بطلب أرباب الزفر إلى القلعة وتفرقة ما ناب الطباخ من العرس عليهم واستخراج ثمنه"ويستمر المقريزى في سرد تفاصيل القصه حتي ينتهي الي الثمن الذي بيع به ما أخذه الطباخ من العرس "فيقول فللحال حضر المذكورون وبيع عليهم ذلك بمبلغ ثلاثة وعشرين الف درهم نقرة"ويعقب المقريزي علي ذلك فيقول "وهذا عرس واحد من ألوف الاعراس مع الذي كان له من المعاليم والجرايات ومنافع المطبخ"
اما عن راتبه في قصر السلطان فيذكر ابن إياس فيقول "يقال ان الحاج علي الطباخ كان يتحصل له من المطبخ السلطاني في كل يوم علي الدوام والاستمرار مبلغ "خمسمائة درهم نقرة"
واستمر علي الطباخ في خدمة أولاد الناصر محمد بعد وفاته فخدم المنصور أبا بكر والملك الأشرف والملك الناصر احمد والملك الصالح اسماعيل أما الملك الكامل شعبان فقد نقم عليه وعلي ولده احمد لكثرة الوشاية بهما فصادر أملاكه في سنة٧٤٦ هجريا وأخذ منه مالا كثيراً وهنا يقول المقريزي ومما وجد له خمس وعشرون داراً مشرفة علي النيل وغيره فغرقت حواشي "اي حاشية " الملك الكامل أملاكه فأخذت ام السلطان ملكه الذي كان علي البحر "أي النيل " وكانت داراً عظيمة جداً واخذت انقاض داره الي بالمحمودية بالقاهرة واقيم بدلا منه طباخ اخر بالمطبخ السلطاني وضرب ابنه أحمد .
وقد جاء في المقريزي أن علي الطباخ جدد جامع آقوش إذ لم يكن له وقف فقام بمصالحة من مالة ثم أوقف عليه أوقافا كثيرة صودرت مع باقي أملاكة
ويضيف علي مبارك في وصف الجامع القديم فيقول "وبه منبر وخطبة وله منارة وشعائر مقامة الي الغايه من جهة الديوان "أي ديوان الاوقاف"
والجامع الموجود حاليا بشارع الصنافيري أقيم مكان الجامع القديم فقد أزالت وزارة الأوقاف الجامع القديم سنه ١٣٥٠هجريا وانشأت مكانه مسجداً جديداً
وتم بناء المسجد بالطوب الأحمر وله باب رئيسي واحد يفتح على ميدان "محمد فريد"
ويتكون المسجد الحالي من شكل غير منتظم الاضلاع يتوسطه اربع دعائم كبيرة ويقوم عليها سقف خشبي منقوش بالزخارف النباتيه الجميلة ويعلو الدعائم الاربع رقبه مثمنة بها ثماني نوافذ يعلوها قبة ضحلة .
واضلاع المسجد المتعددة تحتوي علي فتحات مملوءة بالزجاج المعشق وهذه الفتحات تكون كل ثلاث منها نافذة قنديلية الشكل وبالمسجد منبر خشبي جميل مصنوع بطريقه الحشوات المجمعة ومطعم بالصدف والعاج وبة دكة المبلغ وأخري للقارئ من الخشب الخرط الجميل .
المراجع والمصادر :
-المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار – الخطط المقريزية-الجزء الرابع .
-أولياء الله الصالحون -سعاد ماهر-الجزء الثالث .