بقلم - هدى سلامه عبد الحميد عبود
باحثة ماجستير بكلية الآثار- جامعة الفيوم
يُعد التراث الثقافى غير المادى( غير الملموس) وهو ما يتمثل في جميع الموارد الثقافية والمعارف والإبتكارات وممارسات المجتمعات ويتكون أيضاً من عادات الناس وتقاليدهم، مايعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً بعد جيل، جزءً من الذاكرة الشعبية والوطنية والإنسانية ينبغى للمعنيين فى كل بلد الاهتمام به وتوثيقه وحمايته من الضياع والنسيان,لاسيما أنه تراث روحى أومعنوى يؤدى إهماله أو التهاون فى حفظه إلى جعله كذارت تنثرها ريح الزمن حتى تختفى, وبذلك ينسى تدريجيا وقد يجئ زمن لا يذكر عنه شيئا كأنه لم يكن يوما ويفقد بذلك خصوصيته وهويته التراثيه نظراً لغياب شرط التناقل جيل بعد جيل.
لقد شهدت مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين إرهاصة نوعية تمثلت في إنشاء مايعُرف بالمتاحف الاثنوغرافيه وهي المتاحف التي تتطرق الى الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي مثل العادات والتقاليد،الحرف التقليدية وغيرها،ويُعتبرمُتحف النوبة في أسوان نموذج أفضل للمتاحف الاثنوغرافية في مصر والوطن العربي؛ حيث يضم مجموعات متنوعة من المقتنيات التي تُعطي صورة متكاملة عن الحياة النوبية في سياق الحضارة المصرية عبرالعصور المختلفة، ويستعرض المُتحف أهم العادات والتقاليد واللغة النوبية، وتحاول هذه الدراسة عرض الدور الهام التي تلعبه المتاحف الاثنوغرافية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وذلك من خلال دراسة تطبيقية على مُتحف النوبة في اسوان. حيث تبتغي الدراسة مناقشة كيفية تقديم التراث النوبي والحياة النوبية من خلال عملية العرض المتحفي في مُتحف النوبة.
جاء ذلك فى بحثى حول دور المتاحف الاثنوغرافية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي تطبيقا على متحف النوبة، الذى قدمته ضمن فعاليات المؤتمر الدولى الأول في مجال التراث اللامادى والذى عقد بمركز الآثار بالمعهد الثقافى الايطالى بالقاهرة بالشراكة مع مؤسسة مصر المستقبل في الفترة من 5-7 يوليو 2022، وهو أول المؤتمرات الدولية العلمية المتخصصة في التراث غير المادي المصري والوطن العربي، بالتعاون مع عدة مؤسسات وهيئات متخصصة في الحفاظ على التراث الثقافي ومن بينها مؤسسة مصر المستقبل للتنمية والابتكار والمعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة.
تضمن البحث المشارك بالمؤتمر إطلاله حول دور المتاحف الاثنوغرافية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي تطبيقا على متحف النوبة وتطرق إلى دور المتحف في الحفاظ التراث الانساني بنوعية وتحدث عن التراث الثقافي غير المادي المتمثل في العادات والتقاليد وافكار الناس والطقوس والاحتفالات وأهمية حماية هذا النوع من التراث الغير ملموس (الروحي) والحفاظ علية من الاندثار ، مستشهدة بمتحف النوبة في محافظة اسوان، وكيف استخدم متحف النوبة افضل أساليب العرض المتحفي في تقديم التراث النوبي واهم سمات الحياة النوبية وكيفية الحفاظ عليها ،حيث قدم المتحف مظاهر الحياة في المجتمع النوبي واللغة النوبية واهم ممارسات المجتمع النوبي
وقد أشاد المشاركون بفعاليات المؤتمر بأهمية دور المتاحف الاثنوغرافية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي تطبيقا على متحف النوبة في اسوان بأعتباره من أهم المتاحف الاثنوغرافية في مصر والوطن العربي، شارك بفعاليات المؤتمر أكثر من ١٢٠ باحثا في كافة مجالات التراث اللامادي