د. حماده محمد هجرس
مدرس بكلية الآثار- جامعة الفيوم
الملخص:
احتوت مساجد بكين على العديد من النقوش والكتابات التذكارية الحجرية، وكانت تلك النقوش يسيطر عليها لغتين وهما اللغة العربية واللغة الصينية، وقد اختلفت مضامين هذه النقوش فبعضها تضمن كتابات قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة، ونقوش تأسيسية لتسجل ذكرى بناء وإصلاح المساجد، ومنها ما تناول كتابات للتعليم والتدريس، ومنها ما تضمّن كتابات تحض على حسن الخلق وغيرها، كما ظهرت باللوحات التذكارية نقوشاً تسجل حوادث سياسية ارتبطت بتاريخ المسلمين وعلاقاتهم بالدولة الصينية والأباطرة، تسعى هذه الورقة البحثية استكشاف مضامين هذه اللوحات والنقوش التذكارية المكتوبة سواءً بالصينية أو العربية، في إطار من المحاولات الجاهدة للوقوف على تلك المعاني والمضامين التي تقف خلف نقشها وربطها بالأوضاع السياسية والدينية والاقتصادية للمسلمين الصينيين منذ وصول الإسلام للصين وصولًا إلى نهاية عصر أسرة تشينغ.
مقدمة.
وصل الإسلام إلى مدينة بكين خلال عصر أسرة لياو (294-519هـ/907-1125م)[1]، وكانت هناك العديد من العوامل التي ساعدت على انتشار الإسلام في تلك المناطق الشمالية الشرقية من الصين منها: نقل العاصمة إلى مدينة كايفنج (يانجينج) "بكين" خلال عصر أسرة جين (509-631هـ/ 1115-1234م)[2] وذلك بين عامي (611-630هـ/ 1214-1233م)، بالإضافة إلى ذلك كان محور النقل والتجارة الذي كان يربط بين مدينة بكين وبين الساحل الجنوبي الشرقي سبباً رئيسياً في انتشار الإسلام في تلك المناطق[3]، وخلال عصر أسرة يوان المغولية (669-769هـ/1271-1368م) زاد الاهتمام بطرق التجارة حيث تم إصلاح وفتح القناة الصينية العظيمة التي تربط بين خان باليك "بكين" في الشمال وبين مدينة خانجچو على الساحل الجنوبي الشرقي[4]، وكانت هذه القناة "قناة بكين" عاملاً مهماً في انتشار الإسلام على مدن الساحل الشرقي للصين، حيث سافر التجار المسلمون نحو الشمال بمحاذاة القناة، الأمر الذي جعل مناطق ضفاف القناة تصبح مناطق رئيسية لانتشار الإسلام.
والحقيقة أن الاكتشافات الأثرية الحديثة أكدت على وجود للمسلمين في مدينة بكين خلال القرنين 6-7هـ/ 12-13م، حيث تم العثور على قطع زجاجية ومنسوجات إسلامية بالمدينة ذات زخارف ساسانية وهي الزخارف السائدة في ذلك الوقت.[5]
اللوحات التذكارية.
تُعرف اللوحات التذكارية في الثقافة الصينية باسم (بيي كُو) "Bēikè-碑刻"[6] وهي الألواح الحجرية المنقوشة بكتابات، وهي تقليد صيني قديم تؤرخ لحدث تاريخي معين، وقد زاد الاهتمام بها خلال عصر الأسرات الشمالية "běicháo- 北朝" (386- 581م)[7]، وترتبط اللوحات التذكارية بالمساجد الصينية لتسجل أموراً مهمة مثل بناء المساجد وترميمها وإصلاحها وغيرها، كما أنها تسجل تاريخ قومية هوي خاصةً والمسلمين الصينيين عامةً، وترصد تطور المجتمعات الصينية المسلمة، واندماجهم تدريجياً في الثقافة الصينية المحلية، وأفضل دليل على ذلك هو ظهور اللغة الصينية كلغة كتابة للوحات التذكارية والتي بدأت في الظهور تدريجيا منذ أواخر عصر أسرة يوان (669-769هـ/1271-1368م) وأوائل عصر أسرة مينغ (770-1054هـ/1368-1644م).[8]
وكانت اللوحات التذكارية بمساجد الصين في بادئ الأمر تعتمد على اللغتين العربية والفارسية وذلك في مناطق وتجمعات المسلمين على الساحل الجنوبي للصين، مثل اللوحات والنقوش التذكارية المحفوظة بمسجد "تشينغ جينج سي "Qīngjìngsì-清净寺" بمدينة تشوانتشو "Quánzhōu-泉州" بمقاطعة فوجيـان "Fújiàn-福建"[9] والتي سيطرت عليها اللغة العربية[10]، وكذلك نقوش ضريح "بهاء الدين- بوهادينج" "bǔ hǎo dīng mù -补好丁墓"[11] الموجود بمدينة يانجچو "Yángzhōu-扬州"[12]، كما ظهرت اللغة العربية في نقوش قبرين بمسجد نيوجيه "Niú jiē lǐbàisì-牛街礼拜寺"[13] بمدينة بكين خلال عصر أسرة يوان المغولية (669-769هـ/1271-1368م).
وتحتوي العديد من مساجد بكين على العديد من اللوحات التذكارية التي تروي وتؤرخ لتاريخ المساجد في فترات محددة، وأقدم تلك اللوحات الحجرية التذكارية لقومية هوي ترجع إلى عصر أسرتي تانج (618-907م) وسونغ (349- 678 هـ/ 960 – 1279م) وتمتد عبر فترات التاريخ حتى منتصف القرن العشرين، وتتضمن نقوش هذه اللوحات أموراً شتى مثل الدين والتاريخ والاقتصاد والتعليم والفنون والعمارة بالإضافة إلى جوانب أخرى وجميعها لها دلالات ثقافية واسعة.[14]
ويمكن تقسيم اللوحات التذكارية بمساجد بكين إلى عدة أنواع حسب محتواها ومضامينها وهي: لوحات البناء والإصلاح، ولوحات المراسيم الإمبراطورية، ولوحات التبرعات، ولوحات أوشواهد التعاليم والتدريس، ولوحات القبور.
- لوحات المراسيم الإمبراطورية.
وهي النقوش التي تُنسب إلى أباطرة أسرتي مينغ (770-1054هـ/1368-1644م) وتشينغ (1054-1330هـ/1644-1912م)، ومما لاشك فيه أن هذه اللوحات والنقوش التذكارية تعد من المخلفات الأثرية ذات قيمة تاريخية وفنية جديرة بالإهتمام والدراسة، وتعتبر هذا النوع من اللوحات والنقوش التذكارية بمثابة وثائق رسمية صادرة عن الدولة والسلطات الحاكمة، ومن ثم لا يتطرق إليها الشك، وتعكس بوضوح مواقف وعلاقات الأباطرة الصينيين تجاه الإسلام وقومية هوي، كما أنها تعكس أيضاً الوضع السياسي والإجتماعي للمسلمين الصينيين، بالإضافة إلى ذلك أكدت على سياسة التسامح الديني التي إنتهجها بعض الأباطرة بعد الظلم والتمييز الذي تعرض له المسلمون خلال عصر أسرة تشينغ (1054-1330هـ/1644-1912م)[15]، وكان أهم أباطرة هذه الأسرة الذين أصدروا مراسيم إمبراطورية خاصة بالمساجد هم: الإمبراطور كانغشي (1071-1134هـ/1661-1722م)، والإمبراطور اتشيان لونج (1149-1209هـ/1736-1795م)، وكذلك الإمبراطور يونغ تشانغ (1135-1148هـ/ 1722-1735م).
ومن أمثلة المراسيم الإمبراطورية بمساجد بكين: مرسوم الإمبراطور كانغشي (1071-1134هـ/1661-1722م) بمسجد نيوجيه والمؤرخ بعام 1105هـ/1694م[16](لوحة1)، وجاءت كتاباته باللغة الصينية التقليدية فيما نصها:
“康熙三十三年六月
圣谕
朕评汉回古今之大典,自始之宏道也。七十二门修仙成佛,诱真归邪,不法之异端种种生焉。已往不咎,再违犯者斩。汉诸臣官分职,时享君禄,按日朝参;而回,逐日五时朝主拜圣,并无食朕俸,亦知报本,而汉不及于回也。通晓各省:如官民因小不忿,借端虚报回教谋反者,职司官先斩后奏。天下回民各守清真,不可违命,勿负朕恩有爱道之意也。钦此钦遵”
وترجمتها كما يلي:
"الشهر السادس للسنة الثالثة والثلاثين لعصر الإمبراطور كانغشي
مرسوم
ليكن في علم جميع المقاطعات أن الحاكم سيقوم بمعاقبة أي من المسؤولين أو الرعايا يلفق حكايات كاذبة عن المسلمين متذرعًا بذريعة واهية، أو يفترون عليهم بذريعة التمرد، فعلى المسؤولين معاقبتهم عقابًا شديدًا دون استشارة القيادة العليا –البلاط الإمبراطوري- وليتمسك المسلمون بدينهم دون مخالفة أمري هذا"
ترجع أحداث الواقعة إلى شهر رمضان لعام 1105ھ /1694م؛ أثناء قيام المسلمين بأداء عبادات الشهر الكريم ليلًا، وقد امتلأ المسجد بالوافدين، فقد حاول البعض الوقيعة بين الإمبراطور وبين المسلمين، حيث وشوا بالمسلمين بدافع التقرب للإمبراطور وزعموا قائلين: "إن المسلمين يجتمعون ليلًا ويتفرقون نهارًا فيبدو أنهم يستعدون للتمرد"، فتوجه الإمبراطور كانغشي خفية ًالى المسجد مرتديا زيًا مدنيًا تقليديا للتحقق من الأمر، فوجد الإمام يحث الناس على الخيرات، فلما تبيّن له حقيقة الأمر، أصدر الإمبراطور هذا المرسوم.
كذلك المرسوم الإمبراطوري بمسجد هواشي[17] المؤرخ بعام 1141هـ/ 1729م، خلال السنة السابعة لعصر الإمبراطور يونغ تشانغ "yōngzhèng-雍正" (1135-1148هـ/ 1722-1735م)، ويبلغ ارتفاع اللوحة 3م وعرضها 74سم، جاء ضمن نقوشها أن قومية هوي والمسلمين مواطنون صينيون على قدم المساواة والتكافؤ مع قومية هان الصينية ذات الأغلبية (لوحة 2).
- لوحات إنشاء وإصلاح المساجد.
وهي اللوحات التذكارية التي تتناول أعمال الإنشاءات والإصلاحات والإعمار التي طرأت على المساجد عبر فترات التاريخ، وتتضمن نقوشها أهم الرعاة الذين ساهموا في تلك الأعمال مثل أثرياء المسلمين وعلمائهم وقاداتهم وخصيانهم، كما تتضمن التبرعات التي تم وهبها إلى المساجد، وبالرغم من أن النقوش التأسيسية هي تقليداً قديما في عمارة العالم الإسلامي، إلا أن الإعتماد على اللوحات التذكارية في مساجد الصين كان تقليداً وإتباعاً للثقافة الصينية التقليدية "ثقافة قومية هان" في تسجيل الإصلاحات والترميمات والبناء باللوحات التذكارية، وهو التقليد الذي اتبع في مساجد العاصمة "بكين".
والحقيقة أن فئات المجتمع الإسلامي بمدينة بكين عبر تاريخهم قد ساهمت في بناء المساجد مثل الدعاة والتجار والقادة العسكريين، حيث قام الشيخ نصر الدين[18] أحد الدعاة ببناء مسجد نيوجيه[19]، في حين قام الشيخ سند الدين ببناء مسجد دونغسي[20] "Dōng sì qīngzhēnsì -东四清真寺"[21]، أما التاجر دونغ يينغ يوان "Dǒngyīngyuán-董应元" بتمويل توسيع وإصلاح مسجد سانلي خه[22] ""Yǒngshòuqīngzhēnsì-永寿清真寺"[23]، وكذلك قام التاجر محمد شانغ "-穆罕敖德生" بالمساهمة في بناء مسجد ماديان وذلك وفقاً لما تضمنته نقوش اللوحات التذكارية بالمسجد، بالإضافة إلى القادة العسكريين والخصيان[24] من المسلمين الذين أنشأوا المساجد، حيث كان بناء المساجد وإصلاحها من الأنشطة والعادات الخاصة بخصيان وقادة قومية هوي العسكريين خلال عصر أسرة مينغ وأسرة تشينغ، وكان أول خصي وقائد مسلم قام ببناء مسجد هو الخصي القائد والبحار تشنغ خه "Zhènghé-郑和" (ت 836هـ/1433م) حيث قام ببناء مسجد في مدينة "نانجينج" خلال السنة الخامسة لفترة حكم الإمبراطور شواندا "Xuāndé-宣德" (828-838هـ/1425-1435م) ثم توالت إنشاءات وإصلاحات الخصيان والقادة المسلمين للكثير من مساجد الصين[25]، ففي مدينة بكين كان للخصيان المسلمين دوراً مهماً في بناء مساجدها، مثل القائد الخصي لي شوو "Lǐshòu-李寿" والقائد الخصي سيلي جيان "Sī lǐ jiān-司礼监" اللذان ينسب إليهما بناء مسجد سانلي خه[26]، مثلما قام القائد المسلم تشانغ ايتشون "常遇春-Chángyùchūn" بالإسهام في بناء مسجد تشانغ يينغ بضاحية اتشاو يانغ "Zhāoyáng qū-朝阳区".[27]
ومازالت تحتفظ مساجد بكين بالعديد من اللوحات التذكارية لإنشاء وإصلاح المساجد، فمن أمثلة لوحات بناء المساجد: اللوحات التأسيسة التي كان يحتفظ بها مسجد سانلي خه والمؤرخة بعام 1014هـ/1605م وذلك خلال السنة الثالثة والثلاثين لفترة حكم الإمبراطور وانلي "Wànlì-万历" (980-1029هـ/1572-1620م)، وللأسف لم يصل إلينا أي نقوش تأسيسة أخرى فقد تعرضت جميع اللوحات التأسيسية لأعمال التخريب والتدمير إبان الثورة الثقافية في منتصف القرن العشرين[28].
أما شواهد أو لوحات الإصلاحات فقد وصل إلينا الكثير منها لوحات الإصلاحات بمسجد نيوجيه والتي تمت عام 901ھ /1496م خلال عصر أسرة مينغ وذلك خلال السنة التاسعة لعصر الإمبراطور هونج چي (Hóngzhì-弘治) (893-911ھ / 1488-1505م) (لوحة 3)، كما يحتفظ المسجد بشواهد لإصلاح المسجد خلال عصر كل من الإمبراطور وانلي (980-1029هـ/1572-1620م) المؤرخة بعام 1022هـ/ 1613م (لوحة 4).
ومازال يحتفظ مسجد دونغسي بلوحتان تذكاريتان لأعمال الترميمات التي تمت لبيت الصلاة خلال عصر الإمبراطور وانلي احداها مؤرخة بعام 987هـ/1579م ويبلغ إرتفاعها 1,3م وعرضها 80سم، أما اللوحة الأخرى فمؤرخة بعام 979هـ/1571م خلال السنة العاشرة لعصره[29] (لوحة 5،6) ، كما يحتفظ أيضاً مسجد تونغتشو[30] بلوحة تذكارية لأعمال الإصلاحات والترميمات التي تمت خلال السنة الرابعة عشرة لفترة حكم الإمبراطور تشانغدا "Zhèngdé-正德" (907-927هـ/1502-1521م) أي عام 925هـ/1519م، ويبلغ ارتفاع اللوحة 1,5م وعرضها 80سم (لوحة 7)، بالإضافة إلى ذلك يحتفظ المسجد القديم بتشانغ يينغ بشاهد تذكاري مؤرخ بعام 1220هـ/ 1805م خلال عصر الإمبراطور جيا تشينغ "Jiāqìng-嘉庆" (1210-1235هـ/1796-1820م)، ويبلغ ارتفاع اللوحة 2,5م وعرضها 60سم (لوحة 8)، وكذا النصب التذكاري بمسجد ماديان الذي يخلد ذكرى ترميم المسجد في عام 1266هـ/1850م وهي التي توافق السنة الثلاثين لفترة حكم الإمبراطور داو غوانغ "Dàoguāng-道光" (1236-1266هـ/1821-1850م)، على يد "محمد شانج" "Mùhǎnáodé Sheng-穆罕敖德生" أحد أثرياء قومية هوي بمنطقة ماديان، ويبلغ ارتفاع اللوحة 3,5م (لوحة 9)، وما زال يحتفظ مسجد شو إتسون[31] بشاهد تذكاري مؤرخ بعصر الإمبراطور كانغشي (ت 1722م)(لوحة 10).
كما يحتفظ مسجد هواشي بنقش تذكاري يرصد أعمال الإصلاح التي خضع لها المسجد خلال عصر أسرتي مينغ وتشينغ، وهو عبارة عن لوحة مستطيلة معلقة على الجدار الشمالي لقاعة الصلاة من الخارج (لوحة 11)، ومنقوشة باللغة الصينية التقليدية كما يلي:
“(明永乐十二年甲午春正月吉旦修建祟祯元年岁次戊辰秋种月吉旦修建大清康熙四十一年岁次王午春仲月吉旦重修”[32]
وترجمته كما يلي:
"تم إصلاح المسجد في السنة الثانية عشر من فترة حكم إمبراطور أسرة مينغ الإمبراطور يونجله (804-827هـ/1402-1424م)، كما تم ترميمه في السنة الأولى لعصر إمبراطور أسرة مينغ تشونج ﭼن ( 1036-1054هـ/1627-1644م)، وخلال عصر أسرة إتشينغ تم ترميمه خلال السنة الحادية والأربعون لعصر الإمبراطور كانغشي (1071-1134هـ/1661-1722م)".
- لوحات التبرعات.
تهدف هذه اللوحات إلى تكريم من ساهم في التبرع والمساهمة لبناء المساجد أو ترميمها وإصلاحها، فقد ساهم أبناء قومية هوي عبر تاريخهم في تمويلات البناء والإصلاح لمساجدهم، فمنهم من تبرع بالمال ومنهم من أوقف الأراضي والعقارات على المساجد، فلم تبنى المساجد في الصين من قبَل الدولة مثلما كان شائعاً في العالم الإسلامي، بل كان مصدر نفقاتها من تبرعات المسلمين أنفسهم مثل الدعاة والجنود والقادة والعلماء والتجار وغيرهم، فكان تمويلات ونفقات المساجد واقتصادها يعتمد على التبرعات الفردية، ومنذ منتصف عصر أسرة مينغ وخلال عصر أسرة تشينغ بدأ المسلمون يقومون بشراء الأراضي الزراعية ويوقفوها على المساجد، والحقيقة أن معظم تلك اللوحات كان خلال عصر أسرة تشينغ[33]، ومن أمثلة لوحات التبرعات: اللوحات التذكارية بمسجدي يونجشو وماديان (لوحة 12).
- لوحات التدريس والتعليم.
تهدف هذه اللوحات إلى إرساء مفاهيم وقواعد وأداب عامة عند دخول المسلمين للمساجد، فمنذ أواخر عصر أسرة مينغ وبداية عصر أسرة تشينغ أصبحت قاعات التدريس تشكل عاملاً هاماً في التعليم الديني والعرقي لقومية هوي، وأصبحت جزءاً مهماً في تخطيط وبناء المساجد، وعادةً ما توضع لوحات ونقوش التدريس أمامها[34]، وتتناول هذه النقوش شهادة التوحيد والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحض على حسن الخلق وآداب دخول المساجد، وقد انتشرت تلك اللوحات في معظم مساجد الصين، وأصبح تقليداً في بناء المساجد، وكانت تنقش باللغتين العربية والصينية، ومن أمثلتها بمساجد بكين تلك التي بمسجد يونجشو (لوحة 13، 14).
- لوحات القبور.
تضمنت بعضاً من مساجد بكين شواهداً للقبور منذ أوائل عصر أسرة يوان وحتى عصر أسرة تشينغ، وللأسف لم ينجو من أعمال التخريب التي تعرضت لها المساجد خلال فترة الثورة الثقافية سوى لوحتين بمسجد نيوجيه يرجعان إلى عصر أسرة يوان، أحدهما مؤرخ بعام 679هـ/1280م وينسب إلى محمد بن محمد بن أحمد البرطاني القزويني، والثاني ينسب إلى الشيخ علي بن القاضي عماد الدين البخاري ومؤرخ بعام 682هـ/1283م[35] (لوحة 15، 16)، وتناولت نقوشهما المكتوبة بالعربية البسملة وعبارات التوحيد والتهليل والكتابات الدعائية، فاللوحة الأول تتكون كتاباته من تسعة سطور نصها كالتالي:
"الملك للملك الأعلى.
هنا مرقد من كان في الدنيا موفقا لإكتساب الحسنات الخيرات.
وروضة من عمل بأوامر الله لنيل الدرجات وروضات الجنات.
وتربة من انكر أوقات أيام حيوته (حياته) الدنيا وبه مشغول بعمله الديني.
لله الدولة والدين المسمّى محمد بن محمد بن أحمد البرتاني القزويني.
وقد التقى وفانيه الكريم الذي له في الكرم اليد الطولى.
ليلة الإثنين الخامس من الشهر الذي سمّته العرب جمادى الأولى
من الشهور الواقعة في سنة تسع وسبعين وستماية.
أكرمه الله تعالى بقبول الطاعة وغفران السيئة".
أما اللوحة الثاني: فتتكون كتاباته من ستة سطور مكتوبة بخط الثلث كالتالي:
"كل نفس ذائقة الموت
هنا مرقد الإمام الفاضل مرسي المجامع والمحافل
علي بن القاضي عماد الدين البخاري أكرمه برحمته الكريم
الباري المعروف بقوام الدين الداعي الذي هو في
الخيرات ساعي وقد أنفق أغراضه عن هذه الدنيا الزائلة
يوم الأحد الخامس والعشرين من شوال سنة إثنتين وثمانين وستماية"
وكذلك يحتفظ مسجد سانلي خه بشاهدين عربيين كانا يقعا في مواجهة مقبرة المسجد؛ حيث كان المسجد يحتوي على أكبر مقبرة لقومية هوي خلال عصر أسرتي مينغ وتشينغ[36]. اللوحة الأولى (لوحة17) يبلغ ارتفاعها 2,5م، وترتكز اللوحة على قاعدة حجرية مستطيلة طولها 80سم وعرضها 50سم وارتفاعها 60سم، وهي قاعدة خالية من الزخارف، أما اللوحة فيتوجها قمة التنين يتوسطها مستطيل رأسي به كتابات عربية وهي "البسملة" ثم مربع تتوسطه دائرة بها كتابات بخط الثلث نصها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وبدن اللوحة يؤطره شريط زخرفي محفور بزخارف نباتية يحتوي على نقوش عربية بخط الثلث مقسم إلى أشرطة رأسية و عرضية، يتألف الشريط الأول من 45 دائرة تضم كلا منها إسما من أسماء الله الحسنى ثم شريط آخر به كتابات عربية نصها: "لا إله إلا الله بعدد كل تهليل هلله المسلمون والله أكبر بعدد كل تكبير أكبره المكبرون وأستغفره بعدد كل إستغفار إستغفره المستغفرون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ... ولا تحصى كل شيء عدد الحمد لله حمدا كثيرا على ذلك". كما تتضمن اللوحة ثلاثة بحورًا كتابية: الوسطى منها عبارة عن دائرة بها كتابات نصها "الملك لله والحمد لله رب العالمين" ويكتنفها من الأعلى ومن الأسفل مستطيل به كتابات، العلوي نصه "الله ولي السعادة"، ويحتوي المستطيل الأسفل على كتابات نصها "اللهم إغفر لأهل هذه القبور"، ويفصل بين البحور الكتابية العرضية أشرطة كتابية عربية محيت معظم كتاباتها عدا الشريط السفلي الذي يحتوي على كتابات دعائية نصها "اللهم إعف عنا ... وحسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل إن الله لا يضيع أجر المحسنين وصلى الله على محمد وآله أجمعين ...".وتتوسط قمة اللوحة من الناحية الخلفية كتابات عربية بخط الثلث نصها "نور الله مرقدهم"، أما بدن اللوحة فيؤطره شريط من الزخارف النباتية ولا يحتوي على كتابات.
أما اللوحة الثانية (لوحة18) فهي عبارة عن لوح حجري ارتفاعه 2م وعرضه 80سم ، مقام على قاعدة حجرية مربعة طول ضلعها 50سم وكذلك ارتفاعها، زينت القاعدة برسوم السحب الصينية المنحوتة نحتًا بارزًا ، كما زُينت قمة اللوحة بنفس الموضوع الزخرفي، ويتوسط قمته مربع خالي من الكتابات، أما بدن اللوحة فيبدأ من الأعلى بشريط يتوسطه كتابات قرآنية "البسملة"، ثم يليه بحران كتابيان الأول منهما عبارة عن دائرة تحتوي على كتابات نصها "لا إله إلا الله الملك الحق المبين" يليها من الأسفل مربع رأسه لأعلى يتخلله كتابات عربية بالخط الكوفي المربع نصها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ويحيط بهذين البحرين من الجانبين ثلاثة دوائر بها كتابات عربية فالدوائر اليمنى نصها "الحمد لله"، "العظمة لله"، "لا إله إلا الله" أما اليسرى نصها "القدرة لله"، "الحكمة لله"، "الهيبة لله"، ويفصل كلا منها عن الأخرى مستطيل رأسي به كتابات عربية، أما المستطيلات الكتابية فتقرأ من المستطيل الأيمن العلوي مرورا بالجانب الأيسر وتنتهي عند المستطيل الأيمن السفلي نصها "قال النبي عليه السلام من دخل القبر"، "بلا مراد (زاد) فكأنما ركب البحر بلا سفيه (سفينة)"، "اللهم إغفر لهم وإرحمهم"،"فإنهم الآن قد افتقروا إليك"، وهذه اللوحة تؤكد أن المسجد كان به مقبرة وفقًا للكتابات الدعائية التي تضمنتها.
لغة النقوش:
كانت النقوش بمساجد بكين تعتمد كتاباتها في بادئ الأمر على اللغة العربية، ثم بدأت النقوش شيئاً فشيئاً الإعتماد على اللغة الصينية، وهو الأمر الذي يعكس بوضوح الإندماج التدريجي للمسلمين الصينيين في الثقافة الصينية خصوصاً منذ أواخر عصر أسرة يوان وأوائل عصر أسرة مينغ، وبعبارة أخرى فإن الأجيال الأوائل من المسلمين ذوي الأصول الغير صينية اعتمدوا على لغاتهم الأم، في حين أن الأجيال اللاحقة من المسلمين الذين ولدوا في الصين أصبحت الثقافة الصينية تشكل جزءاً كبيراً من ثقافتهم، وخير مثال على ذلك شاهدي القبرين بمسجد نيوجيه اللذان ينسبا إلى شيخين تعود أصولهما إلى شعوب أسيا الوسطى.
وعلى الرغم من ذلك فقد ظلت اللغة العربية تشكل ركيزة هامة للفنون الزخرفية بالمساجد، كما ظلت رمزاً مهماً لثقافتهم الإسلامية، والحقيقة كان مسجد سانلي خه أكثر المساجد بمدينة بكين التي تتضمن نقوشاً باللغة العربية، وكانت مضامين تلك النقوش تتمحور حول الكتابات الدعائية.
أنواع الخطوط:
كان الخط العربي بمثابة جسراً للتواصل بين مسلمي الصين والعالم الإسلامي، واستخدم الخط العربي بأشكال متعددة مثل الخظ الكوفي والخط الكوفي المربع وخط النسخ وخط الثلث[37]، ومزجت تلك الخطوط بزخارف هندسية ونباتية كان لها تأثيراً كبيراً على عمارة قومية هوي، وأصبحت الكتابات العربية جزءً لا يتجزأ من عمارتها، وكانت معظم النقوش والكتابات العربية مقتبسة من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والكتابات الدعائية وغيرها، وقد استخدم الفنانون المسلمون بمساجد بكين العديد من الخطوط مثل الخط الكوفي الهندسي وخط النسخ وخط الثلث.
ومما لاشك فيه أن خط الثلث بمساجد بكين تميز عن نظيره بمصر، فقد ابتكر المسلمون الصينيون شكلاً جديداً لخط الثلث، ويبدو أن ذلك يُعزى إلى تأثرهم بالحروف والكتابات الصينية القديمة التي كانت تكتب من اليمين إلى اليسار ولكن في شكل صفوف رأسية، وهو الأمر الذي جعل الخطاط والفنان المسلم يكتب على هيئة قريبة منها، فغالباً ما تتجه الكلمة المكتوبة من الأعلى إلى الأسفل، ومن ثم يمكن تسمية هذا النوع من الخطوط باسم "الخط الثلث الصيني".
الخاتمة
لقد حفلت مساجد بكين بالعديد من النقوش واللوحات التذكارية التي رصدت أموراً عديدة اختلفت مضامينها، فمنها ما تضمنت أعمال الإنشاءات والإصلاحات التي طرأت على المساجد، ومنها ما تضمنت التعاليم الدينية وشواهد القبور وغيرها، وتم تقسيمها وفقاً لمحتواها إلى خمسة أنواع رئيسية وهي: لوحات المراسيم الإمبراطورية، لوحات إنشاء وإصلاح المساجد، لوحات التبرعات، لوحات التعليم والتدريس، ولوحات وشواهد القبور، وقد خلصت الدراسة إلى بعض النتائج منها:
- تطورت النقوش واللوحات التذكارية بمساجد الصين، وارتبطت بالتطور الثقافي للمجتمعات الإسلامية في الصين، فكانت النقوش في بادئ الأمر تعتمد على اللغة العربية والفارسية، إلا أنها تطورت بتطور المجتمعات الإسلامية نفسها، فعندما اندمج المسلمون في الثقافة الصينية، اعتمدت لغة النقوش على اللغة الصينية.
- تعد النقوش التذكارية للمسلمين الصينيين بمثابة وثائق لها قدر كبير من الأهمية، حيث رصدت عديد الأمور السياسية والإجتماعية التي تعرض لها المسلمون، فقد سجلت تلك النقوش علاقاتهم السياسية مع السلطات الصينية.
- سجلت النقوش واللوحات التذكارية بمساجد بكين مساهمة الطبقات الإجتماعية للمسلمين الصينيين في بناء المساجد وإصلاحها، فقد شارك القادة العسكريين والخصيان والتجار والأثرياء وذلك بغية التقرب إلى الله، فلم تبنى المساجد في الصين من قبَل الدولة مثلما كان شائعاً في العالم الإسلامي، بل كان مصدر نفقاتها من تبرعات المسلمين أنفسهم مثل الدعاة والجنود والقادة والعلماء والتجار وغيرهم، فكان تمويلات ونفقات المساجد وإقتصادها يعتمد على التبرعات الفردية.
- أكدت النقوش التذكارية على صحة ما ورد بالكتب والمصادر التاريخية، فالنقوش العربية بمسجد سانلي خه سجلت أن المسجد كان يحتوي على مقبرة تاريخية لقومية هوي بمدينة بكين.
قائمة المراجع
- Benshe, Yīsīlán jiào jiànzhú zhī, yīsīlán jiào jiànzhú, mùsīlín lǐbài qīngzhēnsì (Islamic Architecture, Mosques), Beijing Architecture House Press, 2009.
- Chang, Jing Qi, “Islamic Architecture in China”, in the Changing Rural Habitat, Volume 2, Singapore, 1982.
- Chen, Guang'en & Huang, Chenghua, “Jīn dài yīsīlán jiào chūtàn” (Preliminary Study on Islam during the Jin Dynasty, Běifāng mínzú dàxué xuébào''zhéxué shèhuì kēxué bǎn", 2011, Vol. 03, No. 99, pp. 113-118.
- Chen, Ruilin, Zhōngguó gǔdài túxíng yìshù jiǎn shǐ (A Brief History of Graphic Arts of Ancient China), Qinghua University Press, 2006.
- Chen, Wang, China Encyclopedia, China Encyclopedia Compilation Group, translated by Guozhen, Wang and others, Beijing: China International Press, 2000.
- Chenxue Lin,“Míngdài huànguān yǔ zhènghé xià xīyáng de guānxì” (Relationswiththe Ming DynastyeunuchZhengHe's Voyages), Zhōngguó wénhuà yánjiū suǒ xuébào, 2008, 48, 163-192).
- Chenxue Lin,“Míngdài huànguān yǔ zhènghé xià xīyáng de guānxì” (Relationswiththe Ming DynastyeunuchZhengHe's Voyages), zhōngguó wénhuà yánjiū suǒ xuébào, 2008, 48, 163-192.
- Dinghui Qian, “Míngdài jūn wèi yǔ huíhui rén, yǐ běi zhí lì dìng zhōu “chóngxiū qīngzhēn lǐbàisì jì” wéi lì” (Hui Minority's People in Ming Army, "Reconstruction Inscriptions of mosques in Dingzhou province" as an example, Huízú lìshǐ yánjiū, 2012, No. 87, Vol. 3, 103-106.
- Dongsai, Běijīng qīngzhēnsì jiànzhú zhuāngshì yìshù (Decorative Arts of Mosque's Architecture in Beijing), (Master Thesis, Beijing: College of Education, Zhongyang Minzu University, 2009.
- Graff, David, “Zheng He: China and the Oceans in the Early Ming Dynasty, 1405-1433”, The Journal of Military History, 2007, Vol.71, N.1, 213-214.
- Jiang, Bo & Qinli, Yan, Fāxiàn cáng jīng dòng (Discovery of Library Cave), Taiwan Liberary Press, 2007.
- Junwen, Liu, china’s Ancient and Modern Capital, Beijing: foreign languages Press, 1982.
- Leixiao, Jing & Wang, Huabei,,“Huízú lìshǐ bēikè de nèiróng fēnlèi, dìyù tèzhēng jí wénzì yǎnbiàn” (A Classification Content of Hui Historical Inscriptions, Geographical features and character evolution), huízú yánjiū, 2011, No. 1, pp. 95-98.
- Leslie, Donald, The integration of religious minorities in China: the case of Chinese Muslims, Australian National University, 1998.
- liang, Longteng, “Qiānnián gǔsì jīngdiǎn quánzhōu: Jì quánzhōu qīngjìng sì” (Millennium of TempleClassicQuanzhou Inscriptions of QuanzhouQingjingsi Mosque), shèngjì, 2005, No. 1, pp. 42-44.
- Liuzhi Ping, Zhōngguó yīsīlán jiào jiànzhú (Chinese Islamic Architecture), Beijing: Xinlian House Publishing, 2008.
- Lixing, Hua & Fengjin, Yuan, Zhōngguó yīsīlán jiàoshǐ cānkǎo zīliào xuǎnbiān (Resources of History of Islam in China), Ningxia People's Press, 1985.
- Lixing, Hua & Lida, Jun & Lida, Hong, “Dàtóng yīsīlán jiào yánjiū” (Studies on Islam in Datong), huízú yánjiū, 2006, No.1, pp. 41-55.
- Lixing, Hua, “Quánzhōu yīsīlán jiào yánjiū” (Studies on Islam in Quanzhou), huízú yánjiū,, 2010, No. 2, pp. 67-83.
- lubian, Ting, “Lüè lùn sòngdài yīsīlán jiào jiànzhú” (On Islamic Architecture during Song Dynasty), mínzú lìshǐ xué yánjiū, 2011, Vol. 22, No. 2, pp. 70-76.
- Maming Da, “Běijīng sānlǐ hé míng kè,―chóngxiū qīngzhēnsì bēijì‖chūtàn, lüè lùn míngdài huànguān qúntǐ zhōng de yīsīlán jiàotú” (Reconstruction Inscriptions of Sanlihe Mosque, Eunuchs of Ming Court Activities),Huízú yánjiū, 2011, No. 83, 38-44.
- Naquin, Susan, Peking; Temples and City life 1400-1900, University of California Press, Canada, 2000.
- Norris (H. T), “The Muaf in Beijing's ( Bikn's ) Oldest Mosque”, Journal of Qur'anic Studies, 3, No. 1 (2001), 123-134.
- Scheidel, Walter, Rome and China: comparative perspectives on ancient world empires, Oxford University Press, 2009.
- Shih-shan, Henry Tsai, The Eunuchs in the Ming Dynasty, SUNY Press, 1996.
- Steinhardt, Nancy, “China’s Earliest Mosques”, Journal of the Society of Architectural Historians, 2008, Vol. 67, No.3, pp 330-361.
- Tongxun, Běijīng zōngjiào wénhuà yánjiū (A Cultural Studies on Beijing Religions), Beijing: Religional Culture Press), 2007.
- Wahby, Ahmed, Islamic Architecture in China: Mosques of Eastern China, Master's Degree, the American University in Cairo: School of Humanities and Social Sciences, 2000.
- Wangdong , Ping, “Qiánlóng yù zhì “chìjiàn huí rén lǐbàisì bēijì” de liǎng gè wèntí” (Two Questions in the Stele Inscription of Uighurian Mosque Written by Emperor Qianlong), Xīyù yánjiū , 2007, No. 2, pp. 70-75.
- Wangdong Ping, “Běijīng sānlǐ hé qīngzhēnsì -chóngxiū qīngzhēnsì bēijì” (Beijing Sanlihe Mosque," Reconstruction Inscriptions of Sanlihe Mosque),Huízú yánjiū, 2008, No.2, 106-110.
- Yinjun Ke, Gǔ huà běijīng chéng shì guǎnlǐ (Management of Ancient Beijing), Tongxin Press, 2002.
- Yu Gui & Lei Xiaojing, Zhōngguó huízú jīnshí lù (Recorded Stones of ChineseHui Minority), Ningxia People's Press, 2001.
[1]Chen, “Jīn dài yīsīlán jiào chūtàn”, 113.
[2]Chen, “Jīn dài yīsīlán jiào chūtàn”, 114.
[3]Lixing, “Dàtóng yīsīlán jiào yánjiū”, 41-55.
[4] Wahby,Islamic Architecture in China, p. 33.
[5]Chen, “Jīn dài yīsīlán jiào chūtàn”, 117.
[6]Jiang,, Fāxiàn cáng jīng dòng, 24.
[7]Chen, Zhōngguó gǔdài túxíng yìshù jiǎn shǐ, 83..
[8]Leixiao,, “Huízú lìshǐ bēikè ”, 95-98.
[9] بني مسجد تشوانتشو في عام 400هـ/1009-1010 م خلال السنة الثانية لعصر إمبراطور أسرة سونغ الشمالية الإمبراطور داجونج سيانج فو "Dà zhōng xiáng fú-大中祥符" (398-406هـ/ 1008-1016م)، ثم تم إعادة بنائه في عام 749هـ/1349م خلال السنة التاسعة من فترة حكم الإمبراطور چي جانج "Zhì zhèng-至正" (741-771هـ/1341-1370م)، كما تم ترميمه خلال عصر أسرة مينغ، ويتبع المسجد الطراز المعماري العربي سواء في التخطيط والمداخل والواجهات كما بنيت مئذنته على الشكل المعماري العربي الأسطواني، للمزيد انظر:
Lixing, Hua, “Quánzhōu yīsīlán jiào yánjiū”, 42-44.
[10]liang, “Qiānnián gǔsì jīngdiǎn quánzhōu”, 43.
[11] يُعرف ضريح بهاء الدين باسماء عديدة منها: bǔ hǎo dīng mù -补好丁墓، pǔ hā dīng mù-亦作普哈丁墓، وقد بني هذا الضريح خلال عصر أسرتي تانج وسونغ، للمزيد انظر:
lubian, Ting, “Lüè lùn sòngdài yīsīlán jiào jiànzhú”, 70-76.
[12]lubian, Ting, “Lüè lùn sòngdài yīsīlán jiào jiànzhú”, 75.
[13]يعتبر مسجد نيوجيه من أقدم المساجد في شمالي الصين، فهو أول مسجد بني في مدينة بكين، ويرجع تاريخ المسجد إلى أكثر من ألف عام خلال عصر أسرة سونغ وذلك بناءًا على كتلة المحراب الخشبية، وقام ببنائه أحد الدعاة العرب وهو "قوام الدين" عندما جاء مع إبنه "نصر الدين" إلى هذه المنطقة، واستطاع نصر الدين الحصول على تصريح إمبراطوري لبناء المسجد بعد أن قدم طلب رسمي تمت الموافقة عليه، وتم بناء المسجد عام 386هـ/996م خلال عصر أسرة سونغ الشمالية وهو ما يوافق السنة الثانية للإمبراطور چيداو "至道- Zhìdào" (385- 387هـ/995-997م) وبذلك تقابل السنة الرابعة عشر لحكم إمبراطور أسرة لياو الإمبراطور تونج خو "Tǒnghé-统和" (372-402هـ/ 983-1012م) ، وتذكر المصادر التاريخية الصينية أن "نصر الدين" اختار تلك المنطقة حيث كانت منطقة لتجمع المسلمين خلال عصر أسرة سونغ الشمالية، راجع:
خالد عزب: تراث العمارة الإسلامية، القاهرة: دار المعارف للنشر 2003م، ص 100.
Wahby: Islamic Architecture in China, 71; Junwen,china’s Ancient and Modern Capital, 156; Chang,“Islamic Architecture in China”, 71; Steinhardt,“China’s Earliest Mosques”, 330-361; Tongxun, Běijīng zōngjiào wénhuà yánjiū, 184.
[14]Leixiao, “Huízú lìshǐ bēikè”,95.
[15] عاش المسلمون خلال حكم أسرة تشينغ بعض الفترات العصيبة والقاسية، واستطاعوا البقاء والنجاة من فتن ضخمة راح ضحيتها مئات الألوف منهم، وذلك لأسباب سياسية وتمردات وثورات منها تمرد "مامينغ شين" (MaMingXin) خلال عصر الإمبراطور "اتشيان لونج" (1735-1796م)، وانتهى الأمر بإعدامه مع أنصاره في عام 1198هـ/1784م ، ورفض الإمبراطور أي اقتراحات لتمييز قومية هوي عن قومية هان، بل فرّق بين المؤيدين للتمرد والموالين للإمبراطور، كما رفض بحزم حظر الكتب الإسلامية، لذلك ظهرت في عصره أعداد كبيرة من المراسيم الإمبراطورية بالمساجد، بالإضافة إلى ذلك قام البعض بتمردات كان أهمها تمرد "دينج جاو جونج" (DingGaoDong) في أوائل عصر أسرة إتشينغ عام 1058هـ/1648م بمدينة جانسو (Gansu)، وأسفر هذا التمرد الذي استمر لمدة عام عن تدمير العديد من المدن وقتل مئات الآلاف من المسلمين والصينيين، كما حدث تمرد في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي واستطاع "DuWenXu" أن يستولي على مقاطعة يونان ونصب نفسه سلطانا ًعليها ولقب نفسه بـ "السلطان سليمان"، وبعد 17 عاما من النضال استطاع جيش أسرة إتشينغ إلحاق الهزيمة به بعد أن تم ذبح الملايين من المسلمين، انظر:
Leslie, The integration of religious minorities in China, 18-19- 265.
[16] لي هواين، المساجد في الصين، 30- 31.
[17] مسجد هواشي من المساجد الشهيرة في مدينة بكين، ويقع في الجانب الجنوبي لشارع هواشي "Huāshì dàjiē-花市大街" بضاحية تشونج وَانمَن "chóngwén mén-崇文"، وكان مسجد هواشي يُعرف سابقا ً باسم "Huā er shì lǐbàisì-花儿市礼拜寺"، وللمسجد تاريخ طويل يعود إلى 500 عام، حيث تم بنائه في عصر أسرة مينغ، وذلك خلال السنةالثانية عشرة لحكم الإمبراطور يونجله (804-827هـ/1402-1424م) أي عام 818هـ/1415م، راجع:
Chen,China Encyclopedia,177; Naquin,Peking; Temples and City, 213;Tongxun, Běijīng zōngjiào wénhuà yánjiū,113.
[18] نصر الدين بن قوام الدين أحد البحارة العرب الذين قدموا للصين في منتصف القرن 4هـ/10م، ووفقا للمصادر الصينية فإنه كان عالما وشيخا وداعية، كما شغل منصبا ً رسميا ً في بلاط أسرة لياو (907-1125م)، انظر:
Norris, “The Muaf in Beijing's ( Bikn's ) Oldest Mosque”, 123-134.
[19] Steinhardt,“China's Earliest Mosques”, 349; Norris, “The Muaf in Beijing's ( Bikn's ) Oldest Mosque”, 123-134..
[20]Liuzhi:Zhōngguó yīsīlán jiào jiànzhú, 95.
[21] يقع مسجد دونغسي في غرب شارع دونغسي "Dōng sì jiē–"东四街، وهو من المساجد الشهيرة بمدينة بكين، ويعتبر أكبر مساجد مدينة بكين وأضخمها وأفضلها من حيث العمارة والزخارف، وهو من المساجد الأربعة القديمة في مدينة بكين، ويرجع تاريخ ي إنشائه إلى عصر أسرة يوان، على يد رجل عربي اسمه "سند الدين" وذلك في عام 747هـ/1346م خلال السنة السابعة لعصر إمبراطور أسرة يوان الإمبراطور چي چانج "Zhì zhèng-致正" (741-769هـ/1341-1368م)، راجع:
Benshe, Yīsīlán jiào jiànzhú zhī, 67; Tongxun, Běijīng zōngjiào wénhuà yánjiū,188; Liuzhi: Zhōngguó yīsīlán jiào jiànzhú, 95.
[22]Maming, “Běijīng sānlǐ hé míng kè”, 38-44.
[23] يقع مسجد سانلي خه غرب شارع "سان لي خو" "Sānlǐhéjiē-三里河街" بضاحية شيتشانج "Xīchéng-西城区" لمدينة بكين، لذلك يُطلق عليه أحيانا ًاسم (مسجد سان لي خو) "三里河清真寺"، كما ظهر الاسم الأخير في بعض اللوحات والنقوش التذكارية المحفوظة بالمسجد، وكان المسجد يُعرف قديما ًباسم "تشينغ چن لي باي يونج شوو سي" "Qīngzhēnlǐbàiyǒngshòusì-清真礼拜永寿寺"وفقا ًللوحة التذكارية أعلى فتحة الدخول بالإضافة إلى أن هذا الاسم ظهر أيضا ًببعض اللوحات التذكارية، ويرجع تاريخ المسجد إلى عصر أسرة مينغ، وذلك في صيف عام 1014هـ/1605م خلال السنة الثالثة والثلاثين من عصر الإمبراطور وانلي (980-1029هـ/1572-1620م) ، ووفقا ًللنقوش واللوحات التذكارية بالمسجد فقد تم بنائه على يد عددا ً من أبناء قومية هويالخصيانلدى بلاط أسرة مينغ مثل: الخصي "ليشووْ" "Lǐshòu-李寿" المنشئ الرئيسي للمسجد وذلك عام 1014هـ/1605م خلال السنة الثالثة والثلاثين لفترة حكم الإمبراطور "وانلي" (980-1029هـ/1572-1620م)، أما عن الخصي الثاني الذي شارك في البناء هو الخصي سيلي جيان "Sī lǐ jiān-司礼监" الذي قام بإصلاح المسجد خلال السنة الرابعة لحكم الإمبراطور تيان إتشي "Tiānqǐ-天啓" (1030-1037هـ/1621-1628م)، وذلك عام 1033هـ/1624م وفقا ً لشاهد تذكاري كان موجودا ًبالمسجد، للمزيد عن مسجد يونج شوو، راجع:
Lixing, Zhōngguó yīsīlán jiàoshǐ, 435; Wangdong, “Běijīng sānlǐ hé qīngzhēnsì”, 106; Maming, “Běijīng sānlǐ hé míng kè”, 38-44.
[24]الخصيان طبقة إجتماعية موجودة في الصين منذ العصور القديمة، وكان الإخصاء عقابا ً تقليديا ً، كما كان وسيلة لكسب العيش والحصول على مناصب حكومية، وظهر الخصيان كقوة سياسية مهمة في بعض الأحيان وفي فترات بعض الأسر، وتقلدوا مناصب سياسية مثل الوزارة، كما أسند إليهم العديد من المناصب العسكرية ومنح بعضهم ألقاب شرفية وغيرها، وخلال عصر أسرة مينغ زادت ثقة الأباطرة بالخصيان حتى أسند إليهم الإشراف على جناح الحريم بالقصر الإمبراطوري ويقال أن عددهم وصل في أواخر عصر أسرة مينغ إلى أكتر من سبعين ألفا، وحظى بعض أبناء قومية هوي بمناصب مهمة وخدموا في بلاط أسرة مينغ ومنح العديد منهم ألقاب فخرية كان أشهرهم الملاح أو البحار چانج خه "Zhènghé-郑和" (ت 836هـ/1433م)، للمزيد انظر:
Dinghui, “Míngdài jūn wèi yǔ huíhui rén”, 103-106; Chenxue, “Míngdài huànguān”, 173; Scheidel, Rome and China: comparative perspectives on ancient world empires, 71; Shih-shan, The Eunuchs in the Ming Dynasty, 16; Graff , “Zheng He: China and the Oceans”, 213-214.
[25]Chenxue, “Míngdài huànguān”, 173.
[26]Lixing, Zhōngguó yīsīlán jiàoshǐ,435; Yu, Zhōngguó huízú jīnshí lù , 5.
[27] لمسجد تشانغ يينغ تاريخ طويل، فقد بُني منذ مئات السنين، وإرتبط تاريخه بتاريخ المنطقة التي بُني بها، حيث كانت ضاحية إتشاو يانج خلال عصر الإمبراطور هونغ وو "洪武-Hóngwǔ" (769-800هـ/ 1368-1398م) قرية صغيرة نسبيا ، وكانت قاعدة عسكرية لبعض فرق جيش أسرة مينغ التي كان يرأسها أحد القادة العسكريين المسلمين من أبناء قومية هوي وهو القائد "اتشانج إي تشون" "常遇春-Cháng yù chūn" ، وقام هذا القائد المسلم بالإسهام في بناء المسجد، وذلك خلال عصر أسرة مينغ في عصر الإمبراطور تشانغدا "Zhèngdé-正德" (911-927هـ/1506-1521م)، انظر:
Tongxun, Běijīng zōngjiào wénhuà yánjiū,113.
[28]Maming, “Běijīng sānlǐ hé míng kè”, 40-41.
[29]Benshe, Yīsīlán jiào jiànzhú zhī, 67.
[30] يقع المسجد في ضاحية تونغتشو "Tōngzhōu qū-通州区" في المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة بكين التي تتركز فيها قومية هوي، وتعد هذه الضاحية من أكبر الضواحي ذات الكثافة السكانية للمسلمين بالعاصمة، وكان للمسجد عدة اسماء، فكان يُعرف قديماً بمسجد تشاو چن سي "Cháo zhēn sì-朝真寺" وهو الاسم الذي مازال منقوشا باللوحة التذكاري بالمسجد، ومسجد تونغتشو لي باي سي "Tōngzhōu lǐbàisì-通州礼拜寺"، وهو من المساجد الشهيرة في مدينة بكين جنبًا إلى جنب مع مسجدي نيوجيه و دونغسي، ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى عصر أسرة يوان، حيث تم بنائه أثناء فترة حكم الإمبراطور "Yán yòu-延祐" (714-720هـ/1314-1320م)، للمزيد عن مسجد تونغتشو، راجع:
Dongsai, Běijīng qīngzhēnsì jiànzhú zhuāngshì yìshù,13-14; Tongxun, Běijīng zōngjiào wénhuà yánjiū,330.
[31] يقع مسجد شو اتسون في جنوبي غرب شارع "Shù cūn jiē-树村街" بضاحية هايديان شمال بكين، وهو من المساجد الشهيرة بشمال بكين، ويرجع تاريخ المسجد إلى عصر الإمبراطور كانغشي (1071-1134هـ/1661-1722م)، ووفقًا للشواهد والنقوش التذكارية بالمسجد فقد تمَ إصلاحه في عهد أبنائه الثلاثة من بعده وهم: الإمبراطور يونغ تشانغ "Yōngzhèng-雍正" (ت 1148هـ/1735م)، والإمبراطور جيا تشينغ "Jiāqìng-嘉庆" (ت 1235هـ/1820م)، والإمبراطور داو غوانغ "Dàoguāng-道光" (ت 1266هـ/1850م)، راجع:
Yinjun, Gǔ huà běijīng chéng shì guǎnlǐ,627.
[32]Liuzhi: Zhōngguó yīsīlán jiào jiànzhú, 90.
[33]Leixiao,, “Huízú lìshǐ bēikè ”, 96.
[34]Leixiao,, “Huízú lìshǐ bēikè ”, 96.
[35]Liuzhi: Zhōngguó yīsīlán jiào jiànzhú, 90.
[36]Wangdong, “Qiánlóng yù zhì “chìjiàn huí rén lǐbàisì bēijì” de liǎng gè wèntí”, 106.
[37]Dongsai, Běijīng qīngzhēnsì jiànzhú zhuāngshì yìshù , 118.