كتب د. مجدى علوان
رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الاداب جامعة أسيوط
سمو الخديوي عباس حلمي الثاني خديو مصر
نشأته وتعليمه :
ابن الخديوي محمد توفيق ابن الخديوي إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي الكبير مؤسس الدولة العلوية ولد في أوائل شهر جمادي الآخر عام 1290هـ / الموافق 14 يوليو عام 1874م ([1]) في سرايا نمرة 3 في الإسكندرية([2]) ، وكانت هذه السرايا جزءًا من أملاك محمد علي الكبير ، ومرت طفولته من عام 1874م إلى عام 1880م في البيت حيث كانت والدته أمينة هانم([3]) الزوجة الأولى للخديوي توفيق هي التي تشرف على تربية أولادها ، ومن هنا عرف الخديوي عباس جذوره التركية ، وكان والده قد زوده بمربية إنجليزية من أجل العناية بالصحة ، وهكذا تعلم اللغتينن التركية والإنجليزية ، وورث عن والده الحب العميق لوطنه مصر والإيمان الديني العميق ، وحب شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ([4]) .
وكان له أخ هو الأمير محمد علي المولود في 11 شوال عام 1293هـ / 1876م ، وولدت له أخت وهي الأميرة خديجة هانم في 11 جماى الأولى عام 1295هـ / 1878م([5]) ، ومنذ عام 1880م إلى عام 1882م تلقى علومه في المدرسة بجانب قصر عابدين أنشأها له والده ، وبعد أن أكمل العاشرة ترك مصر لزيارة أوروبا ([6]) ، زار فيها إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وتعود على تنوع الشعوب واستعد تفكيره لفهم صفاتهم وأصبح معدًا بطريقة جيدة لاستكمال دراسته الثانوية ، ورأى والده أن الوقت قد حان لإتمام تعليمه في بعض مدارس دول أوروبا في جينيف أو لوزان أو غيرها([7]) ، وفي سويسرا تعلم الخديوي عباس لغات كثيرة وتأثر كثيرًا بما رآه فيها([8]) ، وبعد أن وجدوا كما يقول أن تعليمه متقدمًا إلى درجة معقولة نقلوه في أكاديمية التريزيانوم في فيينا بالنمسا ، وكان عمره عام 1887م ثلاثة عشرة عامًا واهتم به الامبراطور Francois Joseph) ) شخصيًا حيث كان يعرف أن مصيره هو أن يخلف والده في يوم من الأيام وكان هذا بلا شك ما رغب فيه والده وأظهره له حينما دفعه وهو صغير إلى مثل هذه الحياة ليس كما يقول عن طريق الأبواب الذهبية بالقصور ([9]) .
تَوَلِيه الحكم :
أثناء مرض الخديوي توفيق الشديد اجتمع اللورد كرومر بمصطفي باشا فهمى رئيس مجلس النظار وتجران باشا ناظر الخارجية والسير إلون بارمر وتباحثوا الأمر ولم يكن هناك أدنى شك في أن الأمير عباس أكبر أنجال توفيق هو بمقتضى فرمان السلطان عام 1813م هو ولي العهد الشرعي ، واتفقوا على وجوب إعلان ارتفائه بدون إضاعة شيء من الوقت حال وفاة أبيه([10]) ، وبعد وفاة توفيق بسراي حلوان نفذ ما تم الاتفاق عليه كما يذكر اللورد كرومر ، ولم يترك وقتًا للدسائس ووافق السلطان على الحقيقة الواقعة ،فأبلغ السفير العثماني في لندن يوم 8 يناير اللورد (سالسبورى) بأنه " نظرًا لوفاة توفيق باشا فقد تعطفت الحضرة السلطانية وعينت الأمير عباس خديويًا على مصر وعهدت للوزارة المصرية بالقيام بإدارة شئون البلاد مؤقتًا لحين وصول الخديوي الجديد" ([11]).
مشكلة سن عباس :
يقضي الفرمان بأن يكون سن الرشد 18 عامًا فهل بلغ الأمير عباس هذه السن عند وفاة والده هذه هي المشكلة التي قابلت كرومر ومصطفي فهمي إذ لم يوجد أحد يعرف تاريخ ولادة الأمير بالتمام إلى أن عثروا على شيخ تركي خدم توفيق باشا سنين طويلة وعلموا منه أن عباس ولد يوم 14 يولية عام 1874م فهو إذا لا يزال صغيرًا ولا يبلغ سن الرشد إلا في 14 يولية عام 1892م ، وبمقتضى الفرمان يجب ما دام الخديوي دون سن الرشد أن يعين مجلس للوصاية ، إلا أن كرومر رأى أنه ليس من الصواب إبقاء فترة انتقال يظل فيها العرش خاليًا بعد وفاة الخديوي توفيق وجلوس الأمير عباس فإن ذلك قد يؤدي إلى دسائس وصعوبات متنوعة ([12]) ، وتم حل هذه المشكلة حينما سمع كرومر أحد المتواجدين يقول همسًا أن سن الأمير المسلم يجب أن يحسب بالسنين الهجرية التى يبلغ عدد أيامها 354 يومًا فتمسك بأهداب هذا الاقتراح وبحساب سن الأمير بالتقويم الهجري وجد أنه بلغ سن الرشد في اليوم الرابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1891م أى قبل وفاة أبيه بأربعة عشر يومًا ([13]) .
ولما وصل عباس إلى مصر يوم 16 يناير اصطفت الحامية البريطانية والمصرية في ميدان عابدين لتحيته ثم تُلِي تلغراف السلطان ، وأدت الجنود التحية بأسلحتها بينما كانت الموسيقات العسكرية تعزف بالنشيد الوطني التركي ، وكان القصد من هذه المظاهرة إعلان رغبة الحكومة البريطانية في الاعتراف بحقوق السلطان الشرعية بينما هي تعضد الخديوي ، وأما الخديوي عباس فإنه حال وصوله أقر النظار في مناصبهم ولما قابله اللورد كرومر لأول مرة قال أن هذه المقابلة تركت في نفسه انطباعًا فكتب في 21 فبراير إلى اللورد ساليسبورى " إنى أرى أن الخديوي الشاب سيكون مصريًا بحتًا " ([14]) .
ويقول الخديوي عباس حلمى في مذكراته عن ملكه : " إن عرشي وسلطاني كانا لى ميراثًا مباشرًا أو شرعيًا خلفهما لي أجدادى العظام ، وهذه السلطة وهذه المسئولية كان قد اعترف بهما وأكدهما منذ مؤسس أسرتنا جميع سلاطين القسطنطينية ثم أن وضعي أنا الآخر قد اعترفت بي كل الدول الأوروبية وبينها إنجلترا " ([15]) ، وعن رأيه في الأسرة الحاكمة فإنه يركز على الجوانب الإيجابية في عهدي : محمد علي وإسماعيل ، حيث يثني على الجهد الكبير الذى بذله جده الخديوي إسماعيل لتحديث مصر وجعلها قطعة من أوروبا وتوسيع أملاكها في أفريقيا وتشجيع الكشف عن منابع النيل([16])كما يدافع عباس عن والده الخديوي توفيق ويبين ما قيل عن ضعفه وانقياده للنفوذ البريطاني ، ويعزى فقده العرش عقب نشوب الحرب العالمية الأولى إلى المخططات البريطانية ([17]) .
علاقة الخديوي بالمعتمدين البريطانيين :
يسجل الخديوي عباس في مذكراته انطباعاته عن المعتمدين البريطانيين الثلاثة ( كرومر ، جورست ، كتشنر ) قائلًا : " وبرغم الذى لقيه من السلطات البريطانية إلا إنه يسجل إيجابيات الحكم البريطانى فيعترف بأن اللورد كرومر نظم أوضاع البلاد المالية على حساب بعض نواحى التقدم التى كانت مصر بحاجة إليها خاصة التعليم" ، وهو يثنى على جورست ، ويشتد في حكمه على كتشنر ([18]).
علاقته باللورد كرومر :
يذكر كرومر أنه في أول مقابلة له مع الخديوي عباس أخذ عنه فكرة أنه سيكون وطنيًا للغاية ونقل هذه الفكرة إلى اللورد ساليسبورى في لندن ([19]) ، ويقول أن علاقته بالخديوي عباس تختلف عن ذلك اختلافًا كليًا فإنه عند ارتقائه كرسى الخديوية كان صغير السن فلم يكن قد اكتسب شيئًا من الاختبار السياسي أو الإداري ، وقد عاش اكثر أيامه في أوروبا لذا فإن ذهنه خلى من معرفة الشئون المحلية ولم ير منه مطلقًا أي اهتمام بالمسائل الكبيرة المتعلقة بشئون الإدارة الداخلية غير أنه كان كثير التدخل في اختيار الموظفين ([20]) ، ويصف الخديوي بأنه كان حسن العشرة وبأنه كان يعامله بكل أدب وأنس وأنه هو نفسه لم يقصر مطلقًا في إظهار الاحترام الخارجي الذى كانت تقتضيه حقوق مركزه السامي ، وأن الخديوي كان ذكيًا صاحب مزاج لطيف وروح بشاشة حقيقية ([21])، أما الخديوي عباس فيقول عنه أنه كان لطيفًا دائمًا كان يقول لكل مستمعيه فإنه كان يرغب في مساعدتى وأن يتعاون معي بإخلاص والواقع أنه كان يحاول دائمًا إهانتي والتقليل من شأني مدعيًا أن الشعب المصري كان يرغب في أن يثور ضد الأسرة الحاكمة وأن الإنجليز حضروا من أجل حمايتها وإعادة النظام ([22]).
علاقة الخديوي بالسير جورست :
شغل منصب الوزير المفوض البريطانى في مصر خلفًا للورد كرومر السير( إلدون جورست )
“ Sir. Eldon gorst” ([23])
في صيف عام 1907م ، وكان الخديوي آنذاك هو الأول من بين القوى الضخمة التى كانت تتحكم في تلك الفترة في الحياة المصرية العامة([24]) . وقد حظي جورست بصداقة الخديوي عباس الذى يقول عنه أن وجوده في مصر كان يمثل أجمل فترة اجتازتها البلاد وأنه لولا المرض الذى ألم به جورست لكان ممكنا أن يعملا سويًا من أجل مستقبل مصر ويحسن العلاقات المصرية الإنجليزية([25]) . وقد توفي جورست في 12 يوليو عام 1911م ، بعد أن شغل منصب الوزير المفوض البريطانى في مصر([26]) .
علاقة الخديوي باللورد كتشنر :
خلف جورست اللورد كتشنر Lord Kitchener([27]) حيث تم تعيينه عام 1911م مندوبًا ساميًا بريطانيًا في مصر ، ومنذ ذلك الوقت حتى عام 1914م زادت الصراعات والشقاقات بينه وبين الخديوي ولم يكن كتشنر على قدر سلفه جورست ، وانتهت تلك الصراعات في شهر مايو من العام نفسها حينما سافر الخديوي ليقضى عطلته الصيفية المعتادة خارج مصر ويقول الخديوي عن ذلك : " كنت أعرف أننا قد وصلنا إلى عدم تفاهم عميق وأن الحال لا يمكنه أن يستمر على ذلك لفترة طويلة وحين أعلنت الحرب العالمية الأولى في أغسطس عام 1914م استلم كتشنر من حكومته كل السلطات لكل ما يتعلق بالحرب ولم يكن كتشنر يرغب في عودتى إلى مصر "([28]) .
محاولة اغتيال الخديوي : أثناء قيام الخديوي بزيارته التقليدية للباب العالى في استانبول وإقامته في تركيا ، وأثناء زيارته للصدر الأعظم في ذلك الوقت الأمير سعيد حليم يوم 25 يوليو عام 1914م ، وحين خروجه من الباب العالى عائدًا إلى قصره([29]) إذ به يتعرض لإطلاق الرصاص عليه في محاولة لاغتياله كانت نتيجتها حدوث جرح في اللسان والخد قضى على إثرها ثلاثة أشهر هي : أغسطس وسبتمبر وأكتوبر ، ولم يقو فيها على التحرك ، وقد أسفرت التحقيقات لدى الحقانية التركية عن نسب الاهتمام لشخص يدعى محمود مظهر قُتل وقت الحادثة لكن الخديوي فند الاتهام وعزاه إلى وجود مؤامرة مشتركة للتخلص منه([30]) .
إعلان الحماية البريطانية على مصر وعزل الخديوي وتولية عمه حسين كامل مكانه :
بعد نشوب الحرب العالمية الأول وبعد تعرض الخديوي للاغتيال وأثناء غيابه عن مصر وفي 18 ديسمبر عام 1914م أعلنت الحكومة البريطانية عن طريق إرسالها خطابًا دوريًا لكل الدول أن : " مصر قد وضعت تحت حماية صاحب الجلالة البريطانية وأصبحت تمثل بعد ذلك محمية بريطانية ، وبدون تركيا "([31]) وبإعلان الحماية البريطانية على مصر زالت السيادة التركية عنها ابتداءً من 4 ديسمبر عام 1914م ، لكنها أخضعتها للاستعمار الإنجليزى .
وبعد يومين من ذلك كتب القائم بالأعمال الإنجليزى بالقاهرة ميلين شيتهام : " إلى الأمير حسين كامل باشا عم الخديوي عباس حلمي يبلغه بأنه قد تم اختياره من جانب انجلترا لكي يأخذ مكان الخديوي ليس كنائبًا لسلطان الأمبراطورية التركية ولكن كسلطان على مصر التي أخضعت بدرجة أكبر للمحتلين الإنجليز ، وبذلك ألغيت الخديوية بطريقة تعسفية وفي إعلان الحماية يوم 19 ديسمبر عام 1914م وفيما يخص الخديوي عباس قيل : " إن حكومة جلالته لديها الدلائل الواضحة بأنه منذ نشوب الحرب مع ألمانيا كان صاحب السمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق قد ألقي بنفسه وبشكل نهائي إلى جانب أعداء جلالته([32])
رد فعل الخديوي إزاء قرار إقالته :
بعد قرار إقالته قال الخديوي عباس : " لقد تحملت تهديدات وأوامر خارجية ولكنى أشعر بفخار أن إنجلترا لم تجرؤ على إعلان حمايتها على مصر إلا بعد أن أبعدتنى عن السلطة ، أما شعار حكمى ذلك الميراث المجيد من أسرتنا فقد احتفظت به بدون تلطيخ أو ضعف وعن طريق سلطان مخلص لإنجلترا حتى وإن كان من الأسرة الخديوية فإنها اختارت الأمير حسين كامل الذى لم يكن في الواقع أكثر من ستارة ، وما دامت إنجلترا قد وجدت أنه من الضرورى أن تكون بهذه الطريقة الرسمية استيلائها على السلطة المزدوجة الإدارية والتنفيذية في مصر فإن ذلك اعترافها بإنها لم تكن لها هذه السلطات أثناء حكم توفيق وعباس الثانى وهكذا انتهي ذلك البنيان السياسى والاجتماعى والذى استمر لأكثر من قرن وهو سيادة الإمبراطورية العثمانية والفرمانات التى كان الخديوي يأخذ منها سلطته([33]) .
محاولة الخديوي عباس العودة إلى مصر : بذل الخديوي محاولات كثيرة لإقناع السلطات البريطانية بضرورة العودة إلى مصر وقد نشر حسين رشدي باشا عدة خطابات كتبها هو للخديوى حال شغله لرئاسة مجلس النظار ، وتظهر هذه الخطابات أن الخديوي لم تكن لدية النية للبقاء بعيدًا عن بلاده ، ولكن إنجلترا لم تسمح له بالعودة ، وأمره السفير البريطانى في تركيا السير (لويس ماليت) بأن ينتقل إلى مقر كان قد أعد له في مدينة نابولى تلك المدينة التى كان جده قد نُفي إليها وإنه لم يسمح له بالبديل الذى اقترحه الخديوي وهو الذهاب إلى سويسرا([34]) .
وقد عاش الخديوي عباس حلمى الثانى سبعون عامًا منذ مولده عام 1291هـ/1874م وحتى وفاته عام 1944م ، وقد ولي الخديوية إثنين وعشرين عامًا حفلت بالإنجازات الوطنية والاقتصادية والسياسية والعمرانية ، بصفة عامة إن الخديوي عباس لو لم يكن وطنيًا مخلصًا لبلاده لما أبعدته إنجلترا عن عرشه ، ولعل أصدق دليل على ذلك هو تشجيعه الدائم وحمايته للزعيم الوطني مصطفي كامل . وخلفه محمد فريد في نضالهما المشترك ضد الإنجليز وإنشائه للحزب الوطنى ، ومما يعبر عن بث روح الوطنية القومية في نفوس المصريين ما ذكره الورد كرومر في تجربته الخاصة في مصر،خاصة تلك الفترة التى قضاها مع الخديوي عباس،أنها تقود إلى عدة نتائج :
- منها أن القبطي المصري أكتسب خصائص أخلاقية يتحلى بها المسلم المصرى .
- وأنه بوجه عام فإنه لا خلاف بينهما سوى أن المسلم المصرى يتعبد في مسجد والقبطى المصرى يتعبد في كنيسة ([35]).
مظاهر النهضة العمرانية في عهد الخديوي : اتسم عهد الخديوي عباس حلمى الثانى بنهضة عمرانية ومعمارية كبيرة لم تقتصر على القاهرة وحدها بل امتدت إلى الإسكندرية وإلى كثير من المدن المصرية في الوجهين البحري والقبلي، تشهد بها تلك المنشآت الدينية والمدنية الباقية على اختلاف أنواعها وطرزها الفنية ، ولقد حازت عمائره الدينية على قصب السبق والاهتمام ببناء تلك العمائر خاصة وإن إدارة الأوقاف العمومية كانت خاضعة مباشرة لتصرفه ، وكانت تدر مبلغًا وافرًا وتشمل التصرف في كل الشئون المتعلقة بالمساجد والهبات الدينية والخيرية وأملاك القُصَّر والعاجزين وبالأمور الوراثية([36]) أما عن أعماله المدنية فهي متنوعة منها قصر المنتزه والذي أنشئه عام 1310هـ / 1892م([37]) ، وفي 12 ديسمبر عام 1893م افتتح الخط الحديدي بين الإسماعيلية وبورسعيد([38]) ، وشيد كذلك المعهد الديني الأحمدي بطنطا ودمياط وانتقلت إليه الدراسة بعد أن كانت في المسجد الأحمدى([39]) ، وأقيم في عصره مجموعة كباري معدينة منها بالقاهرة والجيزة ، منها كوبرى محمد علي والذى أنشأ لوصل القاهرة بجزيرة الروضة عند القصر العينى وطوله 67م ، على ثلاث فتحات([40]) ، وكوبرى عباس الذى نسب إليه وبُدأ في تنفيذه عام 1903م واحتفل بفتحة للمرور في 6 فبراير عام 1908م وأُنشأ بمعرفة Sir. William Orel ، ويبلغ طوله 535م ، وله ثمان فتحات ثابتة طول كلاً منها 42.76م وفتحتان طولهما 43.53م([41]) ، وكوبرى الملك الصالح الذى أُنشأ لوصل جزيرة الروضة بالقاهرة عند مصر القديمة عام 1908م وطوله 83م وأنشأه نفس مقاول كوبرى محمد على وعباس([42]) ، كوبرى الزمالك ، على بعد 1.5كم جنوبى إمبابة ويبلغ طوله 125م ، وبُدأ فيه عام 1908م وأُفتتح عام 1912م([43]) .
وأقيم خارج القاهرة عدة كباري منها كوبرى نجع حمادي عام 1896م – 1897م ، وكوبرى دسوق الجديد عام 1897م – وكوبرى زفتى 1902م ، وكوبرى القناطر الخيرية عام 1907م ، وكوبرى طلخا والمنصورة عام 1912م – 1913م ([44]). فضلاً عن خزان أسوان الذى أنشأ عام 1902 وحتى عام 1904م وعُملت له تعلية أولى عام 1908م استمرت إلى عام 1912م ، وعُملت له تعلية ثانية في عام 1912م ([45]) .
بالإضافة إلى هذه الأعمال أقيمت عديد من المشروعات الصناعية والتجارية واتسع أيامه نطاق التعليم والزراعة والري والسكك الحديدية([46]) ، وأقيمت العديد من المتاحف العلمية المتخصصة التى حوت الآثار المصرية على اختلاف عصورها مثل المتحف اليونانى بالإسكندرية ، والمتحف المصرى بالقاهرة ومتحف الفن الإسلامى بباب الخلق بالقاهرة ، فضلاً عن النهضة الدينية وإصلاحاته الإدارية والعلمية بالأزهر الشريف([47]) .
ولم تقتصر مظاهر النهضة في عصر الخديوي عباس حلمى الثانى على النواحى المعمارية فقط بل امتدت أيضًا لتشمل مناحى أخرى مثل التعليم والري والصناعة([48]) ، فضلاً عن اهتمامه بتكوين الأحزاب السياسية مثل الحزب الوطنى ، حزب الأمة ، حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية([49]) ، ودعمه الحركة الوطنية التى تمثلت في مصطفي كامل([50]) ، وكان هدف الخديوي من ذلك التخلص من وطأة الاحتلال البريطانى الذى كان يهدف إلى صبغ الإدارة المصرية بالصبغة الإنجليزية من حيث اتباع سياسة إنجلترا وإدخال العنصر الإنجليزى في الإدارة المصرية ([51]) .
ولعل أصدق ما كتب عن حقيقة هذا الاحتلال لمصر وطبيعة تكوين الإمبراطورية البريطانية 1914م هو ما ذكره المؤرخ الشهير H.G. Wells ( هـ. و. ويلز ) في كتابة المترجم معالم تاريخ الإنسانية ( . . . ربما جاز لنا أن نلحظ في إيجاز تام الطبيعة الشديدة الاختلاف للأجزاء التى كانت تتكون منها الإمبراطورية البريطانية في عام 1914م فإنها كانت وما تزال خليطًا سياسيًا فريدًا في نوعه تمامًا ) . وبعد أن يعرض المؤلف هذه الممتلكات مثل إيرلندا ، أستراليا ، كندا ، نيوفوندلاند ، نيوزيلاند ، جنوب إفريقيا ، الهند ، يقول ( . . . ثم تجئ ممتلكة مصر الغامضة الوضع وهي ما تزال من الناحية الإسمية جزءً من الإمبراطورية التركية وما تزال تحتفظ بعاهلها الخاص وهو الخديوي ، ولكنها تحت حكم الموظفين البريطانيين يكاد يكون إستبداديًا )([52]) .
الإصلاحات الاجتماعية التى قام بها الخديوي :
تعددت الإصلاحات الاجتماعية التى قام بها الخديوي عباس حلمى الثانى في شتى نواحى الحياة في مصر ، ففي 28 يناير عام 1892م أصدر أمرًا بإلغاء السخرة في كافة أنحاء القطر المصرى ، وفي 3 فبراير من العام نفسها أصدر قرارًا بالعفو عن بعض زعماء الثورة العرابية وعلى رأسهم عبد الله النديم خطيب الثورة وأعاد إليهم رواتبهم ووظائفهم ومنحهم حق التمتع بجميع الحقوق ، وفي 20 مايو شُرعت حكومة مصر في إبطال الرق والعادات السيئة من المقاهي والمحلات العمومية مراعاة للآداب العامة ، وفي ديسمبر أصدر مجلس النظار لائحة الجمعية الخيرية الإسلامية التى قامت بمساعدة الأسر الفقيرة وتعليم أولادهم في مدرسة تنشأ خصيصًا لهم وكان من كبار مؤسسى هذه الجمعية الشيخ محمد عبده ، سعد زغلول ، قاسم أمين .
وإلى جانب تلك الأعمال فقد كان تقرب الخديوي إلى الشعب المصرى في أكثر من سبيل ، فكان يستقبل طوائف الشعب مرتين كل شهر ، كما تعددت رحلاته إلى مدن الوجه البحري والصعيد ومختلف جهات مصر ، وكانت هذه الأعمال التى قام بها الخديوي مدعاة للشعب المصرى أن يلتف حول الخديوي وأن يتحدى الاحتلال لما لمس منه هذا الاتجاه([53]) .
حياة الخديوي الاجتماعية .
زوجات الخديوي عباس :
للخديوى عباس زوجتان ، الأولى هي إقبال هانم ، وُلدت عام 1876م وتزوجت بالخديوي في 19 نوفمبر عام 1895م ، ثم طلقها ، وله منها ستة أولاد ، هم :
الأمير محمد عبد المنعم : ولد في 9 شوال عام 1316هـ ، 20 فبراير عام 1899م وتوفي عام
1919م ، ودفن بمقابر العفيفي في مصر .
الأمير محمد عبد القادر : ولد في 25 شوال عام 1319هـ ، 4 فبراير عام 1902م ، ودفن بمقابر
العفيفي في مصر .
الأميرة أمينة هانم : ولدت في 17 شعبان عام 1312هـ ، 12 فبراير عام 1895م .
الأميرة عطية الله هانم : ولدت في 28 ذى الحجة عام 1313هـ ، 9 يونية عام 1896م .
الأميرة فتحية هانم: ولدت في 2 رجب عام 1315هـ ، 27 نوفمبر عام 1897م ، توفيت في
حلوان عام 1923 ، ودفنت بالعفيفي بمصر .
الأميرة لطيفة هانم شوكت : ولدت في 29 سبتمبر عام 1900م .
أما الزوجة الثانية فهي جاويدان هانم ، تزوجها في 18 صفر عام 1322هـ / 28 فبراير عام 1910م ، ولم يرزق منها بأولاد وطلقها في 5 رمضان عام 1331هـ / 7 أغسطس عام 1913م بإشهاد شرعي وهي مجرية الأصل ، أصل أسمها الكونتيس ماى توروك ، وأسلمت وسميت جاويدان هانم عبد الله([54]) .
تصفية أملاك الخديوي :
في 24 نوفمبر عام 1920م أصدر اللورد (ألن بي) إعلانًا بالترخيص للحارس على أموال ( أعداء بريطانيا ) ببيع أملاك الخديوي عباس حلمي الثاني ، وقد أنشأت هذه الحراسة بأمر من الجنرال ( أرشبيلد مرى) القائد العام للقوات البريطانية في 31 يولية عام 1916م،وتنفيذًا لأمر اللورد (ألن بي) باع الحارس على أموال الأعداء جميع أموال الخديوي([55])
وفي عام 1921م تنازل خديو مصر الأخير عن حقوقه في العرش للملك فؤاد الأول ، وعاش في سويسرا حتى توفي – رحمه الله – عام 1364هـ / 1944م عن عمر يناهز 70 عامًا قضى منها 22 عامًا في حُكم مصر حفلت بالإنجازات والصراعات والنشاطات السياسية ، وقد نُقل جثمانه إلى مصر ودُفن في قرافة المجاورين بمدفن العائلة المالكة بالإمام الشافعى ([56]) ، رحمه الله رحمة واسعة .
[1]) عباس حلمي الثاني (الخديوي) : عهدي " مذكرات عباس حلمي الثاني خديو مصر الأخير 1892-1914م " ، ترجمة :جلال يحي ، مراجعة :إسحاق عبيد، تقديم : أحمد عبد الرحيم مصطفي، الطبعة الأولى، طبع دار الشروق، 1993م،ص 38 .
عزيز زند : القول الحقيق في رثاء وتاريخ الخديوي المغفور له محمد باشا توفيق ، مطبعة المحروسة ، 1892م ، ص 188 .
مصر والعالم يوم صدور الهلال : الأعداد الخمسة الأولى من مجلة الهلال، سبتمبر 1892م ، ص 145 .
ناصر الأنصارى : موسوعة أرقام مصر ، ص 124 .
Nihal Tamraz , Nineteenth Century Cairene Houses and Palaces, The American University in cairo press,1994وP.15-16 .
([2]) كان بالأسكندرية ثلاثة قصور الأول هو قصر رأس التين ، والثاني هو قصر الرمل الذى آل إلى مصطفي باشا فاضل ثم أطلق عليه بعد الثورة قصر مصطفي كامل تمجيدا لهذا الزعيم الوطنى ، وظل موجودًا إلى أواخر الستينات من القرن الماضى ، وكان مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية ، والثالث هو قصر أو سرايا نمرة 3 الذى آل بالميراث إلى والدة الخديوى توفيق حرم الخديوى إسماعيل وبعد تجريد الخديوى عباس حلمي من ممتلكاته تحول إلى ملكية الأمير عمر طوسون وشغلته كلية الآداب بجامعة الإسكندرية مع كلية التجارة لبضع سنوات .
جلال يحيى : تعليقات سيادته على كتاب مذكرات عباس حلمي الثاني ، عهدى ، ص 37 ، حاشية 1 .
([3]) حضرة أمينة هانم إلهامى كريمة المرحوم إلهامى باشا ابن عباس باشا الأول ابن طوسون باشا ابن محمد على الكبير زوجة الخديوى توفيق ووالدة الخديوى عباس حلمي الثاني ، خصص لها الخديوى إسماعيل مصروف شخصى قدره 600 كيس سنويًا مثل كل من حضرة عين الحياة هانم كريمة المرحوم أحمد باشا وحرم دولتلو حسين باشا كامل وحضرة خديجة كريمة المرحوم محمد علي باشا الصغير أى جعلها إسماعيل مثل زوجات أولاده .
عباس حلمي : عهدى ، ص 38 .
عزيز زند : القوق الحقيق ، ص 187 .
([4]) هكذا ذكر الخديوى عباس حلمي الثاني عن نفسه في مذكراته التى كتبها .
عباس حلمي : عهدي ، ص 38 .
([5]) عزيز زند القول الحقيق ، ص 188 ، 190 .
([6]) عباس حلمي : عهدي ، ص 39 .
([7]) عباس حلمي : عهدي ، ص 41 .
([8]) عباس حلمي : عهدي ، ص 42 .
([9]) عباس حلمي : عهدي ، ص 43 ، 45 .
([10]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ترجمة: فؤاد ، مطبعة توفيق ، ص 19 .
([11]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ص 20 ، 21 .
([12]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ص 19، 20 .
([13]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ص 20 .
عبد الرحيم عبد الهادى : المخطوط السابق ، ص 35 .
أمل فهمى : العلاقات المصرية العثمانية على عهد الاحتلال البريطانى 1882م – 1913م ، سلسلة تاريخ المصريين ، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب ، العدد 227 ، 2002م ، ص 76 ، 77 .
([14]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ص 21 .
([15]) من مقدمة مذكرات الخديوى عباس حلمي الثاني بخط يده ، عهدى ، ص 4 .
([16]) عبد الرحمن الرافعى : عصر إسماعيل ، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2001م ، جـ2 ، ص 110 ، 112 ، 118 ، 119 ، 124 ، 134 ، 136 ، 138 .
([17]) عباس حلمي : عهدي ، ص 8 .
أمل فهمى : العلاقات المصرية العثمانية ، ص 334 .
([18]) عباس حلمي : عهدي ، ص 80 .
([19] ) Lord Cromer , Abbas II , London, 1915 , P. 4
عباس حلمي : عهدي ، ص 14 .
ويقول اللورد كرومر عن ذلك(إن المبادئ العربية قد بدأت في الظهور تحت اسم جديد هو لقب خديو) .
عبد الرحيم عبد الهادى : عبد الرحيم عبد الهادى أبو طالب : دور الخديوى عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، مخطوط ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة الزقازيق ، 1987م ، ص 42 .
([20]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ص 71 .
([21]) كرومر : عباس حلمي الثاني ، ص 72 . ويختتم اللورد كرومر كتابه الذى وضعه عن الخديوى عباس شخصيًا بقوله بأنه كان ذا غيرة وطنية و بالنظر إلى أخلاق عباس الثاني وسلوكه يتضح أنه يستحيل بينه وبين النائب للحكومة البريطانية في مصر علاقات ود صادقة وأنه أثناء كل المواقف والتعامل معه لم يكن عنده أقل عداء شخصى نحو عباس الثاني. كرومر المرجع نفسه ، ص 83 .
([22]) عباس حلمي الثاني : عهدي ، ص 214 .
([23]) ولد في 25 يونية سنة 1861م ، في أوكلاند بنيوزيلاندا ووصل في بداية حياتة السياسية حيث تم تعيينه وكيلاً لوزارة المالية ، وأكسبه نشاطه البلوماسى صفات مميزة لكل نشاطه في مصر ، وكان يتمتع بمزاج معتدل وكان مرحبًا دائمًا بالمصريين والأجانب ، وكان والده السير جون جورست وزيرًا للتعليم في إنجلترا ، ومن ثم فإنه اهتم بالتعليم في مصر وتم تعيينه مستشارًا في نظارة الداخلية التى بدأ في تنظيمها .
عباس حلمي : عهدى ، ص 220 .
([24]) قول للورد لويد مؤلف كتاب ( مصر منذ كرومر ) .
عباس حلمي : عباس حلمي الثاني ، ص 14 ، 125 .
([25]) عباس حلمي : عهدي ، ص 221 .
([26]) عباس حلمي : عهدي ، ص 224 .
([27]) ولد في 2 يونية سنة 1850 م في بالى لونج فورد ، وعندما تولى الخديوى عباس الحكم سنة 1892م أرسل إلى الملكة فكتوريا طالبًا منها تعيين كتشنر في مصب سردار الجيش المصرى خلفًا للسير فرانسيس جرانفل Sir. Francis Granfell حيث كان الخديوى معجبًا بالنشاط الملحوظ لكتشنر لكنه سرعان ما أحس بخطأه مع مرور الوقت وعزى سوء اختياره إلى نقص خبرته والتغيير المفاجئ لوضعه بعد توليه الحكم ، وكان كتشنر مولعًا بالآثار المصرية حدثت له مع المسيو ماسبيرو عالم الآثار المصرية المعروف حادثًا مؤسفًا .
عباس حلمي : عهدي ، ص 227 : 231 .
([28]) عباس حلمي : عهدي ، ص 239 .
([29]) هو قصر (تشيبو كلى) وهو قصر صغير نسبيًا في مدينة استنبول يقع بالقرب من القصر الكبير الذى يطل مباشرة على البسفور وقد بناه الخديوى إسماعيل وأصبح يسمى فيما بعد بقصر الوالدة باشا ، وأرضية هذا القصر من خشب الأرو والورد وله فخامة كبيرة وهو من الأملاك المصرية الآن وتقيم فيه القنصلية المصرية العامة في استنبول في بعض حجراته .
جلال يحيى : تعليقاته على كتاب عهدي ، ص238 ، حاشية 5 .
([30]) انظر تفاصيل محاولة الاغتيال في : عباس حلمي : عهدي ، ص 238 ، 262 : 268 .
Ronald Storrs : Orientations , London, 1937, P. 144 , 145 .
([31]) عباس حلمي : عهدي ، ص 280 .
عمر طوسون : مذكره له عن مصر والسودان ، ص 11 .
عبد الرحمن الرافعى : مصر المجاهدة في العصر الحديث ، دار الهلال ، الطبعة الثالثة ، 1990 ، ص 110 .
عبد الرحيم عبد الهادى: دور الخديوى عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، ص 119 .
([32]) عباس حلمي : عهدي ، ص 280 .
عبد الرحيم عبد الهادى:دور الخديوى عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية،ص122 ، 174، 175.
وقد نُشر إعلان خلع الخديوى عباس حلمي في جريدة الوقائع المصرية ، العدد 19ديسمبر سنة 1914 ونصه : " إعلان بخلع سمو عباس حلمي الثاني من منصب الخديوية " وارتقاء صاحب العظمة السلطان حسين كامل على عرش السلطنة المصرية " ، " يعلن ناظر الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء الملك قد رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوية ، وقد عُرض هذا المنصب السامى مع لقب سلطان مصر على سمو الأمير حسين كامل باشا أكبر الأمراء الموجودين من سلالة محمد على فقبله " ، القاهرة في 19 ديسمبر سنة 1914م .
عبد الرافعى : عصر إسماعيل ، ص 111 .
([33]) عباس حلمي : عهدى ، ص 281 ، 282 .
عبد الرحيم عبد الهادي : دور الخديوي عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، ص 176 ، 177 .
([34]) عباس حلمي : عهدي ، ص 277 .
ويتفق هذا الكلام مع ما نشره (أردن -Arden Hulme Beaman ) وهو من كبار المتخصصين في شئون الشرق ، والذى عاش في مصر وعاصر أحداث 1882م والاحتلال البريطانى مع اللوردات : كرومر وجورست وكتشنر ، وقد نشر هذا الكلام سنة 1927م في مقال له في دورية Contemporary Review .
عباس حلمي : عهدي ، 277 .
([35]) محمد عبد المنعم : الإسلام وحدائق الشيطان ، مقال في مجلة روز اليوسف ، العدد 27/5 ، رقم 2755 بتاريخ 22 / 6 / 2000 ، ص 8 .
([36]) كرومر : عباس حلمي ، ص 73 .
كتشنر : تقرير عن المالية والإدارة والحالة العمومية في مصر والسودان ، سنة 1913م ، مطبعة المقطم ، 1914 ، ص 68 .
[37]) Mohmoud El-Gawhary : Ex. Royal Palaces in EGYPT from Mohamed Ali To Farouk , Dar El Maaref , Cairo , 1954 , P. 63 – P. 70 .
Tamraz (N.) Nineteenth Century Cairene Houses and Palaces, P.33 .
أحمد شفيق : مذكراتى في نصف قرن ، مطبعة مصر ، 1936م ، جـ2 ، ق 1 ، ص 45 .
([38]) أحمد شفيق : مذكراتى في نصف قرن ، نفس الجزء والقسم ، ص 116 .
([39]) أحمد شفيق : مذكراتى في نصف قرن ، نفس الجزء والقسم ، ص 284 .
([40]) أمين سامى : ملحق تقويم النيل ، 1936م ، ص 128 .
([41]) أمين سامى : ملحق تقويم النيل ، ص 128 .
([42]) أمين سامى : ملحق تقويم النيل ، ص 128 .
([43]) أمين سامى : ملحق تقويم النيل ، ص 128 .
([44]) أمين سامى : ملحق تقويم النيل ، ص 122 : 124 .
مصر والعالم يوم صدور الهلال ، ص 132 .
([45]) أمين سامى : ملحق تقويم النيل ، ص 97 ، 99 .
أحمد شفيق : مذكراتى في نصف قرن ، جـ2 ، ق2 ص 275 .
([46]) مصر والعالم يوم صدور الهلال ، المرجع نفسه ، ص 131 .
([47]) أحمد شفيق : مذكراتى في نصف قرن ، جـ2 ، ق1 ، ص 185 ، 186 ، 228 .
([48]) عبد الرحيم عبد الهادى : دور الخديوي عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، ص 327 : 344 ، 345 : 350 ، 351 : 358 ، 359 : 363 .
([49]) عبد الرحيم عبد الهادى : دور الخديوي عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، ص 274 : 301 .
أمل فهمى : العلاقات المصرية العثمانية ، ص 148 : 150 .
([50]) أمل فهمى : العلاقات المصرية العثمانية ، ص 135 : 139 ، 140 : 142 .
([51]) عبد الرحيم عبد الهادى : دور الخديوي عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، ص 16 ، 46 .
([52]) هـ.ج. ويلز : معالم تاريخ الإنسانية ، ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد ، المجلد الرابع في التاريخ الحديث ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1994م ، ص 1374 ، 1375 .
([53]) عبد الرحيم عبد الهادي : دور الخديوي عباس حلمي الثاني في السياسة المصرية ، ص 43 ، 44 ، 369 ، 410 .
([54]) عزيز خانكى : نفحات تاريخية ، 1941م ، ص 52 ، 53 .
([55]) عبد الرحمن الرافعى : تاريخ مصر القومى – ثورة 1919م ، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب ص 150 .
([56]) زكى محمد مجاهد : الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية ، مكتبة مجاهد ، 1949م ، جـ1 ، ص 16 ، 17 .