كتب د. محمد نعمان جلال
سفير مصر الأسبق بالصين ومساعد وزير الخارجية الأسبق
نحن فى حاجة ماسة لتعميق الحوار الحضارى بين الحضارة الصينية والحضارة العربية بمنهجية جديدة بمعنى البحث الحقيقى عن القيم المشتركة والعمل على إزالة سوء الفهم المتبادل عن الحضارتين والذى نشأ عبر موروثات تاريخية حول تعامل الحضارتين فى العصور القديمة والوسطى واعتماد الطرفين على المصادر الإعلامية والثقافية الغربية ومنها كتاب "صراع الحضارات"لصموئيل هانجتون الذى جعل من الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الصينية هما العدو الجديد للغرب.
ومن هذا المنطلق ننشد ان تقوم العلاقات الصينية والعربية على أسس علمية فكرية ثقافية تعتمد على إنشاء مراكز ثقافية مشتركة وأصيلة ترتبط بحضارة الطرفين ونسوق نموذج منها وهى معاهد كونفوشيوس التى تقيمها الصين فى العالم العربى وكذلك دعم دول الخليج والدول العربية الأخرى لمراكز تدريس اللغة العربية وبناء كوادر عربية وصينية تتقن لغة وثقافة الآخر وتعزيز أنشطة الترجمة والاهتمام بالخبراء فى الحضارتين.
كما يجب التركيز على نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة خاصة لدى المسلمين الصينيين من الأعراق المحتلفة ونشر قيم الانتماء والوحدة والتسامح، فهناك الكثير من العرب لا يفهمون حقيقة وضع المسلمين فى الصين وكثيرًا من الصينيين لا يفهمون حقيقة وضع الأقليات فى العالم العربى ولا يدركون حقيقة التفاعل والتلاحم الوطنى فى كل دولة وهناك مسئولية كبرى ملقاه على عاتق الجامعات ومركز الفكر والأبحاث والمثقفين والإعلام فى كلا العالمين العربى والصينى.
ومن هذا المنطلق أشيد بدور جامعة شنغهاى للدراسات الدولية ومراكز الدراسات العربية فى عدة جامعات فى مدينة بكين وغيرها لما لديها من برامج خاصة باللغة والثقافة العربية، كما نؤكد على ضرورة تعزيز الوجود الإعلامى بين الطرفين وأن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق منتدى التعاون الصينى العربى فى هذا الصدد وتطوير السياحة المتبادلة بين الصين والدول العربية وتعزيز المقاصد والبرامج السياحية