بقلم/شيماء عرفات
الشركات السياحية الاليكترونية (OTA) (An online travel agency) تعتمد علي اشاء موقع اليكتروني مما يتيح للعملاء البحث وحجز خدمات السفر بما في ذلك الفنادق ورحلات الطيران والسيارات والجولات والرحلات البحرية والأنشطة بشكل مباشر. ويستخدم ملايين المسافرين حول العالم وكالات السفر عبر الانترنت للتخطيط للسفر سواء بغرض الترفيه أو العمل.
فهي لا تساعد الشركة في الوصول الى المزيد من المسافرين على مستوى العالم فحسب بل تتيح لها أيضا اشراك العملاء عند البحث والتخطيط والحجز لرحلاتهم التالية.
كما توفر امكانية الوصول الى العملاء المحتملين للأماكن والاعداد التي يصعب على الشركات الأخرى الوصول اليها. بالاضافة الى ذلك توفر وكالات السفر عبر الانترنت رؤى وأدوات السوق لاستهداف المسافرين وتأمين الحجوزات ومعالجتها والتواصل مع الضيوف لحظة بلحظة وادارة التقييمات.
تحظى الآونة الأخيرة وكالات السفر عبر الانترنت OTAs بشعبية متزايدة فهي تستخدم بنسبة 50% أكثر من المواقع الاليكترونية للفنادق حيث تمكن العميل من المقارنة ما بين الخيارات والأسعار وجودة الخدمات المقدمة وتدعم عملية اتخاذ للقرار.
ويبين ذلك أنها أصبحت تلعب دورا رئيسيا في استرتيجيات التوزيع.
كما قد تستهدف وكالات السفر الاليكترونية عملاء محددين مما يؤدي الى تحسين نوعية العملاء الوافدين.
ومن خلال لقاء مع الاستاذ / محمد يوسف أبو الوفا، الخبير السياحي العالمي ،مؤسس ومالك أول شركة سياحية اليكترونية في مصر، مالك حصة أسهم بشركة تسلا (Tesla) بالولايات المتحدة الامريكية، مؤلف كتاب كيف تبدأ نشاط تجاري لوكالة سفريات عبر الانترنت، مالك حصة أسهم بشركة (TUI) بألمانيا، محاضر بكلية السياحة والفنادق بجامعة الاسكندرية، مستشار سابق لوزارة السياحة بالمملكة العربية السعودية، مستشار سابق للمجلس الاستشاري بوزارة السياحة المصرية، عضو مجلس ادارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة المصرية (ETAA)بالإسكندرية تم التعرف على كيف تبادرت اليه فكرة انشاء وكالة سفريات عبر الانترنت فأوضح أن بداية الفكرة نشأت منذ عام 2002 بعد تخرجه من كلية السياحة والفنادق والعمل بشركة ترافكو ومع توافد الأفواج السياحية حاملين أجهزة اتصال ذكية متصلة بالانترنت.
تسأل لماذا لا نقوم بعمل موقع اليكتروني يتم فيه بيع الخدمات المتعلقة بالسفر ولكن واجهت الفكرة العديد من الصعوبات تطلبت العديد من العناء منذ ذلك الحين حتى عام 2007 وذلك لعدم وجود الداعم الرئيسي من المجال السياحي وعدم وجود الداعم المادي الكافي لتنفيذ تلك الفكرة.
وتعددت الأعمال الى أن استطاع العمل بشركة (TUI) فرع ترافكو في مصر كممثل سفريات الى أن استطاع أن يعمل مديرا لنفس الشركة.
وبعد مرور العديد من السنوات في العمل في المجال السياحي قرر البدء بعمل وكالة سفريات مختلفة بنسبة 100% عن سابقيها لتمكين المسافرين من الحصول على تجارب سفر عميقة ومرضية تماما بدت أول عقبة في ضرورة وجود عقار تجاري لذلك تم التضحية بالمسكن العائلي الوحيد وتحويله الى مكتب بالاضافة للاقامة وانشاء موقع اليكتروني خاص به وبدأ العمل الفعلي وعند توافر الميزانية الكافية لانشاء تلك الشركة أو (الحلم) كما يسميها لم يجد تصنيفا وفقا لوزارة السياحة لتلك الفئة من وكالات السفر الالكترونية ولذلك تم تصنيف الشركة (شركة سياحية ذات الفئة أ)
التي تختص بتنظيم رحلات سياحية جماعية أو فردية داخل مصر وخارجها وفقا لبرامج معينة وتنفيذ ما يتصل لها من نقل واقامة وما يلحق لها من خدمات.
وجدير بالذكر أن تلك الشركة قد حصلت على شهادة التميز من Trip Advisor لكونها أفضل وكالة سفر في مصر للأعوام 2009/2012/2014 و 2017حتي العام الحالي ٢٠٢٢.
كما تم اختيار أ/ محمد يوسف لتمثيل مصر في (Excel) بلندن و(ITB) ببرلين والعديد من المؤتمرات العالمية، كما حصلت الوكالة على شهادة الامتياز من القنصلية الامريكية بالاسكندرية عام 2015
قام سيادة الوزير الأسبق /خالد رامي بالإشادة بمجهودات وافكار ا/محمد لذلك اختاره ليكون المسؤول عن تدريب أفراد هيئة التنشيط السياحي علي تقنيات السياحة الاليكترونية عام ٢٠١٧ ولم تمضي أياما عديدة إلا أن تم اختيار أ/ محمد يوسف من قبل منظمة السياحة العالمية للحصول على جائزة المنظمة للابتكار (عام 2017) عن ابتكاراته في استحداث طرق للتسويق الاليكتروني يمكن الاستفادة منها في التسويق السياحي حول العالم وذلك في احتفال رسمي ببورصة مدريد للسياحة باسبانيا مقر المنظمة.
وتسلم الجائزة من رئيس المنظمة في حضور رئيس وزراء أسبانيا ةعدد من وزراء وقادة قطاع السياحة حول العالم ووسائل الاعلام الاوروبية.
وتعد جائزة منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة للابتكار من أرفع الأوسمة التي تمنحها السياحة العالمية والتي يتم منحها لمن يضيف اسهامات بارزة في تقدم قطاع السياحة في العالم. وبذلك يكون محمد يوسف هو أول مصري أو عربي يتم اختياره لهذه الجائزة.
والملفت للنظر أن ا/محمد لم يتم تكريمه إلي وقتنا هذا في مصر كما تم تكريمه من قبل منظمة السياحة العالمية .
لا زالت تعاني الوكالات السياحية عبلا الانترنت العديد من الصعوبات كالتصنيف كشركات سياحية ذات الفئة الأولى كما ذكرنا قبل وليس كشركات اليكترونية مع اختلاف الأنشطة والخدمات التي تقدمها كلها منها.
ويمثل التحدي الكبير لتلك الشركات التعامل الضريبي معها وفقا لتصنيفها كفئة أ وليس وفقا للنشاطات التي تقدمها وبذلك نجد تضارب كبير بسبب ضغوط مالية كبيرة على تلك الوكالات.
كما أشار محمد يوسف في حديثه اي ضرورة تبني المسؤولين تيسير الأمور للوصول لتصنيف من قبل وزارة السياحة لتلك الوكالات وغلق الباب أمام العمل الغير قانوني لبعض الفئات وكذلك لتشجيع الاستثمار.
كما أعرب امتنانه لسيادة الوزير العناني وأهتمامه بالقطاع السياحي والآثار بشكل عام. وخاصة اصدار قرار وزاريا بالأمس بتشكيل الأمانة الفنية للجنة الدائمة لترخيص المنشآت الفندقية والسياحية والتي تختص بمعاونة اللجنة في أداء مهامها في ضوء صدور قانون المنشآت الفندقية والسياحية الجديد متمنيا أن يكون للوكالات السياحية عبر الانترنت قدرا من الاهتمام والتشجييع كمثيلاتها في التجارة الاليكترونية
كما أشاد بالدور الذي قام به سيادة الوزير في ما أسماه بالترويج السياحي الغير مباشر لمصر عن طريق الافتتاح المهيب لمتحف الحضارة ابريل 2021 واستقباله للمومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش مما كان له تأثير عظيم جدا على الحركة السياحية فقد نوه عن وجود طفرة غير مسبوقة منذ شهر مارس الى شهر يوليو الحالي في توافد الأفواج السياحية الى مصر.
كما توقع بحلول شهري سبتمبر وأكتوبر تدفق أقوى من قبل السائحين.
وبالحديث عن التنوع السياحي فقد أشار الى ضرورة الاهتمام بالتنوع والخروج من اطار السياحة الكلاسيكية التي لا ننكر أهميتها ولكن على سبيل المثال سياحة السفاري في دبي التي حققت ايرادات هائلة. فمصر تتميز بتنوع صحاريها كالصحراء البيضاء، السوداء، والزرقاء، وغيرها.
وعند ذكر ما يشهده العالم من التحول الرقمي قال يوسف أنه من أول من توقعوا تلك التغييرات لتصبح ضرورة ودافع حتمي ولكنه تطور بشكل أكثر مما كان يتوقع بما يمثل خطرا كبيرا على الشركات الغير مواكبة لهذا التحول.
وعن اهتمام يوسف بالخريجين وطلبة كليات السياحة والفنادق فقد استطاع القيام بتغيير جذري أثناء مشاركته لمناقشة مشروعات التخرج لتلك الكليات فقد حرص على أن تكون تلك المشروعات واقعية على قدر الامكان وتصلح للتنفيذ وبالفعل وجد استجابة كبيرة من قبل الطلاب وخير مثال على ذلك (يلا ترافل) YallaTravel الذي تحول من مجرد مشروع لعدة طلبة الى حقيقة على أرض الواقع.